"ليبانون ديبايت"

بينما يستمر تعاطي "الثنائي المسيحي" مع الإنتخابات النيابية المقبلة وكل ما يدور حولها من تحالفات وصيغ قوانين إنتخاب وغيرها بـ"راحة تامة" توحي بأن نتائجها على أي قانون ستحصل، ستدق في المناطق المسيحية عروش القوى الأخرى الخارجة عن بيعة تفاهم معراب، وتضعها على هامش ساحة النجمة. ما خلق أمر واقع ، يحتم على من تبقى من أفرقاء ممثلين إعادة التموضع بما يتماشى مع التفاهمات المستحدثة على الساحة اللبنانية.

يسارع المتضررون من "الثنائية" للتفتيش باكراً عن تحالفاتٍ تحفظ ماء الوجه في الحرب الإنتخابية الطاحنة التي ستشهدها الساحة المسيحية، الأمر الذي يقول بأن شكل تحالفات "الحرب الوجودية" سيكون كما لم نراه من قبل. وإنطلاقاً من هنا يتواتر إلى "ليبانون ديبايت" معلومات يتم تناقله في مجالس حزبية وسياسية في المتن الشمالي، عن "إمكانية تحالف الكتائب اللبنانية مع الحزب السوري القومي الإجتماعي وآل المرّ" وجهاً لوجه ضد الثنائي المسيحي "القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر". ويقول متابعون بأن "الكتائب" وحدها أو "القومي" وحده لا يمكن أن يواجه القوات والتيار، فهما بحاجة إلى "آل المر" والعكس صحيح، وكذلك القومي السوري الذي يعوّل على "آل المرّ" لخلق تحالف وازن قد يعرقل مسير محدلة "الثنائية الإنتخابية"، ولو قليلاً. أما حزب الطاشناق فلم يحدد مصيره في المتن بعد، ولكن تاريخياً عُرف "الأرمن" بتحالفاتهم الإنتخابية مع فريق رئيس الجمهورية أياً كان الرئيس، ولكن مؤخراً إختلفت الإعتبارات ورأيناهم جنباً لجنب مع آل المرّ في الإنتخابات البلدية 2016، وذلك نتيجة تبدّل الوقائع السياسية على الأرض وتحالف القوات اللبنانية مع فريق الرئيس الحالي الذي كان يومها رئيساً لحزب، الأمر الذي سيشكل حالة "إكتساح" لكل الأقليات المسيحية.

ولكن المفارقة هنا لا تكمن في تحالف المتضررين الوازن، بل في إمكانية الجمع بين القومي والكتائب في تحالف واحد، وهو الأمر الذي ستحول دون حصوله قضايا تاريخية تتعلق بإغتيال الرئيس الشهيد بشير الجميل إحداها. وفي هذا السياق تؤكّد مصادر الكتائب لـ"ليبانون ديبايت" بأن إمكانية التحالف مع القومي السوري سواء في المتن أو في غيرها "غير واردة" وسبق وأعلن رئيس حزب الكتائب سامي الجميل موقفه الرافض لهذا الموضوع في إحدى المقابلات التلفزيونية، فـ"قضيتنا مع القومي السوري متعلقة بإغتيال بشير، وبشير الجميل ليس بقضية هامشية عند الكتائب فهو أيقونة لدينا، وهذا مُستبعد، وإن كانت الكتائب منفتحة على التحالف انتخابياً، إلا أن هناك حدود في العلاقة مع القومي السوري". في الوقت الذي أصرّ عضو المجلس الأعلى في الحزب القومي السوري الاجتماعي توفيق مهنا على أن الكلام في هذا الموضوع "سابق لأوانه، ومرتبط بطبيعة قانون الإنتخاب، شكل الدوائر وعددها.."، رغم غمزه مراراً بإيجابيات.

فأين سنرى القوميين، في تحالف الثنائية أم في تحالف المتضررين؟ يآثر مهنا على المواربة وعدم إيصالنا للجواب الشافي، فتارةً يقول بأن هناك تحالف وتفاهم يجمع القومي بالتيار الوطني الحرّ له طابع سياسي ووطني، وتارةً يقول الثنائية المسيحية قائمة على تفاهمات معينة، وترجمتها في الإنتخابات بحاجة لقراءة وتبصّر.

ولا ينفي مهنا في حديثه لموقعنا عن إمكانية التحالف إنتخابياً مع آل المر، حيث سبق وجمعت بينهما تفاهمات إنتخابية مشتركة. ورداً على سؤالٍ عن إمكانية التحالف مع الكتائب تحديداً، يقول مهنّا "بدّك الشيخ سامي..." ويقطع حديثه عمداً ويضحك، متابعاً: "كلما ظهر الشيخ سامي على محطة تلفزيونية نراه يقول القومي السوري والقومي السوري..."، إشارة منه إلى مواقف "الكتائب" السلبية المتكررة تجاه الحزب السوري القومي على خلفية قضية بشير الجميل.