Beirut
16°
|
Homepage
الكوستا.. عملية إرهابية أم ترهيبة إنتخابية؟
المصدر: ليبانون ديبايت | الاثنين 23 كانون الثاني 2017 - 17:47

ليبانون ديبايت - المحرر السياسي

أدرك الأمن سهولة القبض على الإنتحاريين ربما، كإدراكه بإرتباطه عضوياً بالسياسيين. مريبة هي عملية الأجهزة في مقهى "الكوستا". نعم مريبة، لجهة الزمان والمكان وتزامنها وتقاطعها مع أحداث سياسية بارزة تجتاح الساحة وتحتاج إلى دفع لكي تكتمل الصورة ويتعاظم الإخراج.

"كيف يسمحون لإرهابي بالوصول إلى مقهى" سؤال وجيه يطرح للساسة المسؤولين كونهم يدعون في الإعلام أنهم كانوا على علمٍ بما يحضر. لماذا إستقطاب الإنتحاري بكل خطورته إلى ساحة إجتماعية وتحويله قنبلة موقوتة لا يدرك أحد مفاعيلها في حال إنفجارها، هل الغاية إظهار الأجهزة ومن على رأسها بمظهر البطل المنقذ، أم أن هناك من يحضر في أقبية السياسة للإستثمار كما جرت العادة؟ سؤال يسأله سائل، طالما أنهم يعرفون الغاية والهدف، لماذا نصب كمينين، واحد في الكولا وآخر في المقهى نفسه من أجل إلقاء القبض، ولماذا لم يصار إلى القبض على الإرهابي في منزله كما جرى سابقاً مع العشرات من مشاريع الإنتحاريين؟


بطبيعة الحال، كل عمل أمني يأخذ شكل العمليات الإرهابية مرتبط عضوياً بحركة سياسية على ميدان معين، وهذا يمكن تحليله من السياق الذي إعتمد خلال التفجيرات الإرهابية عام 2005 حين كان لبنان في تقاطع مصيري، وحصلت أعوام 2013 - 2015 خلال التفجيرات الإنتحارية التي أتت في سياق مشاركة حزب الله في سوريا.. السؤال اليوم، ما هو التقاطع السياسي الذي يحتاج إنتاجه إلى "إنتحاريين" طالما أننا نعيش برودة الجبهات في سوريا والمنطقة عموماً؟

السؤال هذا يقودنا إلى مكانٍ بعيد حيث تتضارب مصالح الطبقة السياسية بين من يريد الإنتخابات من عدمه، بين من يريد التمديد للمجلس أو الذهاب إلى قانون أعرج، بين من يريد تقسيم القوانين على مقاسه.. ربما هنا لب الموضوع، "تعويم الفوضى لمصلحة تحقيق رغبات السياسيين من خلال إنتحاري مفترض". الوقائع التي تحوم حول كيفية إعتقال إنتحاري الحمرا "مريبة" إن لم نقل أكثر، بل تفوق هذا الوصف تبريرات الصحافيين التي نشرت بمقالات بعضهم اليوم، والتي تثير الضحك أكثر من كونها تقدم المعلومات، وتضعنا أمام "فيلم بإنتاج فقير"، تلك التبريرات التي لا تتقاطع مع بعضها وتسرد إستنتاجات مصنوعة من بنات الأفكار.

يراد لنا في بلد "قطعان الخراف" أن نصدق ما يردنا من روايات تدون أحرفها في الليالي، يراد لنا أن نمر مرور الكرام على زعم التعاون بين الأجهزة في توقيف الإنتحاري، بينما أنماط تصارع هؤلاء ماثلة، يراد لنا أن نقول "أنها عملية نوعية" ونصدق ما نقول لا بل نصفق ونهلل لما لا يمكن للعقل أن يتوقعه، بينما كل وقائع الإرهاب الدولية، من تركيا حتى العراق مروراً بأوروبا تدل على أن الإرهابي الفاهم لطبيعة هدفه يدخل حيز التنفيذ عند وصوله إليه!

نحن هنا أمام فرضيتين، إما أننا أمام غباء لإنتحاري فاشل جُنّد يضرب على غير هدى، أو أننا أمام تركيبة أمنية مخابراتية مصلحية إستغلت إنتحاري في تحقيق أهداف أبعد من الإطار الأمني. في الفرضيتين هناك تساؤلات شرعية لا تطرح من باب التشكيك بل من باب فهم وإدراك حقيقة ما جرى، كوننا مواطنين في بلدٍ يجب أن يكون شفافاً في الإجابة عن تساؤلات واقعية.

نحن لا نقول أن عملية تفجير واحدة قد تنسف الإنتخابات برمتها، لكننا ننظر بريبة إلى سيناريو متراكم - مكرّر ربما يراد إدخالنا به من أجل فرض وقائع تؤدي إلى خدمة الهدف وبالتالي الدخول في النتيجة وجعل كل ما يمكن أن يحصل، في حال قرّر أن يحصل، يندرج في خدمة طبقة شربت ما شربت من دماء حتى أمنت على مصالحها وليس بعيد عنها إستغلال حالات مماثلة.

تساؤلات لا تمر حول تقاطع مصالح القوى السياسية من تأجيل الإنتخابات وإيجاد مخرج يحفظ ماء الوجه للطقم، ولا تنتهي عند عتبة رفع أسهم قادة الأجهزة الأمنية على مسافة أيام من سلسلة التعيينات. تساؤلات تذهب بك أمام واقع تحويل الناس وحياتهم إلى "أحجار" تتدحرج على الطاولة خدمةً للغايات الأكبر، تساؤلات عن مصير محاكمات الإنتحاريين والمقبوض عليهم بجرائم إرهابية، التي نسمع أسماؤهم بالمئات ونرى محاكماتهم بالعشرات، أين يذهبون بأسمائهم الأولى التي يكشف عنها وينتهي دورها عند إنتهاء مدة الخبر "السكوب"؟

إن صح الأمر فـ"لا"، لا كبيرة لجعلنا "فئران تجارب" و "علامات تحقيق أرباح" على مذبح الصفقات. أرواح الناس ومصالحنا ومصالحهم الإقتصادية أهم من إنجازات وهمية لا تعرف إلا طريق الإعلام طريقاً لتعويمها على حساب خوف الناس ورعبهم. الجميع اليوم مسؤول عن تفسير ما حصل ليل السبت بواقعية وقراءة واضحة، وليس من خلال المعلومات المعلبة التي ترسل إلى صحافيين نريد أجوبة شافية فتفضلوا..
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
خرج من الأنفاق... السنوار يتفقد غزة (صور) 9 بشأن تسديد الفاتورة سواء بالدولار أو الليرة... بيان من "كهرباء لبنان"! 5 "الجنون" يضرب نيسان... خنيصر يتحدّث عن أمرٍ نادر ويكشف "مفاجأة"! (فيديو) 1
ابن الـ12 عاماً يروج المخدرات... ماذا جرى في إحدى مدارس لبنان؟ (فيديو) 10 بسبب الإيجار... إقتحمت وابنها منزلاً وقتلا إثنين! (فيديو) 6 سعر ربطة الخبز إلى ارتفاع كبير... كم سيبلغ؟! 2
تشريح عقل جنبلاط وكشف ما في داخله... "دمار وخراب بانتظار اللبنانيين والهيكل سيسقط"! 11 طارد مواطن بهدف سلبه عند أنفاق المطار... هل وقعتم ضحيّة أعماله؟ 7 "حربٌ أهلية"... هذا ما تنبّأ به ماسك! 3
"القادم خطير جداً"... العريضي يتحدّث عن "زحطة" كبيرة للقوات! 12 حقيقة الخلاف بين باسيل وبعض نواب كتلته! 8 سيناريو يهدد دولار الـ 89 ألف ليرة.. خبير اقتصادي يكشف معلومات مهمة عن الخطة المقبلة! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر