Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
أيّها الجنرال... هل تستقيل؟
نبيه البرجي
|
المصدر:
الديار
|
الخميس
20
تشرين الأول
2016
-
5:57
ايها الجنرال، هل تستقيل، وانت في تلك الزنزانة التي تدعى القصر الجمهوري (وتجاوزا... بيت الشعب) اذا ما لاحظت بعد عام، او بعد نصف عام، او بعد عامين، ان التغيير ممنوع وان الاصلاح مستحيل في هذه الجمهورية التي وصف رئيس حكومتها الطبقة السياسية فيها بـ«النفايات السياسية»؟
وانت على بعد خطوة من القصر، لعلك تأملت في ما ينتظرك هناك، وحيث الاشباح في الجدران، ووراء الابواب، وحتى في صناديق القمامة. هؤلاء الذين حولوا الجمهورية الثانية الى مستنقع، والى مغارة، والى هيكل عظمي...
غريب ان نكون بحاجة الى رئيس دائرة في وزارة الخارجية الفرنسية ليقوم بدور الوسيط بيننا من اجل التوافق على رئيس الجمهورية ومن بلد طالما عشقنا ثقافته وقيمه، دون ان تتذكر انه موفد من رجل قضى على ما تبقى من كل تلك القيم، ومارس كل اشكال النخاسة الديبلوماسية...
الهشاشة، بل هي التفاهة، التي جعلت رئيساً اوروبياً لا يحظى باكثر من 12 في المئة من بين قومه، يعود بنا الى لعبة القناصل، وحيث التكريس الفظ للمعادلة الطائفية التي طالما قطعت كل طريق الى المعارك الوطنية...
ايها الجنرال، نريد وطناً ونريد مواطناً، تماما كما قلت في كلمتك الاحد، فهل بامكانك ان تفعل هذا، وان تفكك ذلك الكونسورتيوم القبلي الذي يطبق علينا، وبحجة تلك المصطلحات القاتلة، من التوافق الى الاجماع الذي يعني امراً واحداً، وهو الابقاء على الوثنية السياسية التي حولتنا الى قطع من الببغاءات ان لم نقل الى قطع من الدجاج...
الا نجثو، ونصفق، وننحني على مدار الساعة لاولئك الذين حولوا الادارة الى مزرعة للازلام واللصوص. الذين قطعوا عنا الكهرباء والماء. الذين جعلوا من طرقاتنا اقصر الطرق الى جهنم. ولطالما تفنينا، وغنينا، لطرقاتنا التي هي الطريق الى جارنا العزيز.... القمر.
لنتصور انك استخدمت تكتيكياً، شعار «حقوق المسيحيين» كورقة اخيرة للوصول الى القصر، لا «حقوق اللبنانيين» مع ان المسلمين في اسوأ احوالهم، وهم ينبشون قبور بعضهم البعض، ويقاتلون بعظام بعضهم البعض...
في السياسة، لا بد من «الانا» على الطريقة الديغولية لا على طريقة تماثيل الشمع، ولا بدمن الانتهازية شرط الا تتحول ال زبائنية، قد نكون واثقين من انك حين تحمل لقب فخامة الرئيس، وهو لا شك يليق بك، وبعدما عايشنا مصائب وأهانت هذا اللقب، ستكون أمام شعارات أخرى، مهمات أخرى، استعادة لبنان، واستعادة اللبنانيين من اشداق أكلة لحوم البشر...
نحن مع ان تكون هناك معارضة، معارضة صاخبة وفعالة لأن الاجماع (اجماع اللديا جيرغا) هو الوجه الآخر للموت السياسي، وللموت الاخلاقي، بطبيعة الحال للموت الاستراتيجي...
الكثير الكثير من انصارك يخافون عليك من «لعنة القصر» ومن الاغلال التي في كل كلمة، وفي كل فاصلة، في المادة 49 من الدستور، على أمل ألا تكون لديك تلك الحاشية التي تفصلك عن الناس. نريد منك ان تكون في الشارع، وفي المصنع، وفي ورشة تصليح الكهرباء، وان تدخل الى بيوت الفقراء...
لا نعتقد انك تتذكر تلك المقابلة العصبية التي اجريتها معك، وانت في القصر والتي ترجمتها مجلة ناطقة بالفرنسية ووضعت عناوينها على الغلاف. لكنني، بالرغم من الاختلاف، وجدت فيك بعضاً عن ملامح القديس وانت تشارك جنودك علبة السردين...
من يحب الجنرال، يفترض ان يخاف عليه، لتكن الاستقالة دائماً على مكتبك، حتى تهز عظام أكلة لحوم البشر، هل ستفعل ذلك حقاً؟!
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News،
اضغط هنا