"ليبانون ديبايت" - ريتا الجمّال:

"بلدة لكل المواسم والفصول"... بهذه الكلمات يُمكن إختصار "عاصمة التزلّج"، أُمّ المعالم السياحيّة، والاثار، والثروة المائيّة "كفردبيان".

كفردبيان والتي تُعرف بقرية الغزلان (حسب اللّغة الاراميّة)، "حُرمت" في السّابق من أغلى ما تملك وهو اسمها، فعاشت بلدات اخرى على امجادها، حتى تمكّنت في فترة ليست بطويلة من استعادة هذا الاسم، اضافة الى العزّ الذي يليق بها، بيد أن الطريق الى هذا الهدف كان شاقاً ومرّ بصعوبات كثيرة، وخطوات عدّة، بغية تثبيت البوصلة على هذه البلدة التي يقصدها الالاف حتى الملايين على مدار السّنة. وها هي البلديّة الحاليّة برئيسها واعضائها يتابعون هذا المشوار من خلال نشاطات وجهود ملموسة، لحفر اسم كفردبيان "كما في التاريخ، كذلك في الحاضر والمستقبل".

في هذه البلدة، التي تشتهر بنبعي اللّبن والعسل، ومركز التزلّج، و"هياكل" فقرا، الى جسر الحجر وهو جسر صخروي ضخم جاثم فوق مجرى مياه نبع اللّبن، قام وفدُ من الاعلاميّين بجولة على اجمل معالم كفردبيان السياحيّة، وتعرّفوا على اهلها ونشاطاتها المختلفة وحدودها الجغرافيّة، مع اعضاء من البلديّة بحضور رئيسها الدكتور بسّام سلامة، الذي أكد لموقع "ليبانون ديبايت" ان "البلدية وضعت في صلب اهتمامها تنظيم المنطقة، وتسويقها، ووجود الاعلاميين دليل على ذلك، كما انها تقوم بعمليّة تنظيم الوجود، لناحية السلامة المرورية والطرقات، والبنى التحتيّة، وتنظيم السير، وتحديداً منع صعود الباصات بشكل عشوائي على مراكز التزلج، ما يسبب ضرراً لهم وللمنطقة وزحمة سير خانقة".

سلامة الذي شكر اللّه على نعمة الثلج هذه السنة، الذي لحسن الظن اتى باكراً وزاد من كرمه على البلدة، شدّد على ضرورة اقامة تواصل مع المناطق المجاورة سواء مع ميروبا او فاريا او حراجل، او بقعتوتة، الامر الذي من شأنه ان يشكّل عنصراً هاماً في تنشيط المنطقة والسياحة".

واعتبر سلامة ان "المهرجانات التي تقام في عيد انتقال السّيدة العذراء، سواء في فقرا او المزار، ضروريّة، وتساهم في حصول ازدحام وحركة ناشطة من المواطنين اللبنانيين والاجانب والعرب، ولكن هذا الامر يمتدّ لاسبوع ويتوقف، ما يدفعنا الى البحث عن طرق ومشاريع وافكار ونشاطات بهدف تحريك السياحة لفترة زمنيّة "أطول"، ولاجل ذلك، طرحنا على المستثمرين هذا التساؤل، وأخذنا برأي شركة تسويق، ونحن منفتحون على الاراء كافة، على أمل ان تنطلق المهرجانات الصيف المقبل بطريقة اكثر تنظيماً وبشكل يليق بالمنطقة وقاصديها".

واشار الى ان "الاجواء السياسيّة السائدة في البلد، بدأت تعكس مناخاً ايجابياً على البلدة، فمما لا شكّ فيه، أن الازمات السياسية من شأنها ان تبعد السياح والمستثمرين، والتغيير الذي حصل في الفترة الاخيرة ساهم في اعادة ثقة هؤلاء بلبنان، وهنا يأتي عمل كفردبيان والبلدات المجاورة، ودورها، حتى تكون الشريان السياحي الاساسي للبلد".

وعن الصعوبات التي يواجهها، قال سلامة:"ان التغيير الايجابي من شأنه ان يخلق "نقزة" عند بعض المستثمرين، لذلك نحن ندعوهم الى الجلوس سويّاً والاتفاق على خطة تسويقيّة شاملة تعود بالخير لهم وللمنطقة والسيّاح". مؤكداً ان "الاداء الجديد سيحدث مفاجآت كثيرة، لان هدفنا الاول والاخير هو مصلحة البلدة وأهلها، ونحن سنكون دائماً اذاناً صاغية للجميع".

بدورها، أعلنت رئيسة لجنة السياحة في بلدية كفردبيان السّيدة جوزفين زغيب، أن "قلعة فقرا ستشهد حدثاً لافتاً في 15 16 و17 حزيران المقبل، يتكلّل بافتتاح مميّز ومتطوّر، لقلعة فقرا، بعد انتهاء حملة ترميم آثار الهياكل الرومانيّة والبيزنطيّة فيها". كاشفةً عن ان :"اوبرا فرنسيّة ستواكب هذا الحدث، بالتعاون مع مدارس البلدة والجمعيّات، وذلك باشراف البلديّة.

وأضافت زغيب انه "سيتخلّل الثلاثة أيام، وبشكل متواصل تعاون بين الاوبرا والتلامذة، الذين سيتلقون شرحاً مفصلاً عن معالم كفردبيان واثاراتها، وكل ما تشتهر به هذه البلدة لتنقلنا الاوبرا عند المساء الى اجواء رائعة جديدة، واستثنائيّة".