"ليبانون ديبايت" - ستيفاني جرجس :

هدوء حذر يخيم على منطقة بئر حسن بعد مرور يومين على وقوع جريمة عائلية جديدة حاول البعض التكتم والتستر عليها للخروج بأقل أضرار معنوية ونفسية لعائلة مفجوعة لفقدانها فلذة كبدها من جهة، ولان هوية مرتكب الجريمة كُشفت. خسارتان لن يعوضهما اي شيء في الدنيا حتى عويل العائلة المصدومة، فالاولى دُفنت تحت التراب اما الثانية فتضاهي المأساة الاولى فظاعةً ووحشيةً، خسارة ستقبع سنوات خلف قضبان رومية في السجن المخصص للاحداث.

جريمة ربما لا يتقبلها اي عاقل او حتى قارئ نظراً لدوافعها او الاسباب التي ادت الى وقوعها فـ 20 الف ليرة لبنانية كانت كفيلة لانهاء حياة شاب في مقتبل العمر على يد من تقاسم معه الحياة في السراء والضراء. المنفذ، كما تبين فهو قاصر ليس صديق او قريب من العائلة عينها او حتى غريب عنها بل ما يربطه بالضحية هو اكثر واقوى من ذلك، الحديث هنا عن رابط الدم الذي يجمع اي شقيق بشقيقه، للأسف.

في ضوء نهار يوم السبت الفائت، جريمة مروّعة اضيفت على لائحة جرائم مماثلة لا يكاد يمر يوماً إلا ويصحو فيه المواطن على وقعها. جريمة وقعت ببرودة أعصاب وقد ذهب ضحيتها شاب في ربيع عمره، من عائلة حمزة، يعشق التصوير والغناء، أردته طعنات شقيقه الغادرة الذي حاول البعض ايجاد اعذار لتبرئته من الجريمة البشعة التي ارتكبها جاهلاً ربما لصغر سنه حقيقة ما فعله.

وفي التفاصيل، شب خلاف بين أولاد آل حمزة ليتطور إلى اشكال حاد وتصادم فسحب سلاح ابيض بين الطرفين وعملية طعن اردت احدهما قتيلاً على الفور، وهما الشقيقين نديم ( 15 عاماً) ونبيل (18عاماً)، يقطنان في منطقة بئر الحسن - الحرش ويعملان في المنطقة.

وبحسب المعلومات التي حصل عليها "ليبانون ديبايت" فالقاصر ابن الـ 15 عاماً اقدم على جريمته بعدما وقع خلاف مع شقيقه نبيل بسبب مبلغ مادي لا يتعدى الـ 20 الف ليرة لبنانية على غرار ما قيل ابان وقوع الجريمة عن مبلغ هائل كان قد رفض الفاعل اعطائه لشقيقه، وتشير المعلومات الى ان تلاسناً حاداً نشب بين الطرفين ما ادى الى سحب الشقيق الاصغر للضحية سكين وتسديد طعناته في جسد نبيل مما ادى الى وفاته على الفور.وعلى الاثر توجهت عناصر الأدلة الجنائية وقوى الامن الداخلي الى مكان وقوع الجريمة، حيث تم رفع أدوات الجريمة، فيما قام الطبيب الشرعي بالكشف على الجثة.

وبعد التحقيق مع القاتل الذي تم توقيفه فور وقوع الجريمة والاستماع الى افادته لمعرفة ملابسات الحادثة والدوافع الحقيقية وراء هذه الجريمة المفجعة التي هزت عائلة حمزة، تبين ان نبيل كان بانتظاره ليعود من عمله، وفور حضوره طالبه بمبلغ الـ 20 الف الذي كان قد استدانه منه ووعده باعادته بعد ايام الا انه مكث بوعده مما اثار غضب نبيل.

وبعد اخذ ورد، احتد الحوار بين الطرفين وتطور الى خلاف فتلاسن، ما دفع بنبيل الى الهجوم على شقيقه عبر مسكه في عنقه محاولاً خنقه وفقاً لرواية الاخير، فما كان منه الا سحب السكين وطعنه فيها دفاعاً عن نفسه.

نبيل، طرق الموت بابه فقط لانه طالب بـ20 الف. صحيح ان المبلغ لا يُذكر الا انه كان كفيلاً بكتابة رواية اليمة لفظ صاحبها انفاسه الاخيرة امام اعين شقيقه. دماء سالت بطعنة عن قصد كانت او بغير قصد من قاصر لسبب واهٍ يخجل حتى نفسه عن ذكره.