Beirut
16°
|
Homepage
"النموذج الاماراتي" في مكافحة التطرف والارهاب
دافيد عيسى | المصدر: صحيفة المرصد | الاثنين 26 أيلول 2016 - 16:44

يمر العالم العربي والشرق الاوسط والعالم بأسره بأوضاع صعبة من حيث حجم التحديات والمخاطر ونوعيتها، مع انتشار ظاهرة الارهاب والتطرف الديني والعنف على نطاق واسع وتمدده انطلاقاً من حروب وازمات المنطقة، ولا مبالغة في القول ان الارهاب تحول الى مصدر تهديد اول للامن والاستقرار في العالم محدثاً تحولات داخل المجتمعات المصدرة والمتلقية، ومغذياً ردود فعل عنصرية وثقافة العنف والتطرف.

فها هي المجتمعات الاوروبية تتفشى في داخلها ظاهرة "الاسلاموفوبيا" وها هي الحكومات الاوروبية وبسبب هواجسها من الارهاب والتعصب الديني تتجه مرغمة الى سن تشريعات وقوانين جديدة ستطال الحريات والديمقراطيات.

اما في منطقتنا العربية فقد تسبب التطرف الديني في بث الكراهية والعنف والتفرقة بين ابناء المنطقة الواحدة، وفي شحن الاجواء بالصراعات والتوترات الطائفية والمذهبية والاتنية، ما ادى الى قلب الحياة المجتمعية رأساً على عقب...


هذا الخطر المستجد والداهم لا يمكن التفرج والتردد ازاءه، وانما يستدعي التصدي له ومحاربته بكل الوسائل الممكنة والفعالة، ومن الخطأ الاعتقاد ان محاربة الارهاب تكون بالطرق العسكرية والامنية فقط، هذا جانب وجزء من عملية المعالجة والتصدي ولكنه ليس كل شيء، القوة العسكرية والعمل المخابراتي هما جزءان من عملية متكاملة تشمل التوعية والاهتمام بالانسان والفرد وتنمية المجتمع وتقديم خدمات ومستويات معيشية معينة للمواطن تبعده عن التطرف والتعصب والارهاب.

دولة الامارات العربية المتحدة كانت السباقة بين كل دول المنطقة الى هذه الطريقة في المعالجة، والى هذا النمط من التعاطي مع الوضع المستجد في المنطقة على صعيد الارهاب والتطرف الديني عبر قيامها بمبادرات جريئة وانتهاجها سياسات تنم عن حكمة وبعد نظر وعبر سن قوانين وتشريعات تتناسب مع طبيعة الاخطار والتحديات الجديدة وطرق مواجهتها. الامارات العربية المتحدة قامت في الاساس على يد مؤسسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان على قيم وروحية التسامح والتواصل والانفتاح والاعتدال والوسطية والحوار، وقدمت نموذجاً سياسياً واجتماعياً وفكرياً يحتذى به في مجال تطوير حياة الانسان والمجتمع وتوفير الرخاء والرفاهية والعيش الكريم، واحترام الدولة لكل الاديان والاعراق والاتنيات وتوفير اجواء ومقومات التعايش السلمي بين كل مكونات المجتمع والتساوي بين الجميع تحت سقف الدولة وقوانينها.

هذا النموذج شهد تطويراً وازداد رسوخاً ووضوحاً مع رئيس هذه دولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ونائب رئيس الدولة حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم اللذان شجعا على المضي قدماً في ثقافة الانفتاح والاعتدال والحوار، ورعيا مبادرات كثيرة في مجال مكافحة التطرف والارهاب والتعاون الكامل مع المجتمع الدولي على قاعدة تعزيز حوار الحضارات والاديان والثقافات والتمسك بقيم الاسلام الحنيف والعادات العربية الاصيلة.

ومن هذه المبادرات كان انشاء مركز مكافحة التطرف "هداية" واصدار قانون مكافحة التمييز والكراهية الذي يقضي بتجريم الافعال المرتبطة بازدراء الاديان ومقدساتها، واستحداث وزارة للتسامح، واعطاء حيز اوسع لمشاركة الشباب ولدور المرأة في بناء الدولة والمجتمع، وانشاء مجلس حكماء المسلمين، اضافة الى اصدار قوانين وتشريعات رادعة للتطرف والارهاب تتضمن مكافحة تمويل الارهاب والدعاية السيئة للتنظيمات الارهابية والمتطرفة، من هنا لا يعود مستغرباً ان تتوج الامارات في المرتبة الثالثة عالمياً لهذا العام في مؤشر الثقافة الوطنية المرتبط بدرجة التسامح والانفتاح وتقبل الآخر.

واما المبادرة التي استحوذت على اهتمام واعجاب الكثيرين واتوقف عندها ملياً، فهي المبادرة التي قام بها ولي عهد ابو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بزيارته الى الفاتيكان على رأس وفد اماراتي رفيع حيث كان لافتآ ايضآ مشاركة السيد بسام سعيد فريحة من ضمن الوفد في دلالة واضحة على ثقافة الانفتاح والاعتدال لهذا البلد، حيث التقى الوفد قداسة الحبر الاعظم البابا فرنسيس في لقاء خاص مفعم بالمعاني والدلالات الدينية والفكرية والحضارية، وتوج هذا اللقاء بتوجيه دعوة رسمية من ولي عهد ابو ظبي لقداسته باسم رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد لزيارة دولة الامارات، والتي وعد البابا بحصولها بحيث ستكون زيارة تاريخية ومهمة في ابعادها ومؤثرة في معانيها ورسائلها التي تعكس احتراماً وتقديراً متبادلين.

ولي العهد الشيخ محمد بن زايد رحب وشجع خلال الزيارة بالحوار الأخير بين الأزهر الشريف ودولة الفاتيكان وما أثمر عنه من اتفاق على عقد مؤتمر عالمي للسلام والعمل معا لمكافحة الفقر والتطرف والإرهاب واعتبره خطوة مهمة تستحق الدعم والبناء عليها لأنها تعزز ثقافة التسامح والتعايش العالمي وتؤكد أن العالم يقف في خندق واحد ضد قوى التطرف والإرهاب.

دولة الامارات العربية المتحدة تحترم الحبر الاعظم البابا فرنسيس وتقدر مواقفه الرافضة للربط بين الاسلام والارهاب، وقوله الدائم ان التطرف والاصولية موجودان عند كل الطوائف والاديان وفي كل المجتمعات .

كما ان قداسة الحبر الاعظم البابا فرنسيس يحترم دولة الامارات، ويقدر رعايتها لقيم الحوار والتسامح والانفتاح واحتضانها للعديد من الكنائس على ارضها وتوفير كل اسباب الحماية والامان لكل الناس الوافدين من طوائف مختلفة ومن مجتمعات ودول عديدة حيث يتعايشون بسلام ووئام ودون تمييز...

هذا النموذج الاماراتي في مكافحة التطرف والعنصرية والعنف، هو مثال يجب ان يحتذى به وان ويعمم على كل دول المنطقة، لأنه النموذج الصحيح للدين الاسلامي الحنيف.
لطالما كنا نادينا بدور قيادي للدول والانظمة والحكومات في العالم العربي في محاربة الارهاب والتطرف يسبق اي دور للدول البعيدة عن المنطقة غير الملمة بتاريخ وعادات وتقاليد وقضايا المنطقة ومشاكل شعوبها، ولطالما قلنا ان دور الدول والقيادات الاسلامية في المنطقة العربية هو الدور الاول الذي يعول عليه للحد من التطرف ووأده في مهده ولطمأنة المسيحيين والاقليات الآخرى في العالم العربي بأنهم شركاء اصليون في هذه المنطقة وليسوا ضيوفاً وجاليات غريبة...

اننا نشعر بارتياح وسلام وفرح عندما نرى دولاً عربية وعلى رأسها دولة الامارات تنتهج النهج الصحيح في فضح المتسترين بالدين وفي نشر القيم الدينية والانسانية الحقيقية.
العالم العربي بحاجة الى مثل هذه المبادرات والخطوات المقدامة والمتقدمة والتي تعكس روحيته ورسالته والى السياسات والمبادرات التي تقوم بها دولة الامارات والى الاقتداء بـ"النموذج الاماراتي" من اجل محاربة التعصب والتطرف الديني بكافة اشكاله والتشجيع على روح التسامح والانفتاح والاخوة بين كل الطوائف السماوية على هذه البقعة من العالم...
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
مخالفة دينية في قرية بقاعية! 9 خبير دولي يتحدث عن "عاصفة حربية" ستضرب لبنان وسوريا ورفح! 5 "معلومات عن هبوط طائرة إسرائيلية في مطار بيروت".. تقرير يكشف الحقيقة "الكاملة"! 1
"لا نقبل بالأمن الذاتي"... مولوي يكشف تفاصيل عن مقتل سرور 10 عملية "جنود غولاني" تابع... الجيش الاسرائيلي يكشف تفاصيل ما جرى! 6 "شمشوم" جنّ جنونه... تفاصيل الصباح المُرعب في الضاحية! (فيديو) 2
"هجوم وشيك في الساعات المقبلة"... اعلام اسرائيلي يكشف! 11 وزارة الصحة تسحب هذين المنتجين من الصيدليات! 7 عملاء لبنانيون وسوريون متورطون بجريمة قتل سرور! 3
"سريٌ حتى التنفيذ"... معلوماتٌ عن موعد الرد الاسرائيلي! 12 بالفيديو: طاعن الكاهن في سيدني يتحدث العربية! 8 بشأن "فروقات رواتب القطاع العام"... بيانٌ من المالية! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر