Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
لا لثقافة الإستقواء
نور نعمة
|
المصدر:
الديار
|
الخميس
08
كانون الأول
2016
-
5:40
اذا كان البعض من اللبنانيين يشعر بانه طرف قوي في المعادلة السياسية والعسكرية في لبنان فذلك لا يعطيه الحق للتعامل بفوقية ولفرض خياراته على الاخرين لان ذلك يولد الكثير من التوتر والغضب عند اطراف لبنانية اخرى بيد ان ما حصل في الجامعة اللبنانية من منع اغاني السيدة فيروز وهي رمز من رموز لبنان الحضارية والنضالية امر معيب خصوصاً في بلد مثل لبنان يتغنى بالتعددية والتنوع والحرية والثقافة. قد يقول قائل ان هناك اموراً معقدة وعقبات ومشاكل مزمنة في لبنان يجب معالجتها اولا وهي اولى من تلك الحادثة التي حصلت في الجامعة اللبنانية والتي هي امور ثانوية لا تستأهل كل هذه الضجة الاعلامية وكل هذا الاهتمام، انما حادثة الجامعة اللبنانية هي جد خطيرة فهي تعكس استقواء طائفة على باقي الطوائف وهي تنسف احترام حرية وحدود الطوائف فيما بينها. فاي مبرر منطقي يسمح بمنع احياء ذكرى لشاب متوف؟ واي ذريعة او منطق او حق يبرر منع اغاني لفيروز في حرم الجامعة؟
هذا التصرف يدل على ثقافة التسلط والفوقية والاستقواء. وهذا ما يثير القلق لما له من تداعيات على العيش المشترك وعلى النسيج الوطني خصوصاً ان ذلك حدث في الجامعة اللبنانية التي هي منبر العلم والثقافة والانفتاح والحوار واحترام رأي الاخر. وبمقدار ما اخطأت هذه الجهات التي منعت اغاني فيروز واحياء ذكرى لشاب متوف بمقدار ما تتحمل ادارة الجامعة مسؤولية ما حصل من اهمال وفشل في مقاربة الحادثة ومنعها من ان تتكرر؟
ان هؤلاء الشبان الذين فرضوا خياراتهم ربما قاموا بذلك من منطلق فردي انما نتساءل هل افعالهم «الاستبدادية» محصورة فقط في حرم الجامعة ام انها معكوسة اينما ذهبوا؟ هل باتت الاحتفالات في لبنان امر معيب وغير اخلاقي فيما الانعزال والتقوقع الديني هو السائد؟
الجامعة اللبنانية هي لجميع اللبنانيين وليست حكرا على اي طرف معين ولبنان بلد الانفتاح وسيظل كذلك وهو وطن لجميع ابنائه وليس فقط للاقوياء فيه. ان صوت فيروز رافق اللبنانيين في كل المراحل، مراحل الحرب والسلم، مراحل الحزن والسعادة كما انها غنت للقدس وللقضية الفلسطينية وللعروبة وبقي صوتها منارة وملجأ لكل عربي مضطهد ومظلوم.
انطلاقاً من ذلك، يجب ان لا تتعدى اي طائفة حدودها فتصبح افعالها استفزازية للطوائف الاخرى انما على العكس يجب ان تتمسك كل طائفة بثقافة احترام حرية الطوائف الاخرى وليس بثقافة التسلط لان الشعب اللبناني عانى من الفتنة في الماضي القريب ومن الاقتتال الداخلي فلا يجب اعادة عقارب الساعة الى الوراء وتأجيج النفوس بالغضب والتوتر الى ان نوقظ الفتنة من «تحت الرماد».
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان،
اضغط هنا