Beirut
16°
|
Homepage
إغتيالنا بالغباء...
نبيه البرجي | المصدر: الديار | الجمعة 26 آب 2016 - 5:46

اذا زال تنظيم العصر الحجري، وبقيت انظمة العصر الحجري. لا حرية، ولا عدالة، ولا ديموقراطية، ولا مساواة، ولا حداثة بل البقاء في ذلك المستنقع السياسي، والطائفي، والثقافي، والى قيام الساعة.

كما لو ان هذه الانظمة التي تتعامل معنا كما تتعامل مع اطباق الهوت الدوغ، وفي احيان كثيرة كما تتعامل مع القهرمانات، ليست هي التي تحثنا على ثقافة وحيد القرن على انها ثقافة الله...

متى يحدث ذلك البيغ بانغ (الانفجار الكبير) وينشق الدين عن الدولة وتنشق الدولة عن الدين، كل منهما يوظف الاخر لوأد الكائن البشري، لا لوضعه تحت التراب بل لوضعه تحت... الزمن!


الجنرال الاميركي شون ماكفارلاند، قائد الحملة التي يشنها التحالف الدولي على تنظيم الدولة الاسلامية صرح بأن قرابة 45 الف جهادي قتلوا في العراق وسوريا في غضون عامين. ولا يزال هناك نحو 30 الفا في الخنادق...

هؤلاء لم يسقطوا من كوكب المريخ، ولا من فلسفة اريسطو وابن رشد، وانما من لحى الفقهاء، وانما من سراويل (وشاشات) اولياء الامر الذين لا بد ان يطبقوا علينا اكثر، ويقطعوا رؤوسنا اكثر، ويغتصبوا ارواحنا اكثر...

ماذا سيفعل قادة الاجهزة فينا بعيونهم الخشبية (ام الزجاجية؟)، وقد اعتادوا على الولوغ في الدم، وفي تفخيخ الحياة، وفي صناعة الاشلاء، وفي غسل الادمغة، وفي اقفال كل ابواب الانسان امام الانسان فينا؟

هؤلاء القادة سيتحولون الى آلهة، وان كانوا عبيدا في البلاط الاميركي، وسيمنعوننا من ان نتنشق الهواء، ومن ان نضاجع الخيال.
اجل، اجل، سيطاردون الخيال بالهراوات، وبالسواطير، وبالقوانين التي يندى لها جبين الاخ العزيز قراقوش وربيبه العزيز هولاكو، لكي نكون امام الجيل الرابع من تنظيم القاعدة...
اليست هذه جدلية الاقبية التي حلت محل جدلية الازمنة. لا تتصوروا ان من يدعون انفسهم اهل الاعتدال لا يفعلون بنا اسوأ ما يفعل بنا حملة السواطير. اليست الايديولوجيات الغبية هي التي تنتج الايديولوجيات المجنونة...

يفترض ان يموت فينا العقل لنبقى اغبياء. هل تسنى لكم ان تجالسوا او تجلسوا في حضرة العديد العديد من رجال الدين الذين، ومن خلال النص القرآني، يعملون لتسويق الوثنية، ويزرعون فينا ذلك الطراز من الآلهة الذين دفعونا الى هذه الارض ليتلهوا بتعذيبنا، قبل ان نذهب الى عذاب القبر كممر الزامي الى جهنم. اغتيالنا... بالغباء!

قلنا ان الاسلام بات بحاجة الى الوعي الاخر الذي يعيد الى الله بهاءه، ويعيد الى النص عبقريته، ويأتي بالمطرقة للذهاب بالاصنام المستحدثة، فأين الاستغراب في ان يكون بيننا 75 الف جهادي فوق الارض السورية، ونحن واثقون ان هناك عشرات الملايين الذين على خطهم وعلى خطاهم. ماذا لثقافة الانظمة ان تنتج سوى القتلة، القتلة الضحايا؟
كل داعشي قُتل او قَتل هو ضحية لانه ابن ثقافتنا، بل ابن جامعاتنا اذا ما علمتم ما هي العناوين الهائلة لاطروحات الدكتوراه التي تقول بالسيوف (السواطير) المسلولة ضد الاخر الذي من دين اخر، ومن مذهب اخر، ومن رأي اخر...

ماذا سيتغير اذا ازالت القاذفات كل اثر لـ«داعش» ما دام الذين صنعوها، اكانوا رجال السلطة،ام رجال الدين، ام رجال الاستخبارات باقين على اكتافنا، باقين الى الابد...
يذهب «داعش» ويبقى «انصار الشريعة» و«جيش الاسلام»، و«جيش الفتح»، و«جماعة محمد» و«بوكوحرام»، وكل الفصائل الاسلامية التي لا تمت الى الاسلام بصلة. أليس هذا ما تقوله لعبة الامم حين تكون الانظمة على رقعة الشطرنج، ويكون الرعايا حجارة الشطرنج.

مئات الآلاف يقاتلون من اجل ذلك النوع من الاسلام. هل هي ظاهرة آنية وتذهب ادراج الرياح؟ نحن الذين نذهب ادراج الرياح. الجنرال ماكفاولاند يطمئننا اننا والجهاديين ذاهبون الى القبور، اكان هناك من يهيل علينا التراب ام كان ناك من يهيل علينا الزمن. سيان...
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
ابن الـ 24 عاماً يُفجع زغرتا! 9 تصلّبٌ مفاجئ! 5 "الجنون" يضرب نيسان... خنيصر يتحدّث عن أمرٍ نادر ويكشف "مفاجأة"! (فيديو) 1
ابن الـ12 عاماً يروج المخدرات... ماذا جرى في إحدى مدارس لبنان؟ (فيديو) 10 بشأن تسديد الفاتورة سواء بالدولار أو الليرة... بيان من "كهرباء لبنان"! 6 سرقة أسلحة وذخائر من إحدى فصائل قوى الأمن… حاميها حراميها 2
سيناريو يهدد دولار الـ 89 ألف ليرة.. خبير اقتصادي يكشف معلومات مهمة عن الخطة المقبلة! 11 بسبب الإيجار... إقتحمت وابنها منزلاً وقتلا إثنين! (فيديو) 7 سعر ربطة الخبز إلى ارتفاع كبير... كم سيبلغ؟! 3
"القادم خطير جداً"... العريضي يتحدّث عن "زحطة" كبيرة للقوات! 12 طارد مواطن بهدف سلبه عند أنفاق المطار... هل وقعتم ضحيّة أعماله؟ 8 "حربٌ أهلية"... هذا ما تنبّأ به ماسك! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر