بعد طول ترقب وانتظار عين العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني رسميا وزير الخارجية الأسبق الدكتور هاني الملقي رئيسا للوزراء، وهو مهندس "ضل الطريق" إلى السياسة، غير أنه اكتشف بعد أن أصبح سياسيا استحالة أن يكون في مجال آخر.

الحكومة الجديدة تنهي تماما مرحلة اقتربت من أربع سنوات حظيت دوما ببصمات الرئيس السابق عبد الله النسور.

ترجل النسور من موقعه بعد هتافات متعددة ضده في الشارع بسبب الأوضاع المعيشية ورفعه الأسعار والضرائب عدة مرات، فيما يتسلم الدكتور الملقي المسؤولية في رئاسة حكومة ستشرف على الانتخابات البرلمانية الوشيكة وستعمل في ظل ضغط اقتصادي حاد.

الملقي يحظى بمقعد رئاسة الوزراء في أول حكومة تتشكل بعد التعديلات الدستورية الأخيرة التي قلصت صلاحيات مجلس الوزراء في عدة اتجاهات، وهو صاحب المقولة الشهيرة المتعلقة بالتحذير من "الهلال الشيعي".

فقد ابتكر هذا المفهوم لفظيا عندما كان وزيرا للخارجية في بدايات الاحتقان الذي سبق ما بات يعرف بـ"الربيع العربي" وكونه وزير الخارجية العربي الوحيد الذي تحدث عن خطورة تشكيل هلال شيعي يجعل تكليفه بالحكومة خطوة تقاربية مع دول المنطقة تحديدا في هذه المرحلة.

وولد رئيس الوزراء المكلف الدكتور هاني فوزي عيد الملقي في عمان عام 1951.

ويحمل بكالوريوس هندسة إنتاج جامعة القاهرة 1974، وماجستير هندسة النظم من الولايات المتحدة 1977، ودكتوراه هندسة نظم في مجال الطاقة والمياه وإدارة مؤسسات البحث العلمي والدبلوماسية الدولية في الولايات المتحدة عام 1979.

وعمل الملقي سفيرا للأردن في القاهرة، ومندوبا دائما لدى جامعة الدول العربية، ومستشارا للملك وتقلد العديد من المناصب الحكومية والدبلوماسية.

وظهر الملقي بقوة عام 1994 خلال رئاسة الوفد الأردني المشارك في توقيع معاهدة السلام بين الأردن وإسرائيل، المعروفة باسم "اتفاقية وادي عربة".

وكان الملقي عضوا في مجلس الأعيان. وعمل وزيرا للمياه والري، ووزيرا للطاقة، ووزيرا للتموين، ووزيرا للصناعة، وفي العام 2004 كان وزيرا للخارجية.