ليبانون ديبايت:

تحولت شوارع ضواحي العاصمة اللبنانية بيروت خاصةً الشرقية منها إلى ما هو أشبه بأماكن مقفلة خارجة عن المألوف بسبب الإزدحام الكثيف للسير.

وتحولت السيارات المتكدسة في الشوارع إلى توابيت متنقلة حيناً وجامدةً حيناً آخر دفن فيها السائقين وعائلاتهم لساعات طويلة وذلك بسبب التهافت على التسوق قبيل دخول الأعياد حيّز التنفيذ.

وتكدست السيارات من طريق زوق مكايل البحري بإتجاه نهر الكلب وصولاً إلى أنطلياس - الزلقا - جل الديب - الدورة حتى وسط بيروت وباتت السيارات بحاجة إلى معجزة من أجل التحرك متراً واحداً إلى الأمام وهو ما كان مماثلاً من طرقات الدورة صعوداً حتى جونية. هذا في الجزء الشمالي الشرقي من العاصمة أما في الشرق فكانت الأمور أصعب حيث أغلقت طرقات سن الفيل - الشفروليه وصولاً إلى فرن الشباك وهو ما دفع دراجي القوى الأمنية النزول إلى الشارع ومحاولة إبتكار طرق لفتح السير الذي تجمد مع إنخفاض حرارة الطقس.

المواطنون الذين أضحوا جثثاً هامدةً، سألوا عن أسباب إكتظاظ السير بهذه الطريقة، خاصةً وأن قوى الأمن قد أعلنت عن وضع نحو الـ1000 عنصر أمني وأكثر من 100 ضابط في عهدة الطرقات من أجل تنظيم السير ومنع حصول ما حصل اليوم.

ويبدو أن الأمر مرشح للتكرر في الأيام المقبلة مع إنسداد أدمغة إبتكار علاجات فعالة لهذه الأزمة المستعصية. الكارثة هذه لا نضعها على كاهل القوى الأمنية وحيدةً التي تجهد من أجل إيجاد الحلول في ظل تردي أوضاع الطرقات وكثرة السيارات، في حين أن جزء من المشكلة موجود لدى المواطنين الذين ينتظرون دائماً ساعة الصفر من أجل التهافت بشكل جماعي على محلات التسوق لإنجاز ما عليهم قبل أيام قليلة من دخول مرحلة الأعياد.