ليبانون ديبايت - جواد الصايغ

انتهى موسم الانتخابات البلدية في لبنان، مخلفا وراءه مفاجأة مدوية تمثلت بسقوط لائحة (لطرابلس) المدعومة من تيار المستقبل والرئيس نجيب ميقاتي والوزيرين فيصل كرامي ومحمد الصفدي الى جانب كوكبة من الأحزاب والجماعات، أمام لائحة قرار طرابلس التي قاد معركتها، الوزير المستقيل اشرف ريفي والمجتمع المدني.

انتخابات طرابلس التي وُصفت بأنها اقسى معارك البلديات في لبنان، انتجت مجموعة من العوامل لا يمكن القفز فوقها، فالقضية لا تقف عند حدود انتصار ريفي وخسارة تيار المستقبل، علما بأن أكثر المتشائمين في محور التوافقيين، كان يعتبر ان وزير العدل قد ينجح بتحقيق رقما معتبرا، وبحال وقف الحظ إلى جانبه لأبعد حدود فسيحقق خرقا بعضوين فقط.

في المقابل، فإن الخسارة التي نزلت بتيار المستقبل والرئيس نجيب ميقاتي والوزير الصفدي لها وقع كبير وارتدادات عنيفة، لكن الخاسر الاكبر كان وزير الشباب والرياضة السابق فيصل كرامي، الذي لعب الى جانب الصفدي دورا كبيرا في جعل لائحة (لطرابلس) تبصر النور.

وفي هذا الإطار، تقول مصادر شمالية مطلعة،" إن الوزير كرامي، خسر بداية الميزة المأخوذة عن آل كرامي عبر تاريخهم السياسي، وهي خوض المعارك بالتحالف مع القواعد الشعبية والابتعاد عن رجال السياسة من أصحاب الثروات".

وتضيف،"خرج الوزير كرامي من مولد الإنتخابات بلا حمص، وذلك بعدما فشل في تحقيق ما يصبو اليه (ضمان تمثيله في البلدية)، كما خسر حلفاءه كالحزب العربي الديمقراطي في جبل محسن (انتخابات 2009 النيابية جيّر الحزب العربي، للرئيس الراحل عمر كرامي اصواتا تعادل الرقم الذي حصل عليه رفعت عيد في جبل محسن)، بعدما قام الى جانب المستقبل بتسمية الاعضاء الذين ينتمون الى الطائفة العلوية دون الرجوع إلى المجلس الإسلامي العلوي حتى، كما خسر حركة التوحيد الإسلامي-مجلس الأمناء (بقيادة الشيخ بلال شعبان) والتي تعتبر حليفه الابرز في المدينة، وكذلك خسر معركة زعامة ال كرامي انفسهم، لصالح عمه معن ونجله وليد الذين يناصرون الوزير اشرف ريفي.

"المصادر تقول،" بدلا من ان يقوم كرامي بإشراك ممثلين عن الحركة في اللائحة التوافقية، ذهب إلى خيار التحالف مع الجماعة الإسلامية، وجماعة المشاريع (الأحباش)، فدق بذلك اول مسمار في نعش اللائحة الهش".

التوحيد لم تدع خطوة كرامي، تمر مرور الكرام، تقول المصادر، وتضيف، سارع مجلس امنائها إلى عقد إجتماع قبل الانتخابات بيومين خرج على إثره ببيان، رفض من خلاله " منطق ومفهوم الإقصاء والإلغاء والمحاصصة التي صبغت تشكيل اللوائح في طرابلس"، كما اعلنت الحركة نيتها " تشكيل لائحة خاصة لأسماء مرشحين ذوي خبرة وكفاءة وايادي بيضاء يحملون مشاريع وبرامج تخدم العاصمة الثانية طرابلس ، وتصبّ في مصلحة المواطن الطرابلسي خاصة والشمالي بشكل عام".

خطوة التوحيد ترجمت على الأرض بدعم مرشحين ينتمون إلى لائحة (قرار طرابلس) ومن بينهم، خالد تدمري، رياض يمق، وأحمد المرج، والمستقل عربي عكاوي، وقد وضعت الحركة خطوتها هذه في إطار الرد على ما وصفته، بتهميش المناطق الشعبية، وكذلك الحركة واستبعادها عن اللائحه الاولى من الحلفاء قبل الخصوم ، والأهم قيام التوافقيين بتهميش واقصاء شخصيات اساسية (خالد تدمري ورياض يمق) كانت قد دخلت إلى المجلس البلدي عام ١٩٩٨ على لائحة الهيئات الاسلاميه آنذاك والتي كانت مدعومة من الراحل الشيخ سعيد شعبان.