تكشّفت تفاصيل جديدة عن حالة الفتاة المصرية إيمان أحمد عبد العاطي التي تزن نصف طن والتي سافرت إلى الهند للعلاج.

وقالت شقيقتها شيماء أحمد عبد العاطي إن الطبيب الهندي المعالج طمأنها على حالة شقيقتها، وقال لها ولصحف هندية عديدة إنه لن يُعرِّض مهنيته للخطر، ولم يكن يسعى للشهرة عندما قرر علاج الفتاة المصرية، بل أتى قراره لثقته في قدرته على التوصل للعلاج الأمثل لها ولحالتها. وأضافت أن الطبيب "يشعر فقط بالقلق نتيجة الاهتمام الإعلامي الدولي بحالة إيمان"، إلا أنه أكد لها أنه لن ييأس قبل أن يجعل شقيقتها تقف على رجليها مجدداً.

وتابعت شيماء: "قال الطبيب إنه إذا فشل في علاج إيمان، وهو أمر يراه صعبا، فإن ذلك يعني بالنسبة له تدمير وضياع سنوات من عمله الشاق". وتحدى قائلاً: إنني أضع مهنيتي وخبرتي على المحك حتى أتمكن بفضل الله من جعل إيمان تقف على قدميها مرة أخرى".

وأوضحت شيماء أن الطبيب الهندي كان قد أرسل إلى مصر ثلاثة أطباء لمتابعة حالة إيمان قبل سفرها بأسبوعين من أجل تجهيزها ومتابعة عمليات نقلها، حيث أكد أنه لو لم تتم عملية النقل بالمواصفات المطلوبة سيكون هناك خطورة على حالة شقيقتها وحياتها. وقد سافر الأطباء الـ3 مع إيمان وبرفقتهم الأجهزة والأدوية اللازمة.

ترتيبات النقل
وكشفت شيماء أنها نسّقت مع شركة مصر للطيران للشحن الجوي من أجل الترتيب لسفر إيمان، واتفقت مع الشركة التي قامت في السابق بنقل تمثال رمسيس من مكانه القديم إلى منطقة "ميت رهينة" كي تقوم بإجراءات نقل إيمان إلى المطار، مشيرة إلى أن "جميع المسؤولين بشركة مصر للشحن الجوي والشركة الناقلة لإيمان من المنزل وحتى المطار تعاملوا معها برقي وتحضر واحترافية عالية".

واعترفت شيماء بأنها فوجئت باهتمام المسؤولين في محافظة الإسكندرية بحالة شقيقتها حيث استقبلها اللواء رضا فرحات، المحافظ السابق، في مطار برج العرب وأشرف بنفسه على إجراءات سفرها ونقلها. كما فوجئت بانتظار القنصل المصري السفير أحمد خليل لهما في مطار مومباي بالهند ومرافقتهما حتى وصولهما للمستشفى والإشراف على جميع مراحل نقل إيمان من المطار حتى غرفتها بالمستشفى. وطالبت الجميع بالدعاء لشقيقتها حتى تقف على قدميها مرة أخرى.

وقد كانت ترتيبات نقل إيمان بالفعل شديدة التعقيد، حيث خرجت من منزلها في منطقة سموحة شرق الإسكندرية إلى مطار برج العرب في سرير صُمم خصيصا من جانب متخصصين مصريين. وتم نقلها من المنزل بواسطة رافعة، كما سافرت في طائرة خاصة مجهزة لنقل مثل تلك الحالات للهند. وفور وصولها لمطار مومباي تم نقلها بواسطة رافعة مغطاة من جميع الاتجاهات إلى المستشفى، فيما جهزت لها في المستشفى غرفة تبلغ مساحتها 90 مترا في مبنى مخصص لمثل حالاتها.

معاناة بدأت بسن الـ10
وبالعودة للحالة الطبية لإيمان، فقد تم اكتشافها عقب وصولها لسن العاشرة حيث اضطرت إلى الانقطاع عن الدراسة بسبب الخمول الناتج عن مشاكل في الغدة الدرقية وزيادة وزنها بدرجة كبيرة، الأمر الذي اضطرت معه للزحف على قدميها للتحرك حيث إن زيادة وزنها أدت لتقيد حركة أطرافها السفلية.

وفي عام 2014 بلغ وزن إيمان 300 كلغ، ولم تعد تستطيع وقتها أن تزحف على قدميها كما كانت تفعل بالسابق، وذلك نتيجة زيادة الوزن وارتفاع نسبة المياه في جسمها. كما تفاقم الأمر بإصابتها بجلطة دماغيىة أفقدتها القدرة على النطق، ولذلك ظلت في غرفتها بمنزلها. وأشرفت شقيقتها شيماء ووالدتها على تصريف أمور معيشتها من تناول الطعام ومساعدتها في علمية الاستحمام وغيره.

ومع بداية العام 2016، وصل وزن إيمان إلى 500 كلغ، وتم تشخيص حالتها على أنها مصابة بـ"انسداد ليمفاوي حاد وقصور في عمل الغدة الدرقية"، ولم تفلح جهود أطباء مصريين ويوناييين في التوصل لعلاجها، حتى تطوع طبيب هندي، وهو "مفضل لكدوالا" الخبير في جراحات السمنة، لعلاجها وخاطب وزارة خارجيته لإنهاء إجراءت سفر إيمان للهند.
وأوضح الطبيب لكداولا أن إيمان ستبقى تحت الملاحظة، حيث ستحتاج لإجراء عدة فحوص طبية لتحديد مسار التعامل مع حالتها، كما ستخضع لفحص جيني خاص لـ91 نوعاً مختلفاً من الجينات المرتبطة بمتلازمة السمنة التي تعاني منها، قبل التدخل الجراحي المتوقع.