احتفى مغردون عرب بهوية منفذ هجوم ميونخ المسلح عندما أعلن أنه ألماني من أصل إيراني، فوقعوا في نفس المأزق الذي ينتقدونه عندما يُعرف الإعلام الغربي بعض منفذي العمليات الإجرامية أو الإرهابية بهويات أصولهم العربية أو الإسلامية!

المجرم والإرهابي في الحقيقة لا يمثلان إلا الإجرام والإرهاب وليس الأسرة أو العشيرة أو المجتمع أو الدولة التي ينتميان لها أو تعود أصولهما لها، والإنسان لا يرتكب جريمته أو يمارس إرهابه لأنه ينتمي لهوية معينة بل لأنه ينتمي لفكر قام على الانحراف والتمرد والكراهية والعزلة والدموية، فالتكفيريون والإرهابيون المنتمون لتنظيمات مثل القاعدة وداعش والحشد لا ينتمون للإسلام أو يمثلونه وإن تقمصوا هويته، وجعلوه عنوانا لشعاراتهم المنفرة ومبررا لأفعالهم المدموية!

وإذا كنا ننتقد وقوع إعلام الغرب في تناقضات التعاطي مع الأحداث الإجرامية والإرهابية وهويات من يرتكبونها وينفذونها واستعجال إصدار الأحكام، فإن من الخطأ أن نقع نحن في نفس الخطأ فيما نحن أول ضحاياه!

وما لم تثبت التحقيقات أن مرتكب حادثة إطلاق نار ميونخ على صلة بجهة أو جماعة تحمل الهوية الإيرانية قامت بالتخطيط لجريمته أو تحريضه على ارتكابها، أو كان تصرفه ذا خلفية عنصرية أو عرقية، فإن أصوله لا شأن لها بجريمته!