"ليبانون ديبايت"

كل ما يعرفه اللبنانيون عن "سرايا المقاومة" بأنها فصيل تابع لحزب الله، المؤيدة لها ذراع عسكرية لا سياسية. أنشئت عام 1997 بهدف قتال الإحتلال الإسرائيلي وانتشرت في العديد من المناطق اللبنانية، وأصبحت جزءا من نسيج المقاومة. معظم عناصرها لا ينتمون إلى الطائفة الشيعية، حيث إنتمى إليها في ذلك الحين المسيحي والمسلم متنوعين. بعد تحرير جنوب لبنان، توجهت السرايا أكثر صوب الداخل من خلال إعداد جسم عسكري تنظيمي يساعد المقاومة لاحقاً. مع دخول لبنان حقبة الإشتباك السياسي بعد إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والتطورات التي حصلت لاحقاً بين تيّار المستقبل وحزب الله، حجز "السرايا" لنفذها موقعاً هاماً متمددةً في "المناطق السُنّية" حتى باتت اليوم أذرعها في مناطق "غربي بيروت" مثلاً توصف بأنها "مجموعات سنية يستخدمها حزب الله ضد خصومه".

يعتبر مركز ثقل "سرايا المقاومة" اليوم في ساحل الشوف (السعديات، الجية)، منطقة بيروت (المزرعة ومحيطه)، صيدا ومحيطها (وصولاً لشرق صيدا)، وبعض مناطق الجبل (التي يتواجد فيها حلفاء سياسيين لحزب الله). وكثيرة هي الإشكالات التي تحصل في هذه المناطق والتي نسمع بأن "سرايا المقاومة" على علاقة بها. وفي كل مرة يتبرأ حزب من عناصره، ترى "السرايا" تستقطبه نحوها بغية "الحركشة" على الجهة السياسية التي خرج منها.

لا شك أن عناصر "السرايا" ليسوا كنظرائهم من حزب الله، منضبطون، نظاميون و "يسمعون الكلمة"، حيث يمتاز السواد الأعظم من عناصر السرايا بأنهم "عناصر شاذة غاضبة غير منتظمة"، يثبت هذه النظرة روايتان لشابين أحدهما من سكان تلة الخياط، والآخر من سكان عائشة بكار، وهما حالتان من عشرات الحالات التي يمكن أن تحصل في أزقة الشوارع القريبة من نفوذ هذه السرايا ببيروت.

ن.ع الذي يقول أنه كان منذ ما يقارب الأسبوع، يقود سيارته بـ"أمان الله" في أحد شوارع تلة الخياط متوجها إلى منزله، قبل أن "يكسر" عليه شاب يقود دراجة نارية ويشتمه، ويتشاجر معه لفظياً، لم يمضِ من الوقت أكثر من نصف ساعة حسب ما تروي مصادر محلية لـ"ليبانون ديبايت" حتى عاد ونزل ن.ع من منزله وبينما هو متوجه إلى سيارته كان في انتظاره أكثر من 20 شابا، اعتدوا عليه بالضرب العنيف وفروا لجهة مجهولة.

ومنذ أيام، تهجمت المجموعة نفسها ولكن بقيادة المدعو "أبو الحكم" على صالون حلاقة لصاحبه د.ا في منطقة عائشة بكار، "أطفأت الراديو وحاولت إخراج الموجودين من الصالون وإغلاق المحل بالقوة". وفي التفاصيل التي حصل عليها "ليبانون ديبايت" فإن هذه المجموعة دائمة الاعتداء على د.ا والابتزاز المادي له، عبر بدع كثيرة كان آخرها تحصيل دين لا علاقة له به، عن فتاة كانت تعمل لديه.

وتقول المصادر نفسها أن هذه المجموعة التي تدور بفلك "سرايا المقاومة" تعود لـ خ. د. والمختار ط. ع.. وهم الذين ربحوا بالتحالف مع الأحباش وبدعم من حزب الله في الإنتخابات البلدية السابقة، والذين يستقطبهم حزب الله لكسبهم إنتخابياً ضد المستقبل، وبالتالي السيطرة على المنطقة عبر أشخاص من نسيج المنطقة الاجتماعي نفسه.

ولكن من يردع هؤلاء؟ فما من جهة سياسية أو أمنية قادرة على وضع حد لتصرفات هذه الفصائل، التي تفرض شهرياً على المحال التجارية الواقعة تحت نفوذها "خوّة"، "ما يقارب الـ300 و400 دولار على المحل الواحد"، بحسب مصادر محلية علماً أن هذه الممارسات تحصل في منطقة تعتبر أمنية "تبعد شارعا واحدا عن عين التينة، وقريبة من وزارة الداخلية، منزل الوزير السابق عبد الرحيم مراد، دار الفتوى، ومركز الجماعة الإسلامية".

أما سياسياً فحركة أمل تقول "لا علاقة لنا بسرايا المقاومة، وحزب الله يقول تابعوا الموضوع مع مسؤول المنطقة في بيروت، ومسؤول المنطقة المدعو أبو شمران"، حيث يردّد أن "ابو شمران" نفسه هو المسؤول عن هذه المجموعة!

تجدر الإشارة إلى أن معظم المُعتدى عليهم غالباً ما يترددون في رفع دعاوى قضائية على المرتكبين، وذلك لأنهم يخافون من ردة فعلهم التي عادة ما تكون أعنف، بعد خروجهم بساعات من السجن، "لأن لديهم واسطة وأكبر جرم لأحدهم لا يكلّفه أكثر من يومين إلى ثلاثة أيام في السجن".

وعليه، يبقى السؤال، من المرجع المخول النظر بهذه التصرفات، وليتفضل مشكوراً لوضع حد لحالة أمنية شاذة غير مقبولة غير مبررة ولا منطقية، ونحن لنا أن نزوده بعنوان مكتب "المحاسبة" أو "التحقيق" كما تسميه المصادر، والذي "يجرّ المسلحون المواطنين العزّل عليه عادةَ، لترهيبهم" والذي يقع في "سنتر بناية حمود مقابل حديقة المفتي حسن خالد"، على ما تشير المصادر.