اعتبر الرئيس أمين الجميّل أنّ أكبر جريمة وخيانة ترتكب بحق لبنان والمسيحيين والمؤسسات هي مرور سنتين ونصف، بملء إرادتنا وبغنج سياسي ومصلحة، من دون انتخاب رئيس”

وقال: “لبنان الوطن العربي الوحيد الذي لديه رئيس مسيحي فهل نفرّط بهذه النعمة؟”.ولفت الجميّل في حديث لـ”صوت لبنان – الأشرفية” الى أنه “بعد عهدي عام 1988 كان الجيش السوري موجوداً في مجلس النواب وفي قلب بيروت وكان السوري يمنع النواب بقوّة السلاح من الحضور الى جلسة الانتخاب، أما اليوم فالوضع مختلف إذ هناك حد أدنى من الحرية وكل نائب لديه الحرية للقيام بما يريده فلا مجلس النواب محتل ولا سلطة تسيطر على المجلس”.

وعليه، سأل الجميّل: ما الذي يمنع النواب المنتخَبين من قٍبل الشعب من النزول الى البرلمان وانتخاب رئيس؟ ما الذي يمنع نواب المتن وكسروان من أن يتفقوا مع بعضهم على أنّ هناك مصلحة وطنية ويجب النزول الى المجلس؟ مضيفاً أنّ من يعطلون الجلسات معروفون وبمجرّد نزول نواب “التيار الوطني الحر” يتأمّن النصاب.

واعتبر الجميّل أنه بوقوف رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الى جانب رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” ميشال عون وهو يعرف تماماً أن هناك استحالة لوصول الأخير الى الرئاسة، يعني أنه يؤمن غطاء للفراغ ويمدّ من أمَده، فيما لو انتُخب عون نعرف من سيحكم في بعبدا، أي قوى أمنية وعسكرية وسياسية واستراتيجية وخارجية ستكون لها اليد الطولى.

وتابع: جعجع دعم عون وعرف منذ البداية أن لا أمل له، وعلى الرغم من ذلك أيّده كردّة فعل على تأييد الرئيس سعد الحريري للنائب سليمان فرنجية، هذا الأمر زاد آمال عون ومنع التسوية، رغم علم الجميع أنّ رئاسة عون أمام طريق مسدود، وفي هذا الأمر تأكيد على الفراغ والتعطيل والحالة الكارثية على الصعيد المسيحي والدستوري.​

وأضاف: كل هذه المواصفات لا تلتقي مع شعارات جعجع ونضاله ورفاقه وكل الشهداء الذين استشهدوا ليروا في النهاية أنّ لبنان زحل الى هذا المعسكر.

ورأى أنه كما السني حريص على رئاسة الحكومة والشيعي على رئاسة مجلس النواب، المسؤولية الأولى تقع على المسيحيين لانتخاب رئيس للجمهورية. من يريد انتخاب رئيس في أول آب لماذا لا ينتخب رئيساً اليوم أو غداً؟ ما نعيشه اليوم خالٍ من المنطق والضمير والحسّ الوطني. ما علاقتنا إذا انتُخب دونالد ترامب أو هيلاري كلينتون في أميركا؟ أو إذا انتخب المرشد الأعلى في ايران؟ هناك واجب ضميري ووجداني يجبر النواب على تحقيق النصاب بمعزل عمّا تريده السعودية وإيران. فالرئيس لم يكن دائماً مفروضاً على اللبناني، لا شك في أن! هناك تأثيرات خارجية لكنّ المسؤولية في النهاية تقع على النواب.

وقال: عندما يصبح هناك منطق ربما يصبح ترشيحي في محله، لكن طالما نعيش في اللامنطق وارتهان لم يشهده لبنان في تاريخه لا يمكن التحدث بالمنطق.