ليبانون ديبايت:

إستعرت نيران الخلاف في بلدة كفررمان قضاء النبطية والتي وصلت حدٍ بدأ أهالي البلدة يتخوفون من تفاقمه مما سيؤثر على الوفاق والتآخي ومسار الحياة الطبيعة، خاصة وأن البلدة مميزة من حيث التنوع السياسي والفكري.

ذيول المشكلة أساساً تعود إلى فترة الإنتخابات البلدية وما خلفته من تراكمات خاصة بعد الصراع العلني بين رئيس البلدية السابق السيد كمال غبريس والحالي المحامي ياسر علي احمد. المشكلة ليست شخصية هنا بل تنطوي على خلافات تنظيمية بين حركة أمل، حيث أن غبريس الذي كان محسوب عليها في السابق بات خارجها اليوم، ويعتبر نفسه مطعوناً منها خاصةً وأنه يرى نفسه مساهماً في إيصال المجلس البلدي الحالي بعد أن تلقى وعداً بحل أموره من الحركة لكن الوعود ذهبت أدراج الرياح بعيد الإنتخابات.

يوم أول من أمس الأثنين، وبينما كان الجميع منشغل في موضوع قرار منع بيع المشروبات الروحية في البلدة والتوجه إلى إغلاق تلك المحال، شبت النيران في مبنى "مركز كفر رمان الصحي" لتلتهم عيادة طب الأسنان. المركز الحيوي الإنساني الذي تديره ابنة رئيس البلدية السابق، غدير، أبعد التركيز عن قضية "بيع الخمور" وأعاد تسخين الصراع، خاصة بعد أن بات غبريس يرى نفسه مستهدفاً من ما جرى من الذي يصنفهم على أنهم خصومه.

هذا في جو رئيس البلدية السابق، لكن مُعطيات الرئيس الحالي المحامي ياسر علي أحمد مختلفة إذ يكشف في حديث لـ"ليبانون ديبايت" أن "المستهدف حقيقةً هي البلدية وليس أي شخص سواها".

وعلى الرغم من رفضه الغوص في التفاصيل تاركاً إكتشاف المسببين للقوى الأمنية، يلفت إلى أن حادثة الحرق أتت بعد طلب "البلدية إستعادة المبنى بساعات" كاشفاً أنه كرئيس "أبلغ رئيس النادي حيث يقع مبنى المركز أن البلدية بصدد إيقاف عقد إيجار المبنى (ينتهي فعلياً في شهر آذار القادم) وهي تنوي إستعادة النادي ولا تريد تجديد عقد التأجير.. وما هي إلّا ساعات حتى أضرمت النيران في المركز!".

لكن المثير في الأمر أن المركز أحرق بعد ساعات من طلب البلدية إستعادته، النادي ووفقاً لمصادر في البلدية يسيطر على الهيئة الإدارية فيه الرئيس السابق كمال غبريس الذي ويتخذه لنفسه ملك خاص وأتى القرار إنطلاقاً نية إنهاء تلك السيطرة وحصل ما حصل".

عموماً وعلى الرغم من إستعار الخلاف، لا يبدو أن كفررمان تسير نحو توسيع رقعة المشكلة أو تحوليها إلى إشتباك على الأرض رغم سخونة النقاشات على مواقع التواصل، كون البلدة تحوي نخب ثقافية - سياسية - إجتماعية تعتبر صمام أمان .