Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
الأكثر متابعة
الرئيسية
خاص
رادار
بحث وتحري
المحلية
فيروس كورونا
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
اخر صفحة
صناعة وطن
الذهب السائل في المغرب
المصدر:
صحيفة المرصد
|
الثلاثاء
24
كانون الثاني
2017
-
11:32
ذاعت في العقد الأخير شهرة زيت الارغان المغربي الذي تضاعف الطلب عليه أوروبيا في صناعات الأدوية ومستحضرات التجميل، فضلاً عن قيمته النادرة غذائيا وطبياً، إذ يعد واقياً من أمراض القلب والأوعية الدموية، ومعززاً لجهاز المناعة، ومجدداً للأنسجة، ليعتبر كنزاً مغربياً طبيعياً هو الأثمن.
وينتشر شجر الأرغان أو "لوز البربر"في وسط المغرب وتحديداً في منطقة سوس (أكادير وتارودانت والصويرة)، ومن هناك تم نشرها في بعض اقاليم الجزائر، كما نقلها اليهود الى فلسطين المحتلة حيث زرعت في مناطق صحراء النقب ووادي عربة، وقد عمرت هذه الشجرة ملايين السنين، وتمتلك قدرة هائلة لمقاومة الجفاف ومحاربة ظاهرة التصحر.
تشير مصادر علمية إلى أن أول من اهتم بشجرة "الأرغان" هو ابن البيطار، أبرز علماء العقاقير والأغذية، وذلك منذ القرن الثالث عشر الميلادي. وارتباط سكان المنطقة، وهم من أصول أمازيغية، بشجرة الأرغان التي يصل عمر الواحدة منها إلى قرنين، جعل منها عنصرا محوريا في حياتهم، ورفع درجة اهتمامهم بها وحرصهم على صونها لأجل الأجيال المقبلة. لكن الإقبال العالمي على استهلاك زيوت "الأرغان" بعد اكتشاف فوائدها المعجزة، بدأ يهدد مستقبل سكان جبال الأطلس الصغير الذين يعتمدون عليها بشكل كبير في حياتهم اليومية.
يستعمل زيت الأرغان في أغراض التغذية والتجميل وبعض العلاجات الطبية، كما تستغل فضلاته كعلف مقوٍ للماشية.
يمتاز المطبخ المغربي باستعمال "الذهب السائل" في اهم الوصفات، لا سيما الكسكس والطاجين والعصيدة، وذلك بعد تحميصه واستخراج زيوته البنية اللون.
فيما تستخرج الزيوت ذات اللون الأصفر الذهبي للاستعمال الطبي والتجميلي بعدما تيبس الثمرة فيستعمل كمرطب للبشرة ومقو لبصلة الشعر ويدخل في تركيبات أهم مستحضرات التجميل الراقية.
فيتم تحضير الزيت بطريقة العصر للحفاظ على العناصر المغذية والفيتامينات، إذ استخدم زيت الارغان منذ القدم من قبل النساء الأمازيغيات كمرطب للبشرة الجافة وكمضاد للتجاعيد، وذلك لاحتوائه على الأحماض الدهنية الأساسية "أوميغا 6" و"أوميغا 9" ومضادات الأكسدة وجفاف البشرة. وفي مستحضرات التجميل يستعمل زيت الأركان كمضاد لحب الشباب، والصدفية ولإحمرار الجلد، إذ يحتوي على مقدار عال من فيتامين "E" والأحماض الدهنية الأساسية، ويستفاد منه في تنظيف البشرة من ندوب حب الشباب ويعطيها النعومه واللمعان وفي حالة الخطوط البيضاء والتشققات ومغذٍ للشعر وفروة الرأس ويقضي على القشرة، كما يعطي الشعر لمعانا وبريقا وملمسا حريريا و يفيد في الوقاية من خطوط الحمل على جلد البطن وعلاجها، ويحفز الوظائف الحيوية لخلايا الجلد، ويقاوم شيخوخته.
عملت السلطات المغربية على حماية انتاج الارغان وشجعت على زراعته وانتشاره في المملكة الأطلسية، فأسست هيئات وتعاونيات لمساعدة المزارعين وحفزت مراكز البحث العلمي في المغرب وإدارة المياه والغابات ورجال الصناعة على الاهتمام بهذه التجارة المهمة، وأدرجت منظمة اليونيسكو شجرة أرغان والممارسات المتعلقة بها ضمن لائحة التراث العالمي الإنساني اللامادي عام 2005.
وتمثل العائدات من بيع زيت الأرغان، بين 25 % و45 % من دخل العائلات المغربية في منطقة "واد سوس"، وحاول المزارعون والمهتمون بانتاج الارغان زرعها في مناطق أخرى مثل مراكش، إلا انها لم تعط الثمر برغم نموها بشكل طبيعي، إذ اكتشف علماء عملوا على نشر الارغان في بيئات مشابهة أن الشجرة النادرة لا تنمو إلا في ظروف محددة للغاية لم يعثر عليها إلا في المغرب والمكسيك.
يواجه شجر الأرغان خطر الانقراض حالياً، ففي الخمسينات كانت مساحة "الذهب السائل" تقدر بحوالى 800 الف هكتار تقلصت حاليا الى النصف، بسبب البناء وشق الطرقات السريعة واستغلال السكان المحليين خشب الأرغان للتدفئة، فضلاً عن بعض العوامل المناخية والتلوث الواصل من المناطق الصناعية القريبة من مدينة أكادير.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News،
اضغط هنا