Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
الجنرال و... المغامرة الكبرى
نبيه البرجي
|
المصدر:
الديار
|
الثلاثاء
25
تشرين الأول
2016
-
6:25
ثمة عبارة للرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران «La logique des choses» اي منطق الاشياء، ومنطق الاشياء يقول ان العماد ميشال عون سينتخب رئيساً للجمهورية في 31 تشرين الاول الجاري...
ومنطق الاشياء ايضاً يقول ان رئيس تكتل التغيير والاصلاح الذي سيحل محله النائب ابراهيم كنعان في هذه المهمة، يعي الى حد بعيد ان رئىس الجمهورية في لبنان مغامرة كبرى، ولا تحتمل الانا «البونابرتية» ولا الانا «الديغولية». هنا التوازنات، والمعادلات، حساسة جداً. احياناً تبدو اصلب من الفولاذ، واحياناً تبدو اوهى من خيوط العنكبوت.
الاهم ان الجنرال عون قال لنا او اوحى لنا بأنه لن يكون «عونياً» في قصر بعبدا، لكننا نذكره بأن الرئيس سعد الحريري ابلغنا في كلمته الاخيرة بان قراره كـ«مخاطرة سياسية كبرى» جاء نتيجة تسوية سياسة. هنا يبدأ الالتباس، اي تسوية، وما هي بنودها، وهل صحيح انها تتناول قيادة الجيش وحاكمية مصرف لبنان والتشكيلة الحكومية؟
هل صحيح ايضاً ان الدكتور سمير جعجع هو الطرف الثالث فيها، دون ان يكون هناك من طرف رابع، مع ان المفروض ان يكون هناك الطرف رقم 19 باعتبار ان الطوائف اللبنانية ارتفعت من 18 الى 19 باضافة الطائفة القبطية اليها؟
تعلم تماماً ان رئيس الجمهورية في لبنان لا يمكن ان يكون اتيلا الجبار. ولطالما اشتكى العماد عون من انتفاء الموازاة بين المسؤوليات والصلاحيات في دستور الجمهورية الثانية، وكثيرون كانوا يتمنون لو ان الجنرال يؤسس للجمهورية الثالثة التي لا بأس ان تنبثق من وثيقة الطائف...
هذه الوثيقة التي يرى فيها خبراء دستوريون وسياسيون وثيقة انتقالية، وانطلاقاً من منطوق المادة 95 من الدستور التي تدفع بلبنان الى خارج المستنقع الطائفي الذي بعود ثقاب يتحول الى مستنقع للنيران...
الاعجوبة حدثت او هي على وشك ان تحدث. الجنرال رئيسا للجمهورية. طريق الجلجلة كان طويلاً، وشاقاً، وانتهى في وقت متأخر جداً، وفي ظروف هي اكبر من رئيس الجمهورية، وبطبيعة الحال اكبر من الجمهورية...
لنضع احلامنا، واصواتنا العالية، جانباً، ونتواضع، البعض يقول ان التجربة الطويلة علمت الجنرال ان يكون براغماتياً، لا فرانكو ولا ديغول، وهنا الخوف ان يفسر بعضهم البراغماتية على انها التعايش مع الاوبئة التي تضرب مفاصل الدولة والتي تهدد بانهيار لبنان. بانهيار اللبنانيين بطبيعة الحال..
حديث عن الحاشية التي تلطخت ايدي بعضها، وضمائر بعضها. الرهان على العماد عون بأن يترك الحاشية خارج القصر. هذه اللحظة تفترض الكثير من الصراحة. مراجع وشخصيات سياسية نظيفة تتخوف من ان يكون هناك رئيسان للجمهورية، احدهما ميشال عون والاخر جبران باسيل...
ننقل الى الجنرال ما نسمعه: «عون لا يرى في هذه الدنيا سوى باسيل» وهل سبق للصهر العزيز ان التقى او صادق في حياته سنياً او شيعياً او درزياً؟ وانه اقرب في الرؤية السياسية الى «القوات اللبنانية» منه الى حزب الله، و«هو سيحول القصر الجمهوري الى كاتدرائية او الى بلاط ملكي».
نعلم، كاعلاميين ان بين الحاشية من يكره، ومن يتعالى حتى لتحسب ان رأسه يلامس سطح المريخ وهو بالكاد يلامس سطح منزله، ومن تنقصه الحنكة والحكمة والتجربة التي هي اساسية جداً في اللعبة اللبنانية المعقدة...
لكننا واثقون من ان الجنرال سيكون عدو الفساد. هذا هو رهاننا عليه، ومن ان الجنرال يعلم ان لبنان لا يمكن ان يستمر بتلك الطبقة السياسية التي وصفها دوغلاس كنيدي بـ«كوكتيل من الاوثان»، وان الذي ارجأ دخوله الى القصر هو انه ليس ابن تلك الطبقة الرثة...
اياك ان يستدرجوك، ولديهم كل الوسائل السحرية، (وكل اساليب الشعوذة) لتكون جزءاً او خادماً، او متواطئاً مع هذه الطبقة. لا نظن انك ستكون كذلك...
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News،
اضغط هنا