"ليبانون ديبايت"

يبدو أن حزب الله غيّر من تكتيكاته العسكرية بضوء صمت المدافع على جبهات القتال، وبدل أن يبادر الحزب للهجومٍ عسكرياً نحو المناطق التي لا زالت المجموعات الإرهابية تسيطر عليها على حدود لبنان الشرقية، تراه يهاجم سياسياً مع ما تواتر لـ"ليبانون ديبايت" من معلومات حول مفاوضات تعقد بين الحزب ومجموعات مسلحة مسرحها مناطق جردية.

تفصل مصادر قريبة من حزب الله لـ"ليبانون ديبايت" بين "المفاوضات الجارية مع مجموعات مسلحة، وإستراتيجيته العسكرية الموجهة نحو التنظيمات الإرهابية" مصنفةً المجموعات التي يفاوضها الحزب والدولة السورية اليوم بـ"الفصائل المحلية" أي التي لا تحمل نزعة متطرفة ومختلفة عن تلك التي تحتلّ جرود شمال القلمون الغربي وعرسال والتي تصنف على أنها "مجموعات إرهابية مبايعة لداعش".

وعلى ذمة المعلومات، فإن المفاوضات التي تجري بوساطة شخصيات سورية محلية، تتم بين الحزب وأحد الأذرع المسلحة في منطقة القلمون، والهدف منها هو تأمين عودة النازحين السوريين من الأهالي. معلومات تؤكدها مصادر لبنانية مطلعة التي تشير إلى أن "هذه المفاوضات تتم برعاية من الحكومة السورية وبمشاركة منها وبمعرفة لبنانية كون النازحون موضوع التفاوض هم من المقيمين في بلدة عرسال".

وتأتي هذه المفاوضات في ظل هدوء محاور القتال وفتح خطوط التواصل بين الحكومة السورية من جهة والفصائل المعارضة من جهة ثانية، وأيضاً بظل هدوء محاور القتال بين الطرفين ما يعتبر بيئة جيدة لعودة النازحين وأرضية صالحة لإعادة إحياء "ثقة متبادلة بين الطرفين" تسهم في لملمة وتضميد الجراح التي تسبّبت بها الحرب وتسهم بإراحة الداخل اللبناني خاصة بلدة عرسال التي تعيش اليوم على فوهة بركان نتيجة التجاذب الحاصل بين النازحين السوريين والسكان الأصليين.

وتشير معلومات حصل عليها "ليبانون ديبايت" من مراجع قريبة من حزب الله، أن "إعادة هؤلاء النازحين مشروطة وعنوانها الرئيسي منع إنخراطهم بأي عمل عسكري مسلح معادٍ للدولة السورية التي ستقدم لهم ضمانات للمشاركة في منظومة حماية أمنية مشتركة لمناطقهم عبر إدارة الجهة المفاوضة المعارضة للمناطق التي سيعود إليها النازحون مقابل إشراف الحكومة السورية عليها من خلال شخصيات رسمية يتم تعيينها لهذا الغرض.

ومن إيجابيات هذه الصيغة هو الإشتراك بإدارة القرى سوياً ومنع أي إختراق قد يحصل لها من قبل مجموعات متشدّدة كداعش والنصرة وغيرهما".

وهناك على ما يبدو عملية غربلة للنازحين السوريين في منطقة عرسال يطلع عليها حزب الله بشكل واضح الذي بات يعتبر بالنسبة إلى الدولة السورية شريكاً عسكرياً أساسياً في منطقة القلمون التي سيحافظ على وجوده فيها الناتج من تراكمات مشاركته في القتال وتنظيفها، على ما تؤكد مصادر قريبة من الضاحية الجنوبية، علماً أن القرار بإعادة هؤلاء النازحين ليس بيد حزب الله بل الدولة السورية والحزب موجود بصفة وسيط لديه صلاحيات.