ليباون ديبايت- داود رمال

منذ اكثر من شهر، كانت جلسة مجلس الوزراء تحتدم بنقاش عقيم، حده الصراخ والضرب على الطاولة، ووتيرة الكلام الفئوي والمذهبي المقيت يتصاعد، يومها مال الوزير الماروني صوب الوزير الشيعي وهمس في اذنه "يا حاج نريد رئيسا للجمهورية"، ليدور الحوار التالي:

الوزير الشيعي: يا اخي انت ومن تمثل واصحابك من السياسيين والدينيين وغيرهم، قل لهم ان يذهبوا الى الجنرال ميشال عون، نحن سائرون بلا تردد مع ميشال عون ولن نتخلى عنه.

الوزير الماروني: اذا حصل شيء ما وفي لبلة ليس فيها ضوء قمرحصل "ديل" سعودي – ايراني وتقرر انتخاب رئيس جمهورية، ماذا ستفعلون وكيف ستتصرفون؟، من المؤكد ستقولون للجنرال عون "امسحها بذقننا" ونريد فلاناً.

الوزير الشيعي: ما طبّق في العام 2008 في خلال اجتماعات الدوحة لن يطبّق في العام 2016، لم نعد نحتمل والجنرال عون حليفنا لا نستطيع الخروج منه.

الوزير الماروني: سأقول لك زميلي اكثر من ذلك، اوساطنا المسيحية تقول انكم تتلطون وراء الجنرال عون وتعرفون انه لن يتنازل، وانتم لديكم مشروع آخر، وانا افهم ذلك ومعكم في مشروعكم، وبالتالي لا مشكلة لديكم حتى لا ينتخب من كل يوم سيقول لكم عودوا الى لبنان من سوريا وغيرها.

الوزير الشيعي: اليوم الوضع مختلف، اذا انتخب اليوم رئيس للجمهورية لا مشكلة عندنا.

الوزير الماروني مقاطعا: هذا صحيح، في عهد الرئيس العماد ميشال سليمان ذهبتم الى الحرب في سوريا ولم تسألوا عن موقفه او تقفوا على رأيه.

الوزير الشيعي مقاطعا ايضا: وايضا تركنا الرئيس سليمان يتكلم، واوصلنا اليه رسالة في اكثر من مناسبة لا سيما في كلام مباشر معه لرئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب الحاج محمد رعد، وقلنا له حزب الله غير منزعج من كلام فخامتكم ونحن نفهم ونتفهم هذه المواقف كرئيس للجمهورية، ولكن لدينا مشروع نسير به وظهر لاحقا انه خدم لبنان.

الوزير الماروني: نحن نقرّ لكم ببعد نظركم وحرصكم على العيش المشترك، يكفي ان نتصور لو ان الدواعش والنصرة صاروا عندنا وبيننا يوم توعدوا بأنهم سيرفعون رايتهم السوداء فوق القصر الجمهوري في بعبدا.

عند هذا الحد انتهى الهمس المعبّر في ظل عاصفة الضجيج والجعجعة الوزارية التي تنتج طحينا، والخلاصة مرة جديدة ان الرئاسة بين حدين: اما انتخاب ميشال عون رئيسا للجمهورية، واما استمرار الشغور وتمدده الى ان تحل الروح القدس على المعنيين فينهوا هذا الشغور قبل ان تتربع الفوضى على سدة كل الرئاسات والمواقع.