"ليبانون ديبايت":

تحت جنح الظلام تسللت مجموعة من أنصار "التيار الوطني الحر" إلى أطراف حديقة منزل وزيرة شؤون المهجرين أليس شبطيني ورفعت علم التيار، بعد ان اعتدت للمرة الثانية على النصب الوطني المقام على مستديرة بلاط القريبة من فيلا شبطيني، الذي يحمل إسم "ساحة فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان"، ليحمل إسم ميشال عون، رداً على رد شبطيني واعتبارها الحكومة ميثاقية لأن وزراء التيار لا يختصرون المسيحيين ولا حتى الموارنة في وجود روني عريجي وسجعان وقزي وبطرس حرب ورمزي جريج ونبيل دو فريج وميشال فرعون ووزراء ميشال سليمان، رئيس الجمهورية اللبنانية الذي وقع مراسيم الوزراء ونالت حكومتهم ثقة 120 نائباً من أصل 127.

واللافت ان الموقع الرسمي للتيار الوطني الحر تبنى هذا العمل التخريبي، تحت شعار "إنتفضوا على الذميين أتباع ميشال سليمان! يسرقون تمثيلكم لضرب إرادتكم! ولكننا لن نسكت!"، متباهياً بالعودة إلى حقبة قديمة، مستبدلاً النضال في مواجهة الاحتلال السوري وحصره في مواجهة وزراء الرئيس سليمان.

مصادر في "اللقاء التشاوري"، رفضت إعطاء هذا العمل أكثر من حجمه، فإن صار لقب الفخامة بشخطة "سبراي"، مبروكة هي "الفخامة الوهمية على بلاطة"، لأنها بكل تأكيد لن تتحقق على أرض الواقع بعد هذه الممارسات الهستيرية وعدم التقيد بالقانون والدستور ومحاولة فرض عون رئيساً بالبلطجة رغماً عن أنف غالبية من اللبنانيين.

واستغربت هذا "الاستقواء" على الوزيرة شبطيني في حين حضرت الجلسة الحكومية تماماً كما حضر وزراء "حزب الله"، ورفضت إفراغ المؤسسة العسكرية من قادتها، تماماً كما يرفض "حزب الله" وكما ترفض "القوات اللبنانية" غير الموافقة على استخدام الشارع ولا حتى على تفريغ المؤسسة العسكرية، بهدف شطب العماد جان قهوجي من المعادلة الرئاسية، تحن عناوين مختلفة.

ورأت مصادر "التشاوري" في هذه التصرفات غير المحسوبة "دليل عافية"، كونها تبعد عون وأتباعه أكثر فأكثر عن الوصول إلى سدة الرئاسة، لأن الدول لا يمكن ان تبنى بمنطق البلطجة على القرار والسطوة على السلطة وقمع الرأي الاخر، معتبرة ان من ليس له خير بأهل تياره المفصولين لمجرد اعتراضهم على بعض البنود التقنية، لا يمكن ان يولد خيره فجأة على جمهورية عانت ما عانته من حروبه العبثية وهروبه إلى السفارة الفرنسية تاركاً أبطال الجيش يستشهدون في سبيل قضية تاجر بها لمصالح شخصية، بعد نكثه الوعود ومحاولة ضربه القوات اللبنانية في ذلك الحين، تنفيذاً لمطالب النظام السوري، لتحقيق حلم الرئاسة المزمن، الذي أرهق البلاد ولم يزل بعد ان تسبب باحتلال الجيش السوري لغالبية المناطق اللبنانية.

وختم مصدر "التشاوري" بدعوة التيار تنفيذ المزيد من هذه الأعمال الصبيانية ليفضح نفسه أكثر فأكثر أمام الرأي العام وباقي القوى، محذراً في الوقت عينه من محاولة المس بالدم المسيحي.