على قمة التل المشرف على مدينة غرناطة الإسبانية يقع قصر الحمراء، وهو مزيج من فنون العمارة والتصميم الإسلامي والمسيحي. كما يعد من مواقع التراث العالمي المسجلة لدى منظمة اليونيسكو.

وحتى تتمكن من زيارة هذا الصرح التاريخي، ستحتاج إلى حجز مسبق، لأن تذاكر الطيران غير متوافرة إلى هذه الوجهة دائماً. وعند الوصول يمكنك التجول في ساحاته، بما فيها ساحة قصر شارل الخامس، وهو بناء ذو شكل مربع بتصميم داخلي مستدير، ومختلف في تصميماته عن باقي مرافق القصر.

أما في الجزء الأمامي من القلعة، فهناك "القصبة"، التي تعرف بالقلعة. بينما يمنحك السير عبر الجدران المتهالكة بفعل الزمن والظروف الجوية، شعوراً بالعودة عبر الزمن إلى ذلك العصر. كما أن تسلق البرج الأمامي يتيح لك التمتع بمنظر خلاب للقصبة وغرناطة، وسلسلة جبال "سييرا نيفادا" أيضاً.

وبعد الحصول على تذكرة الدخول، يمكنك التجول في قصور بني نصر؛ فالجمال الكامن خلف تلك الجدران هو ما يجعل الزيارة جديرة بالاهتمام حقاً، سيما ساحة نباتات الآس التي تصل إليها بعد الدخول إلى القصر، وهي ساحة في الهواء الطلق، تحتوي على بركة يصب فيها نبعان من أطرافها. وحينما يحل وقت الظهيرة ويسلط عليها ضوء الشمس تسطع بوهج هائل.

فيما يقع بهو السفراء مقابل هذه الساحة تماماً، وهو أكبر غرفة مغلقة في قصر الحمراء. وفي هذه الغرفة تحديداً، منح كل من الملكة إيزابيلا والملك فرديناند الموافقة لكريس كولومبوس، للذهاب واستكشاف العالم "الجديد". وهي ليست غرفة كبيرة، إلا أن زخرفة الجدران والسقف مدهشة المنظر.

كما أن هناك ممراً قصيراً ومتصلاً ببهو الأسود. وهو مساحة هادئة، حيث تنساب مياه الينابيع وتنعكس على الأحجار. ومن المرجح أن الأقواس والأعمدة المذهلة، هي ما ستراه في كل صورة من صور قصر الحمراء، أو ربما في هذا النمط كله من العمارة في المغرب العربي.

ويقع مقابل بهو الأسود ما يسمى بقاعة الأختين، وهي من أجمل الغرف في قصر الحمراء وأكثرها أناقة، فالسقف يبدو كأنه منحوت من قطعة واحدة من الحجر.

وهذا فقط ما تبدو عليه الغرفة، بالرغم من أن القصر كله استغرق قروناً ليصبح في الحالة التي هو عليها الآن، لكن لا ينطبق هذا الأمر على الغرف المنفردة أيضاً. وفي الواقع، يتكون سقف هذه الغرفة من خلايا منفردة، يقارب عددها 5000 خلية.