Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
خطة سعودية لإحياء 14 آذار
المصدر:
ليبانون ديبايت
|
الجمعة
10
شباط
2017
-
8:22
"ليبانون ديبايت"
مع إقتراب موعد إجراء الإنتخابات النيابية بمعزل عن أي القانون ستجرى عليه، وعلى مسافة أيام من دخول لبنان في المهل الدستورية التي تحتّم إجراء إنتخابات في مدة أقصاها 3 أشهر من تاريخ الحادي والعشرون من شباط الجاري، ثمة من يلتمس عودة "عدة الشغل السعودية" لتحفر في الواقع السياسي اللبناني مستفيدةً في الجو الدولي الذي توفر بإنتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة.
ويبدو أن السعودية فعّلت محركاتها على مستويين، بإتجاه حلفاءها وبإتجاه أذرعها السياسية في المنطقة، في منحى يظهر أنه يتشكل على ظهر تخفيف نجم العسكرة لصالح الجو السياسي الذي يعيدنا إلى أجواء ما قبل ثورات ما بات يعرف بـ"الربيع العربي". لا يمكن وضع زيارة وزير شؤون الخليج السعودي، ثامر السبهان، إلى بيروت إلا في خانة "الدفع السياسي" بإتجاه لبنان الرسمي وأكثر نحو حلفاء الأمس حيث يمكن الوصول إلى هذه القراءة من سياق اللقاءات التي أجراها السبهان في العاصمة اللبنانية، والتي خصّ بها العشرات من رجالات حقبة "ثورة الأرز" ما يمكن تحليله على أنه "نية سعودية" من أجل إستعادة البريق لتحالف الرابع عشر من آذار النائم في سباتٍ عميق منذ أعوام.
تراقب أوساط سياسية داخلية عن كثب تحركات السعودية بإتجاه الداخل اللبناني وتلتقط صحونها ذبذبات ومؤشرات تؤكد وجود نوايا لإحياء تحالف الرابع عشر من آذار، على الرغم من الإنقلابات الجذرية التي حصلت كإنضمام القوات اللبنانية إلى التيار الوطني الحر مثلاً عبر ورقة "إعلان نوايا" ودخول تيار المستقبل في شراكة حكم مع "التيار" ممثلاً بعون الرئيس الذي وصل إلى بعبدا بصفقة داخلية - إقليمية من جهة، ومع الرئيس نبيه بري ومن خلفه حزب الله من جهة ثانية، حيث أنهى هذا الإصطفاف الجديد، على ما يقول مطلعون سياسياً، مكونات قسمة الثامن والرابع عشر السابقة. لكن سقط من بال المراقبين سهواً ربما، أن هناك لا زال على القائمة في "الحلف الآذاري" شخصيات وتجمعات سياسية لم تخرج من تحت عباءته أبداً وهي موجودة وتتجمع عند أول صافرة، لا بل أن هناك مصلحة سياسية اليوم قبل الإنتخابات لتجميعهم مجدداً والسير بهم نحو صناديق الإقتراع، من أجل الإبقاء على توازن القوى السياسي الموجود أو المحافظة عليه دون حصول أي تغييرات جذرية بالحد الأدنى وعدم خلطه مع تغيرات المرحلة الجديدة التي تقول الأوساط أنها "إستثنائية طالما أن التموضعات الإستراتيجية السابقة لم تسقط".
بدى لافتاً يوم أمس الإهتمام السعودي مثلاً برئيس الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار العاطلة عن العمل منذ فترة، فارس سعيد، الذي يبدو أنه وغيره من الشخصيات المنضوية تحت الراية الحمراء أمام تفعيل نشاط أمانته وإخراجها من القمقم، ذلك من خلال المؤشر السعودي الذي يجنح صوب إعادة إنتاج التحالف مجدداً. لا تخفي مصادر سياسية أن "المملكة تعوّل في مجيء دونالد ترامب على إحداث تغير ما في السياسة الإقليمية التي ستنعكس داخلياً على لبنان"، بعد الجرعة الكبيرة من خيبات الأمل التي تعرضت لها بسبب خيارات الرئيس السابق باراك أوباما مع إيران على وجه الخصوص، تريد السعودية التعويض في زمن ترامب، وهذا التعويض لا يمر إلا من بوابة إعادة جمع حلفاء الأمس في لبنان وتقطيرهم في بوتقة واحدة، من جهة، ومن جهة ثانية رفع نسبة حراكها في المنطقة الرامي إلى تعزيز أوراقها مجدداً.
الإنتخابات النيابية اللبنانية هي إختبار سعودي، كما يقول أصحاب هذه النظرية من الأوساط السياسية الداخلية، ولكي تقدم المملكة أوراق عناصر القوة الإقليمية على طاولة الإدارة الأميركية الجديدة، من البديهي خلق نواة تحالف هجين – ثابت مدعوم من قبلها يمكن أن يوصل عدد من ممثليه الذين هم مقربين من البلاط السعودي إلى الندوة البرلمانية، يعيد إنتاج حالة الرابع عشر من آذار سياسياً داخل المجلس، ولا يخرج توازنات القوى الحالية من بوابة القرار، وفي هذه الأخيرة دون أدنى شك مصلحة لقوى أساسية "آذارية" مراتبطة اليوم بمصالح حكم أو "أوراق إتفاقيات" مع نظيراتها في الطرف المقابل، التي تدري أن الحلف القائم معها اليوم هو كـ"زوج المتعة" منقطع وله وقت محدد.
الأكيد أن بلورة مثل هكذا خطة أو إعادة تحالف مات سريرياً إلى أرض الواقع، بحاجة إلى أموال وشد عصب وتحالفات، وفي هذه الأخيرة، تسعى المملكة إلى رسم "خطة طريق" على ما يبدو تؤمن من خلالها الدعم لمرشحي الرابع عشر من آذار من تحالفات مكوناته الطبيعية مترافق مع شد عصب سياسي من خلال الطروحات الإنتخابية وإستعادة الخطاب الرنان ذو النكهة السيادية الذي تذر الأموال عليه من أجل تأمين ما يلزم لإنجاحه.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News،
اضغط هنا