"ليبانون ديبايت":

وسام علي ناصر الدين، شاب لبناني لم يتجاوز عمره الثلاثين ربيعاً، من بلدة العين في البقاع الشمالي، عُرف بولائه وانتمائه لحزب الله، وهو عنصر متفرّغ مع الحزب منذ ما يقارب الثماني سنوات، أما نطاق عمله معهم فيتراوح بين لبنان وسوريا. والمفارقة أن عائلة وأقارب وسام تفتقده منذ ما يقارب الأربعة أشهر، والمتهم بهذا الإخفاء هو حزب الله نفسه.

فكيف توقف وسام من قبل حزبه الأم (حزب الله) وهو الذي لطالما وضع دمه على كتفه ودافع عن قضيتهم داخل وخارج البلاد، ما الذي حصل منذ أربعة أشهر مع وسام، وماذا تقول عائلته لـ"ليبانون ديبايت" ؟

يسرد أحد أقارب وسام لموقعنا رواية توقيفه: فـ"في الرابع من تشرين الأول الماضي، دخل وسام برفقة ثلاثة شبان من رفاقه بسيارته إلى سوريا، وتفاجأ يومها بأن أحد رفاقه كان بحوزته كمية من المخدرات التي أراد إيصالها إلى سوريا، من دون علم وسام بذلك الأمر. ولكنه اكتشف ذلك عندما أوقفهم أحد حواجز الجيش السوري، داخل الأراضي السورية، وعاد وأخلى سبيلهم على الفور ليعود ويوقفهم حاجز آخر ولكن تابع لحزب الله، ويبدو بأن التواصل تم بين الحاجزين، وتركهم الأول ليتوكل الثاني بالمهمة بما أن سائق السيارة (وسام) هو أحد عناصر حزب الله".

تم التحقيق مع وسام ورفاقه على خلفية الحادثة، نفسها، وتبين أن لا علاقة ولا معرفة لوسام بالمخدرات التي كان يحملها أحد رفاقه. وهي المعلومات التي علم بها أهل وسام بعد فترة شهر من توقيفه (حيث أنهم كانوا يعتقدون بأنه لا زال في خدمته) وذلك عبر أحد الأصدقاء الذي جاء بسيارة وسام إلى منزل عائلته في بلدة العين.

ومن بعدها بدأت العائلة تعمل على خط التواصل مع حزب الله عبر عدة مسؤولين على عدة مستويات، لمعرفة مصير ابنهم، وكان في كل مرة يتم التواصل معهم، يؤكدون للعائلة بأن التحقيقات جرت مع وسام وهو ليس له علاقة بقضية المخدرات، ويعترفون بأنه بريء وسيتم إخلاء سبيله قريباً... وعلى الوعد تعيش أم وسام، زوجته وابته، منذ ثلاثة أشهر، علما أنه هو المعيل الوحيد لعائلته، وباستمرار توقفيه يدمر حزب الله مصير هذه العائلة المكونة من أربعة أشخاص .

ويذكر قريب وسام بأن حزب الله سمح لزوجته وأمه برؤية وسام مرة واحدة منذ أقل من ثلاثة أشهر، وكانت المرة الوحيدة التي شوهد فيها وسام في أحد الزنزانات الإنفرادية في مكان لم يستطيعوا تحديده. وعليه ضاقت المماطلة هذه بعائلة وأقارب وسام، ذرعاً، وقرروا التصعيد افتراضيا وإعلامياً، للضغط على الجهة التي تحتجز وسام، وإخلاء سبيله، كونه بريء باعتراف الحزب نفسه. ويضعون هذه المماطلة في إطار استضعافه "فـ"لا ضهر سياسي، أو حزبي، أو أمني يحمي وسام، ولذلك الأمر لا يتعاطون مع قضيته بجدية".

وتجدر الإشارة، إلى أن العائلة وجهت كتاباً لأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، "عبر ناس تعمل في مكتبه" وناشدته بوضع حد لتوقيف وسام، ولكن ما من تجاوب على هذا الكتاب حتى اللحظة. وانطلاقا من هذا الوضع، يناشد قريب وسام باسمه وباسم عائلة وسام عبر موقع "ليبانون ديبايت" حزب الله بأن يُفرج عن وسام في أسرع وقت ويعيده لعائلته التي اشتاقته كثيرا وتقطعت سبل العيش بها من بعده. فحزب الله "الجهة الوحيدة المسؤولة عنه وعن توقيفه، وهي من يتوجب عليها توضيح ملابسات هذا التوقيف وإلا فإن التصعيد سيكون سيد الموقف" وهو التصعيد المفتوح على جميع الاحتمالات ومن بينها "الخطف المضاد" كما يؤكد قريب وسام.