"ليبانون ديبايت":

فوجئ أهالي بلدة مزرعة الضهر في الشوف في اليومين الأخيرين يا معالي الوزير، بقرار ظالم ومجحف اتّخذه رئيس البلدية بحق فارس ألبير عيد، أحد الشهداء الأحياء من أبناء البلدة، والذين لا يزالون يحملون في أجسادهم آثار الحرب الأليمة التي ضربت لبنان منذ العام 75، كونه مصاب بشلل تام إثر إصابته برصاص الجيش السوري عندما كان ماراً على جسر الكرنتينا في العام 1978.

والجريمة الكبرى التي ارتكبها فارس معالي الوزير، أن شقيقه المحامي رولان، خاض الإنتخابات البلدية الأخيرة في لائحة مواجهة للائحة رئيس البلدية، وذلك في إطار السباق الديمقراطي على الخدمة العامة. لكن هذا الترشّح ـ الجريمة لم يرق لرئيس البلدية الذي انتظر لبعض الوقت وعاد ليثأر من فارس بالإستغناء عن خدماته باتصال هاتفي أبلغه فيه أمر صرفه، كونه موظف في البلدية منذ 11 عاماً بصفة محاسب قام باستحداث برامج للمحاسبة فيها، وهو يتقاضى شهرياً 400 ألف ليرة لبنانية فقط لا غير.

هذه قصة حقيقية معالي الوزير وليست من نسج الخيال، نضعها بين أيديكم لاتخاذ ما ترونه مناسباً لتعيدوا الحق لأصحابه، لا سيما وأن قصة فارس قصة موجعة وأليمة منذ عشرات السنين لا يمكن لأي إنسان يتمتع بالحسّ الإنساني الحقيقي إلا التوقّف عندها.