ليبانون ديبايت

تعقيباً على التظاهرة التي نظمها المجتمع المدني أمام حرش بيروت يوم أمس الخميس احتجاجاً على سياسة قضم الحرش الممنهجة من قبل بلدية بيروت، والحملة المناهضة لهذه السياسة التي تشنها الجمعيات البيئية دفاعا عن آخر المساحات الخضراء في العاصمة الاسمنتية. أصدرت بلدية بيروت بياناً أكدت فيه على حق التظاهر والتعبير عن الرأي، مستغربةً باسم المجلس البلدي ما أسمته بـ"الحملات التضليلية التي يقوم بها البعض من خلال ارتفاع رفع شعارات في تظاهرات تتهم البلدية ومجلسها جزافاً بانتهاج سياسة قضم حرج بيروت". ودعت المواطنين والإعلام "لعدم الإنجراف وراء هذه الشعارات والحملات التي لا تمتّ إلى الواقع بصلة".

مدعيةً في بيانها البراءة من القرارات التي تهدد حرش بيروت، والتي هي: قرار أول يشرّع الإعتداء على الحرش من خلال تغيير تصنيف جزء منه لقوننة وجود بناء مخالف يعود إلى كشاف الرسالة الإسلامية، وثانٍ يقضي بنقل الملعب البلدي من طريق الجديدة إلى الحرش، وثالث يقضي ببناء مستشفى ميداني في جزء منه.

وعليه، ردّت جمعية "نحن" بشخص رئيسها محمد أيوب على هذا البيان الذي وصفته بأنه هو التضليل بحد عينه، عبر فيديو فصّل بنود البيان، وفنّد المغالطات الموجودة به، بجملة من الوثائق التي تضحد بيان بلدية بيروت التجميلي الأخير، الذي حاولت تارةً التملق من مسؤولياتها فيه، والتعتيم على ممارساتها داخل حرش بيروت تارةً أخرى.

ففضح أيوب رفض بلدية بيروت في اجتماع المجلس البلدي الذي حصل مؤخراً، لاقتراحات بعض أعضاء المجلس نفسه، حينما طالبوا بإزالة كل الإنشاءات الخاصة بالمستشفى الميداني بما فيها "الأعمدة والأرضية الاسمنتية" بدلاً من الاكتفاء بالإنجاز المنقوص الذي تباهت به الإدارة وهو "إزالة الأعمدة الخرسانية فقط"، ما يوحي بأن اعتراض البلدية وكأنه على الأعمدة وليس على فكرة إنشاء مستشفى ميداني "لزوم مالا يلزم" بكلفة مليون و200 ألف دولار، في موقع طبيعي. كما أن اعتماد كلمة "مستشفى موقت" لا يمكن تصديقها فـ"لا شيء موقت في لبنان وما من أملاك عامة سرقت وعادت لأصحابها".

وفي الوقت الذي أشارت بلدية بيروت على أن "ما يتعلّق بالملعب الذي يطلقون عليه اسم الملعب البلدي، فهو عملياً احد الملاعب القائمة منذ زمن في منطقة قصقص، وسوف يتم تحسينه وتأهيله"، فأكد أيوب على أن هذا الملعب القديم قام أحدهم بإنشائه منذ زمن، واعتبرته البلدية التي تقاعست عن إكمال حرش بيروت أمر واقع، وتحتج اليوم بتغطية مشروع الملعب تحت شعار تأهيل الملعب القديم الذي كان يتوجب عليه أن تزيله لأنه مخالف للقوانين والمعايير العلمية العالمية. "علما أن ما تتباهى به البلدية من اتفاقيات موقعة بين بلديتي بيروت وباريس في حرش بيروت، غير صحيح لأن فرنسا خرجت من الاتفاقيات تلك لعدم التزام بلدية بيروت ببنود الاتفاقية، وكانت بلدية باريس معترضة على قرار الملعب البلدي أو ما تسميه البلدية بتأهيل ملعب قديم" مهددا بنشر الإيمايلات الفرنسية الواردة الى بلدية بيروت والمعترضة فيها على هذه القرارات.

وعن قرار نقل التصميم التوجيهي لحرش بيروت من التصنيف ضمن المنطقة رقم 9 التي يمنع تنفيذ أي منشآت في نطاقها الى المنطقة رقم 4 لشرعنة كل المخالفات التي أنشئت على الحرش في الحرب وبعدها من مبانٍ ومقاهٍ غير شرعية، وبالتالي يشرّع تنفيذ مشروع بناء كشاف الرسالة الإسلامية. برّرت البلدية هذا الفعل بأن "بناء جمعية كشافة الرسالة مشيد منذ عقود، قائم على قسم من العقار رقم 1925 خصص للجمعية منذ تاريخ 23/11/1995 بالقرار رقم 101 للجنة القائمة بأعمال مجلس بلدية بيروت آنذاك". ويرفض أيوب هذا التبرير غير المنطقي لتشريع المخالفات، ويقول بأن للبلدية الحق بالتراجع عن كل هذه القرارات، وكان بإمكانها رفض قرار تغيير المنطقة الخاصة بالحرش عندما رجع إلى البلدية، بدل المؤاثرة إلى سحبه من الجلسة للتأكيد عليه بطريقة غير مباشرة.