رغم الطفرة المسجلة في أوروبا والولايات المتحدة وآسيا لشركات الرحلات الجوية منخفضة الكلفة، يواجه هذا القطاع صعوبة في الانطلاق بزخم في أميركا اللاتينية رغم الأهمية الكبرى للسياحة في هذه المنطقة.

وتكفي مقارنة أسعار تذاكر السفر تبعاً لطول المسافة في أميركا الجنوبية ومناطق أخرى في العالم، لملاحظة الغلاء النسبي الكبير للأسعار في هذه المنطقة، بحسب ما ورد في صحيفة "الحياة".

الكثير من المنتديات والمدونات المتخصصة بالسفر تحذر من الأسعار المرتفعة للرحلات الجوية في أميركا اللاتينية، بسبب التطور غير الكافي لشركات الرحلات منخفضة الكلفة.
والأسباب الكامنة وراء هذا الوضع معروفة، وتتمثل خصوصاً بقلة المطارات الثانوية والمسافات الطويلة بين المدن، والضوابط التشريعية الصارمة في ظل عدم وجود سوق مشتركة كما الحال في أوروبا.

وفي المنطقة، وحدها المكسيك والبرازيل وكولومبيا فيها شركات طيران للرحلات منخفضة الكلفة منذ العقد الأول من القرن الحالي، غير أنها تسيّر رحلات داخلية بشكل رئيس، كما أن أسعارها أغلى من تلك المقدمة في أوروبا.

وإضافة إلى المنحى الليبرالي الذي اتخذته الأرجنتين والبرازيل، وهما سوقان كانتا خاضعتين لضوابط قانونية مشددة، يشير المحللون إلى التوسع الحاصل في شبكة شركات الرحلات منخفضة التكلفة.

وفي الأرجنتين، تعتزم شركة "فلاي بوندي" التي يملك أكثرية أسهمها جوليان كوك، مؤسس شركة "فلاي بابو" السويسرية، الانطلاق قريباً مع نحو 10 رحلات داخلية.

أما مجموعة "فيفا" الموجودة في المكسيك مع "فيفا إروبوص" وفي كولومبيا مع "فيفا كولومبيا"، فقد دشنت نوفمبر شركة "فيفا آر" في البيرو.

ومن المساهمين في المجموعة شركة "إرلنديا أفياشين" الاستثمارية المملوكة لديكلان ريان، أحد مؤسسي شركة "ريان آر"الإرلندية للرحلات منخفضة الكلفة، وقد تم إطلاق نموذج مماثل في آسيا مع "تايغر إيرويز" والولايات المتحدة "إليجيانت".

ووفقاً لمنظمة السياحة العالمية، زار 96.6 مليون سائح أميركا اللاتينية عام 2015 مع نمو مقدر بنسبة تراوح بين 4 و5% عام 2016.

وعلى صعيد عمليات نقل الركاب، تتوقع "بوينغ" زيادة نسبتها 5.8% في المنطقة خلال السنوات الـ20 المقبلة، وفقاً لدونا هيرناك رئيسة المجموعة لأميركا اللاتينية، مع طائرات مزودة بأكثريتها بدرجة واحدة، ما يعكس النمو المتواصل لشركات الرحلات منخفضة الكلفة ونموها في أميركا اللاتينية والكاريبي.