ليبانون ديبايت:

يستقبل لبنان أكثر من 1,1 مليون نازح نتيجة الأحداث في سوريا والعراق. هذا النزوح السكاني المصنف الأكبر في تاريخ حالات الطوارئ المعقدة، يفرض ضغطاً كبيراً على موارد البلديات لسببين أساسيين: اولاً لأن لبنان هو من أكثر البلدان المكتظة سكانيا في العالم، بمعدّل 400 شخص في الكيلومتر المربع الواحد، وثانياً، لتركّز النازحين في المناطق الأشد فقراً والأكثر عرضة للتهميش، (80 في المئة من النازحين يتوزعون على 80 في المئة من القرى الأشد فقراً).

انطلاقاً مما تشكله البلديات واتحاداتها كمدخل أساسي للعمل في هذه البيئة الحساسة، نظرا لمعرفتها بحاجات المواطنين وقدرتها على التجاوب بدينامية مع اي متغيّراتتطرأ في المجتمعات المحلية. نفذّ معهد باسل فليحان المالي والاقتصادي، مشروع "دعم قدرات البلديات اللبنانية في المواضيع الإدارية والمالية" بتكليف من وزارتي الداخلية والبلديات والشؤون الاجتماعية، وبدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

يتوجه المشروع إلى كل من رؤساء المجالس البلدية، نواب رؤساء المجالس البلدية، أعضاء المجالس البلدية لا سيما المنتخبين لأول مرة خلال العام 2016، في عدد من البلديات اللبنانية لا سيما الأكثر عرضة لضغوط أزمة النازحين، وفق الأولويات التي حددتها الدراسات الميدانية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. ويستهدف ما يقارب الـ300 بلدية، وسيخضع للتدريب 1200 شخص.

يهدف المشروع الممتد من شهر كانون الأول 2016 ولغاية شهر آذار 2017، كما توضح رئيسة المعهد لميا مبيض البساط لـ"ليبانون ديبايت" الى: "تزويد المشاركين بالمعارف والمهارات الأساسية التي ترعي العمل البلدي كما نصت عليها القوانين اللبنانية، بما في ذلك المبادئ والإجراءات الإدارية والمالية. تشجيعهم على التعلّم من التجارب الناجحة ووضع الخطط والمشاريع المناسبة لواقعهم ولأهداف التنمية المستدامة. تمكينهم من أداء دورهم كقادة محليين والتزام مبادئ مشاركة المواطنين في مختلف مراحل العمل التنموي، بدءا من رسم السياسات، مروراً بحشد الموارد المالية، وصولا إلى الأداء والتنفيذ. نشر ثقافة الحكم الصالح والتركيز على أهمية المعايير والقيم المتعلقة بالشفافية وتحقيق القيمة الفضلى من انفاق المال العام. وتوفير هذه المعلومات للمهتمين باستخدام تقنيات المعلوماتية وتوفير مساحة معرفية الكترونية للتفاعل والتشاور الدائم".

ويتوزع المشروع على محاور ثلاثة: العمل التنموي البلدي، النظيم الإداري والقانوني للعمل البلدي، والإدارة المالية للبلدية. وسينفذ المشروع عبر تنظيم لقاءات مقيمة على مدى يومين متتالين (بمعدل 12 ساعة تدريب) في 25 منطقة. وترتكز الجلسات التدريبية على معالجة حالات عملية من واقع العمل البلدي، وتدعّم المناقشات من خلال توزيع ملف تدريبي يتضمن المواد التدريبية والنصوص القانونية والنماذج والأمثلة كافة التي يستعين المشاركون بها ويعتمدونها كمرجع عند الحاجة. وتعتمد اللقاءات الأسلوب التشاركي ما يوفّر مساحة لتبادل التجارب وتشجّع المشاركين على التواصل في ما بينهم، وتحثّهم على تقديم الأفكار المبتكرة وعرض تجاربهم الخاصة.

ومن أجل تأمين استمرارية وانتشار مشروع "دعك قدرات البلديات اللبنانية في المواضيع الإدارية والمالية، سيوضع بخدمة رؤساء البلديات ونواب الرؤساء وأعضاء المجالس البلدية وجميع المواطنين والأشخاص المهتمين بالعمل البلدي، مركز للموارد الإلكترونية متوفرة عبر شبكة الانترنت وعبر الهواتف الذكية (www.IradaBaladiya.org) . ليشكل مركز الموارد هذا فرصة حقيقية للمساهمة في تبادل المعارف والخبرات وضمان استمرارية التدريب بحيث يسهل للمشاركين الاطلاع على كافة المواد التدريبية والمراجع والمعلومات بطريقة سهلة وسلسة. كما يسمح لجميع المستخدمين تقييم معارفهم بشكل دوري، وتبادل الخبرات والتداول في التجارب والتحديات المشتركة بين البلديات وذلك من خلال أدوات تدريب تفاعلية وحلقات تشاركية يتولى إدارتها قضاة وكبار الخبراء والأخصائيين في هذا المجال.