Beirut
16°
|
Homepage
خرقان وإعادة تموضع بين المستقبل وحزب الله
عبدالله قمح | المصدر: ليبانون ديبايت | السبت 11 شباط 2017 - 7:44

ليبانون ديبايت - عبدالله قمح

يبدي حزب الله ليونةً في التعاطي مع المسألة الإنتخابية التي لا يقيسها وفقاً لمصلحته كونها مكتسبة أصلاً في مناطق نفوذه وليس هناك من خطر على تمثيله أو نوعيته قيد أنملة، بل يعير حزب الله إهتماماً أكثر تجاه كيفية تمثيل الفرقاء الآخرين التي يضعها في صندوق الدراسة والتمحيص، كما أنه يبدي إهتماماً في أبواب تمثيل حلفائه ومدى وتأمين مكتسباتهم من خلال قانون الإنتخابات العتيد.

جاهر حزب الله برفض السير قدماً بقانون الستين لا بل أنه يعتبر من أوائل الأفرقاء الذين دعوا لجعل لبنان دائرة إنتخابية واحدة على النظام النسبي، وكان علامةً فارقة في هذا الطرح نسبة إلى الأفرقاء الطائفيين الآخرين الذين نظروا إلى قانون الإنتخاب على أساس مصلحتهم الشخصية المستمدة من زعامات إقطاع الطوائف. حالياً، لا يخفي حزب الله تفضيله النسبية وفق أي قانون لا بل أنه أبدى ليونةً تجاه التنازل عن الدائرة الواحدة لمصلحة طرح قانون حكومة الرئيس نجيب ميقاتي داخل اللجنة الرباعية والذي يولي أهميةً إلى النسبية على أساس الـ13 دائرة.


الليونة هذه نقلها "الحزب" إلى أروقة حواره مع تيّار المستقبل في الجلسة الأخيرة التي عقدت يوم الأثنين الماضي في دارة الرئيس نبيه بري بعين التينة وحملت الرقم 40. دار نقاش إنتخابي طويل ومتشعّب مع ممثلي تيار المستقبل قدم فيه حزب الله رؤيته للقانون وما يطمح إليه على المستوى اللبناني، لا بل أن حزب الله قدم تصوراً طويل الأمد بالنسبة إلى مسألة الإنتخابات مفضلاً إعتماد قانون لا يحصر بدورة واحدة أو دورتين، بل بدورات تمتد إلى فترة زمنية طويلة على مبدأ "قانون عادل قابل للحياة حديث ومتطور".

مفهوم حزب الله الذي طرحه يراعي هواجس بيت الحريري السياسي الذي هو بالنسبة إلى الضاحية "أفضل المر"، وخيارات الحريري "الأفضل سُنيّاً" وهو "لا يريد كسره أبداً" لأن هناك على الضفة المقابلة من ينتظر سماح الفرصة للإنقضاض على زعامة "الحريري" لتعويم الفكر السلفي المتشدّد. أعاد حزب الله في جلسة الحوار الـ40 طرح موضوع النسبية مع إنتفاحه تفاوضاً على الطروحات بخيط ليس برفيع أبداً.

قدم وفد حزب الله الذي ضم المعاون السياسي للأمين العام السيد حسن نصرالله، الحاج حسين الخليل، الوزير حسين الحاج حسن، والنائب حسن فضل الله 3 نماذج من النسبية على بساط البحث مستطيعاً تسجيل خرق على مستوى فريق الحريري الذي ضم إلى جانب السيد نادر، الوزيران سمير الجسر ونهاد المشنوق حيث تمكن من سحب إلتزام ببحث النسبية، وهو أمر يسجل بمرمى "المستقبل" الذي جاهر بتفضيله النظام الأكثري على النسبي ومن تحت الطاولة "الستين" على ما عداه من مشاريع قوانين وفي أسوأ الأحوال المختلط.

تتوزع نماذج حزب الله التي طرحها على قانون يأخذ لبنان دائرة إنتخابية واحدة مع نسبية كاملة وهو المفضل إليه بنسبة 100%، ونموذج ثانٍ يأخذ النسبية على أساس المحافظة، أي قانون حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الذي فصل الدوائر إلى 13 مع نسبية كاملة، منفتحاً على تعديله حتى يصل إلى 15 دائرة، ونسبة قبوله به تصل إلى ما يقارب 60% مقارنة مع النموذج الأول، بينما الثالث يضعه حزب الله في آخر لائحته وهو "نسبية تأهيلية" ، أي نسبية على أساس المحافظة وتأهيل أكثري على مستوى القضاء، لكن بفارق أن يكون القانون غير منصف أي لا يساوي النسبية بالأكثري بل يقدم الأولى على الثاني.

في ما يسرب إلى "ليبانون ديبايت" من المباحثات التي عقدت يوم الأثنين السادس من الجاري، أن وفد تيّار المستقبل فضل في الطروحات الثلاثة النموذج رقم 3 أي (التأهيل) دون أن يسقط النموذجان الآخران، واعداً بالتعمق في بحثها جميعاً، في حين أخذ السيد نادر الحريري على عاتقه الإيعاز بتشكيل لجنة داخل "التيّار" مهمتها إجراء المقتضى ودراسة النماذج خاصة الرقم الثالث منها بشكل متأنٍ والعودة بجواب عليها في الجلسة المقبلة (لم يحدّد تاريخها)، هنا وعد حزب الله بأنه متقبل لأي تعديل قد يقدم إليه بشكل مهني.

خرقان حصلا بعد تلك الجلسة، الأول هو النجاح بسحب تيّار المستقبل إلى ضفة النسبية التي ينظر لها على أنها "ذئب يريد أكل القطيع" وبالتالي فُتِحَ مجال بحث دقيق حولها مع إنتظار جواب "المستقبل" في ما قدم. مصادر "المستقبل" تؤكد لـ"ليبانون ديبايت" أن "جلسة الأثنين كانت أكثر من جيدة وكان فيها البحث عميقاً أكثر من الجلسات السابقة" مبديةً إعتقادها أن "حزب الله بالتأكيد لن يتبنّى قانون إنتخاب مُعادياً للمستقبل بعد أن حرص للمحافظة على الحد الأدنى من العلاقة مع آل الحريري كي لا تنعكس سلباً على الجو المذهبي" هنا يسجل الإختراق الثاني الذي تضمن إعترافاً من "التيار الأزرق" بمجاراة حزب الله للحريري، حتى وإن لم يكنا في نفس الخندق التحالفي وعلى الرغم من إبتعادهما سياسياً.

لماذا يفعل ذلك "الحزب" ولماذا لا يسير بقانون يرفضه "المستقبل" مثلاً ولماذا يراعيه لهاذا الحد؟ إجابة يمكن الحصول عليها بسهولة، فبين تخيير "الحزب" القبول بالحريري كنمط سني معتدل أو النموذج المتشدّد المتمثل بالوزير السابق أشرف ريفي مثلاً، يفضِّل بقاء الحريري في موقع الأقوى من جهة، ومن جهة أخرى محاولة تقريبه من القوى السنية القريبة من الحزب والتي هي على خصومة تاريخية مع الحريري، والهدف قطع الطريق على التطرف وتمتين الساحة الداخلية من خلال محاصرة "القوى الشاذة طائفياً" على ما تخلص المصادر بالقول.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
منصوري يكشف سبب تأخر المصارف بتطبيق القانون 166 9 بعد الإعتداء على محامية وتحرُّك القضاء... إليكم ما فعله الزوج! (فيديو) 5 بعد تغريدة أشعلت المملكة السعودية... وهاب "مُحاصر" بالشائعات! 1
كمينٌ مُركّب لحزب الله... إسرائيل تستخدم ساتر دخاني لسحب الخسائر! 10 إنخفاضٌ في أسعار المحروقات! 6 بلبلة في صفوف قوة الـرضوان والسيّد يتدخل شخصيًا... يا ويلكن ويا سواد ليلكن! 2
إهتمام قطري بآل الحريري 11 "إلغاء تعميم الـ 20 مليون ليرة"... بيان من "الضمان" 7 الساعات القادمة حاسمة... تحرّكات "مفاجئة" تلوح في الأفق! 3
جلسة التمديد تفضح علاقة باسيل بأعضاء كتلته… نائب يتحول إلى ساعي بريد 12 الحلبي يعدّل عطلة عيد الفصح الأرثوذكسي 8 إلى القوات وحلفائها… حان وقت الإستقالة 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر