ليبانون ديبايت

يبدو أن القيادة السياسية السورية وضعت يدها على ملف إنشقاق القيادة القطرية لحزب البعث العربي الإشتراكي (جسم لبنان)، والذي تشظى نتيجة الخلافات إلى ثلاثة تيّارات منقسمة على ذاتها، واحدة برئاسة نعمان شلق وآخر برئاسة عاصم قانصوه وثالث يخضع لنفوذ الدكتور فايز شكر، الذي يقول أنه "إبتعد" عن الجو.

المبادرة الحالية يقودها "قانصوه" الذي يعتبر من القياديين التاريخيين في البعث. المبادرة أتت، وفقاً لمصادر بعثية لـ"ليبانون ديبايت" بعد زيارة النائب قانصوه إلى دمشق والإتصال الذي أجراه بالرئيس السوري بشار الأسد الذي يشغل منصب "الأمين القومي لحزب البعث العربي الإشتراكي" أو "رئيسه الأعلى"، من مكتب رئيس المكتب الوطني في الجيش السوري اللواء علي مملوك، حيث كلّف الأسد قانصوه بالعمل على توحيد الحزب، لما له من قيمة ومكانة لدى جميع "البعثيين اللبنانيين".

بعثيون معارضون لـ"قانصوه" حاولوا العبث في الملف عبر رش معلومات في الإعلام مفادها أن "قانصوه إستدعي إلى مكتب اللواء علي مملوك الذي وجه إليه تهديدات في حال لم ينهِ مسألة الإنشقاق محملاً إياه المسؤولية"، كلام تنفيه المصادر البعثية القريبة من الجانبين لـ"ليبانون ديبايت"، وتقول أن "ذهاب قانصوه كان بطلب من مملوك نفسه الذي وعده بإجراء إتصال مع الرئيس الأسد بنية إيجاد حل للإنقسام" مشدّدةً على أن قانصوه "لديه من الموقع ما هو مكان إحترام لدى القيادة السورية التي لا تتصرف أو تتعامل مع البعثيين أو غيرهم على هذا النحو أبداً".

الأمين القطري السابق وأحد أجنحة "المشكلة"، سهيل القصّار (إنتخب شلق مكانه) والذي يصنّف جناحه على أنه الرسمي وكان رأس حربة الصراع مع "فريق قانصوه" سابقاً، كشف في حديث لـ"ليبانون ديبايت"، أن "العمل اليوم جارٍ من أجل توحيد الحزب" معلناً أن "لا مشكلة مع أحد وإن ما يقوم به الرفيق أبو جاسم (عاصم قانصوه) محل ترحيب من جميع البعثيين" مضيفاً: "إذا أراد الرئيس بشار الأسد حل الخلاف وأوعز بذلك فنحن نرفع له التحية"، في إشارة منه إلى الإستعداد للتعاون مع "أبو جاسم".

وإذ أكد أن "لا أحد لديه مصلحة في أن يبقى حزب البعث متشرذماً نتيجة خلافات آنية عادية تحصل في البيت الواحد" كشف أن "قانصوه إستحصل على إيعاز من الرئيس بشار الأسد يقضي بالدعوة إلى مؤتمر عام سينعقد يوم الأحد الخامس من شباط الجاري في مقر الحزب الرئيسي في رأس بيروت، ويتم إنتخاب قيادة قطرية جديدة تستلم دفة الحزب وتعيد توحيده وتنهي فترة الإنشقاقات" آملاً من كل البعثيين "التعاون".

بدوره، لا يبدو أن الوزير والأمين القطري السابق، الدكتور فايز شكر، يعر إهتماماً إلى كل الضجة المفتعلة في مسألة الوحدة معلناً عبر "ليبانون ديبايت" أنه "خارج الإطار الرسمي للحزب منذ فترة ولا يتدخّل" دون أن يكون بعيداً عن جوه العام، مفسراً ذلك بـ"بعده عن مراكز المسؤولية أو القرار"، حيث أن هذا القرار الذي إتخذه يأتي بغية "لم شمل الحزب، وإذا أنا المشكلة فأنا خرجت".

ويبدو أن "شكر" الذي ثبت نفسه لمرحلة طويلة رقماً صعباً على المستوى السياسي الداخلي "عاتب" على الحلفاء من غير البعثيين الذين "تركوه وحيداً" كاشفاً لـ"ليبانون ديبايت" عن أن هناك "قرار بإبعاده عن الإعلام.. لكننا باقون".

وعلى المقلب الآخر، ثمة من يتوجّس من الدور الذي يلعبه السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم لناحية حث بعض الحزبيين على عدم المشاركة في المؤتمر الذي سينعقد يوم الأحد متذرعاً أن القيادة السورية تعتبر المؤتمر "غير شرعي"، وهذا يتناقض مع كلام قانصوه والإطار القريب من القيادة القطرية للبعث في سوريا.