ليبانون ديبايت

لا يبدو أن المملكة العربية السعودية تسير في إتجاه الإفراج عن هبة المليارات المجمّدة التي منّ اللبنانيون النفس باستعادتها عقب زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى الرياض. للسعودية حسابات عدة تمنعها من "تقديم الأموال" في الوقت الراهن، أولاً، وثانياً فليس من موجبات العماد عون السفر فقط من أجل تلقي الأموال، بل على رأس أجندته محاولة إستعادة العلاقة الطبيعية بين لبنان ودول الخليج.

وإذ لا يختلف إثنان على أن العلاقة لم تكن مشجعة بين الرئيس العماد ميشال عون (قبل وصوله إلى الرئاسة) والإدارة السعودية (بمختلف أشكالها)، لكن مصادر سياسية تؤكد لـ"ليبانون ديبايت" أن "الأمور تبدّلت بين اليوم والأمس، فالآن عون هو رئيس ويجب على السعودية أن تتعامل معه كرئيس، وهو لم يذهب إليها من باب الضعف بل هي التي دعته، وهذا يترجم على أنه نوع من أنواع القوة" معتبرةً أن "تصوير بعض الإعلام الخليجي زيارة الرئيس عون بغير ما هي عليه هو قصور في النظر وتنفيس للحقد".

مدير مركز الإرتكاز الإعلامي سالم زهران، يكشف في إتصال مع "ليبانون ديبايت" أن "السعودية أساساً ليست اليوم بوارد تقديم حوافز مالية لأنها أمام حالة من التقشف مرتبطة بالوضع السعودي في اليمن والمنطقة عامة وهي مشغولة في الحرب".

ويشير زهران أن "السعودية أمام نقلة نوعية تسعى إليها في عام 2030 وهي نظرة أطلقها ولي ولي العهد محمد بن سلمان وباتت خطة عمل العهد الجديد الذي لا يريد إنفاق الأموال في الخارج بل يريد تطوير نفسه".

ويبدو واضحاً أن النظام السعودي لم يعد كالسابق في ظل وجود إدارة سلمان ونجله التي تتجه أكثر صوب "تخفيف التقديمات والمكرمات المالية للحلفاء والخصوم". وإنطلاقاً من هنا، يرى الإعلامي زهران أن "المملكة لا تضع على رأس أولوياتها مساعدة الجيش اللبناني ولا العهد الجديد، وهي لن تفرج عن المليارات لا اليوم ولا غداً وهي اساساً رمت هذه المكرومات لتعزيز دورها الذي كان يومها على شفير السقوط".

ورداً على سؤال حول أن السعودية وعدت بدراسة الإفراج عن الهبة، قال زهران: "إذاً فلتفرج عن سعد الحريري وتدعم شركاته التي تتهاوى" مستخلصاً: "طالما أن السعودية لا تعير إهتماماً إلى قضايا الحريري المالية فلن تعر شئناً للجيش اللبناني".

الخلاصة أن "لا أموال سعودية قريبة إلى الجيش اللبناني". الأفضل هنا عدم إلباس زوار المملكة "ثوب التسول" وربط الزيارات في الأمور المالية فقط على أبواب دخول لبنان النادي النفضي الذي سيجعل منه منافساً للمملكة والخليج ومنتجاً للمال، فكيف ستقبل السعودية مساعدته في ظل الواقع الجديد؟