صنفت تايوان واحدة من أفضل دول العالم لمعيشة المغتربين، بسبب طبيعتها وسلامها المجتمعي واقتصادها المتطور. متفوقة بذلك على العديد من الدول مثل: أميركا واستراليا وهونغ كونغ.

وفي دراسة حديثة لمؤسسة (InterNations) حول شؤون المغتربين، سئل أكثر من 14 ألف مغترب يعيشون في 191 دولة، عن نوعية الحياة في مجتمعاتهم، وأوضاعهم المالية، وقدرتهم على الموازنة بين العمل والحياة. فظهر بعد استقصاء النتائج أن تايوان في صدارة تلك الدول. في حين كانت اليونان من أسوأ الدول لحياة المغتربين.

يقول مارتن ليندستروم، مدير عام (Ikea) في تايوان، بعد إقامته في الجزيرة لنحو 10 سنوات: "إنها من أفضل الأماكن في آسيا والمحيط الهادئ، وتشعرك بأنك في موطنك".

كما أشار إلى ريفها الجميل، حيث الجبال والممرات المخصصة للمشي وركوب الدراجات، فضلاً عن محال الأطعمة والمقاهي المحلية في الجزيرة. لكن الأهم من ذلك كله بالنسبة إليه، هي وداعة سكانها المحليين".

وأظهرت الدراسة أن 85 % من العمالة الوافدة إليها راضون عن أوضاعهم المالي، مقارنة مع المعدل العالمي بنسبة 64%.

يضيف ليندستروم: "على الرغم من ارتفاع أسعار البيوت والشقق المؤجرة بشكل كبير، إلا أن الأسعار في تايوان تعد معقولة للغاية عندما يتعلق الأمر بتناول الطعام خارج منزلك، لاسيما عند مقارنتها بالوجهات الأخرى في آسيا والمحيط الهادئ".

وفضلاً عن الجمال الطبيعي والفرص المالية الجيدة التي تقدمها تايوان للمغتربين، أظهر الاستطلاع أن ظروف العمل جيدة جداً، مما يدل على التوازن بين العمل والحياة الصحية. كما كان أولئك الذين شملهم الاستطلاع راضين عن جودة نظام الرعاية الصحية المحلية، وقدرتهم على تحمل تكاليفه، وسعادتهم بالبيئة العامة إجمالاً. بالإضافة إلى أنهم أكدوا على سهولة التفاعل مع السكان المحليين، على الرغم من أن الكثيرين أقروا بصعوبة تعلم اللغة الصينية.

وخلص الاستطلاع إلى أن: "عند النظر في النتائج لم يكن مفاجئاً أن واحداً من كل 6 مقيمين في تايوان، توجهوا إليها سعياً للحصول على مستوى معيشي أفضل".

وهذا مغاير لأوضاع المقيمين في الصين المجاورة لها؛ إذ إن 84 % من آراء المغتربين هناك كانت سلبية حول البيئة بسبب نسب التلوث العالية، بسبب النمو السريع للاقتصاد على حساب الصحة العامة. وفي الواقع، لا أحد من المغتربين الذين شملتهم الدراسة أشاروا بإيجابية إلى هذه الناحية. يقول مالتي زيك، مدير (InterNations): "التلوث مشكلة كبيرة، ويدفع الناس إلى عدم التوجه إلى تلك الأماكن للعمل والإقامة فيها. كما يثير قلق الآباء بشأن صحة أولادهم".

وعلى الرغم من أن فرص تقدم المغتربين في حياتهم المهنية تعد إيجابية في الصين، إلا أنه لا يوجد هناك توازن بين العمل والحياة، حيث إن أكثر من ربع المغتربين غير راضين عن ساعات العمل في مؤسساتهم. ووفقاً لتقرير صدر عن (UniGroup) ونشرته (Wall Street Journal) في العام الماضي، فقد أدت المخاوف من التلوث، إلى جانب عوامل أخرى، إلى انخفاض أعداد المغتربين في الصين بشكل كبير.

كذلك تراجعت هونغ كونغ في التصنيف العالمي على مدى العامين الماضيين بشكل كبير، على الرغم من أنها كانت المكان الأقل كلفة في العالم من حيث السكن. أما سنغافورة فتراجعت عن المراكز الـ10 الأولى، وحلت في المرتبة الـ13، بسبب طول ساعات العمل وارتفاع تكاليف المعيشة. في حين لا يزال ينظر إليها على أنها أحد أكثر البلدان أمناً في العالم.