Beirut
16°
|
Homepage
أن تكون قبقاباً بشرياً!!
نبيه البرجي | المصدر: الديار | السبت 30 تموز 2016 - 7:02

الأفعى تغيّر جلدها، ماذا يتغير...؟
لنتصور رجل الاستخبارات ذاك الذي رأسه قطعة من جهنم يضع مسرحية كوميدية، هكذا تضحك الافعى...
نعلم ان معظم قادة الاجهزة في العالم العربي يشبهون القبور، وانهم لا يرون في الناس أكثر من قباقيب بشرية، ينتعلونها بأقدامهم. الديكتاتورية عندنا، الديموقراطية عندنا، ان تكون قبقاباً بشرياً...

رؤوس غبية، اقدام غبية، اصابع غبية، والا كيف لأحدهم ان يحاول ان يصنع من ابي محمد الجولاني، السفاح بأسنان الضباع، القائل بعدمية (ودموية) النص، القاتل لجنودنا الاسرى بالرصاص الذي في الرأس، والذي قال لنا رفيق قديم ان هيكله العظمي يشبه الهيكل العظمي للسلحفاة...


الجولاني ظهر بوجهه، وبكل مستحضرات التجميل التي يفترض ان تحوّل الافعى الى فراشة ليقول لنا، بذلك السيناريو الاستخباراتي الهش، انه انفصل عن تنظيم «القاعدة» الذي بارك خطواته، مع ان الفتاوى التي اطلقها أيمن الظواهري في السنوات الأخيرة تثبت انه اقل قباحة بكثير من الجولاني، بشخصية وحيد القرن، بالشخصية الأحادية البعد...
هو صنيعة وصناعة استخباراتية مثلما هو ابو بكر البغدادي، وقال في كلمة التحوّل التي ظهر خلالها وجهه كاملاً، انه يريد دولة تقوم على شرعة الله. هكذا تقول «طالبان»، وهكذا تقول بوكوحرام، وهكذا يقول انصار الشريعة الذين يقطعون الرؤوس حيناً بالفؤوس وحيناً بالمناجل...

لا مشكلة ما دامت أجهزة الاستخبارات هي التي تنتج او «تفبرك» اصحاب العمائم، واصحاب اللحى، الذين لا يرون في النصوص سوى الادغال، وسوى المستنقعات...
الجولاني ليس على شاكلة السوريين، والسوريون الذين انتجوا الأباطرة، أباطرة روما، وانتجوا ادونيس، ونزار قباني، ومحمد الماغوط، وعمر ابو ريشة، وبدوي الجبل، وحنا مينا، وحيدر حيدر، وغادة السمان، وممدوح حمادة، الذين انتجوا يوسف العظمة، وجول جمال، الذين انتجوا المبدعين في كل شيىء، لا يمكن ان يكونوا على شاكلة الجولاني...
أحمق، وأعمى، وأصمّ رجل الاستخبارات، ذاك الذي يحاول اقناعنا بأن تغيير جلد الأفعى يعني تغيير الافعى. نحن اللبنانيين الذين كل حذاء جندي عندنا مقدس، كل نقطة دم جندي عندنا مقدسة، (وقد أفرغوا الرصاص في رؤوس جنودنا) نرفض تلك السوريا التي تصنعها أجهزة الاستخبارات، تلك الكوميديا التي تصنعها اجهزة الاستخبارات، ولا فارق عندنا بين ابو مالك التلي الذي يحتل ارضنا وغابي اشكنازي الذي كان يحتل ارضنا..

الأفعى بالقفازات الحريرية وتذهب الى ردهة المفاوضات. هل نتصور ان باستطاعة بعض أجهزة الاستخبارات عندنا ان تدرك ما هو مفهوم الدولة، وما هو مفهوم السلطة، وما هو مفهوم الحياة اذا كانت ثقافتها تقوم على خدمة هذا البلاط او ذاك، هذه العبادة او تلك؟

لا نستغرب، والحال هذه، ان تعلو اصوات بعض اقلامنا التي تكتب بلغة القباقيب البشرية اياها، تنديداً بحصار الاحياء الشرقية في مدينة حلب، ونسأل الم يكن ربع مليون سوري في هذه الاحياء على مدى ثلاث سنوات تحت الحصار الايديولوجي والعسكري، فمن رفع الصوت شجباً او استنكاراً؟
من رفع الصوت في وجه الذين قهروا الناس، وفرضوا الجزية على المسيحيين، وطاردوا الفتيات (الكثيرات منهن تعرضن للاغتصاب او للزواج بالاكراه) وهن يقدن السيارات، او وهن ذاهبات الى مدارسهن دون نقاب او دون حجاب؟

قطعاً، لا ندّعي ان النظام كان مثالياً، وان الكثيرين من اهله لم يقمعوا الناس ولم يذلوا الناس (حتى الآن لا يزال التشبيح ساري المفعول في بعض المناطق)، ولكن هل البديل ان تبقى حلب، وهي طريق الحرير، اي طريق الحل والوفادة وحتى طريق الفلسفة، في قبضة حفاري القبور؟
مسرحية الانفصال عن القاعدة، المسرحية الكوميدية، ذروة الغباء، والاستغباء، (اذا كان) في نظر بعض العرب ان «الفاتح» ابو محمد الجولاني هو من يفاوض حول سوريا، سلام على سوريا وسلام على العرب!
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
"القادم خطير جداً"... العريضي يتحدّث عن "زحطة" كبيرة للقوات! 9 حقيقة الخلاف بين باسيل وبعض نواب كتلته! 5 "الجنون" يضرب نيسان... خنيصر يتحدّث عن أمرٍ نادر ويكشف "مفاجأة"! (فيديو) 1
"مؤشر إيجابي"... خطوات "عملية" هامّة في ملف النزوح السوري! 10 تشريح عقل جنبلاط وكشف ما في داخله... "دمار وخراب بانتظار اللبنانيين"! 6 سعر ربطة الخبز إلى ارتفاع كبير... كم سيبلغ؟! 2
الأمور لم تعد تحتمل... "الخطر" يُحيط بـ "بلدة شمالية"! 11 خرج من الأنفاق... السنوار يتفقد غزة (صور) 7 سيناريو يهدد دولار الـ 89 ألف ليرة.. خبير اقتصادي يكشف عن الخطة المقبلة! 3
طائرة تهبط في مطار بيروت وعليها عبارة "تل أبيب"! 12 ابن الـ12 عاماً يروج المخدرات... ماذا جرى في إحدى مدارس لبنان؟ (فيديو) 8 بشأن تسديد الفاتورة سواء بالدولار أو الليرة... بيان من "كهرباء لبنان"! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر