خلال السنوات الماضية اعتبر بعض النقّاد أنّ المسلسلات العربية تتجه نحو المسلسلات الشعبية مثل باب الحارة وما شابه، أما خلال العام الجاري، فيجري الإعداد لمسلسلات في معظمها من نوع الدراما التاريخية، فهل سيسيطر هذا النوع من الأعمال على الشاشة الصغيرة خلال الفترة الراهنة؟

التاريخ بين "أمير الليل" و"الشقيقتان"
بعدما عُرض مسلسل أمير الليل بطولة البوب ستار رامي عياش، باشر العديد من القيّمين على الدراما بالتحضير لذات النوع من المسلسلات، حيث يحاكي أمير الليل فترة تاريخية ماضية من لبنان عاصرت فترة الحرب العالمية الثانية والانتداب الفرنسي، وما إن انتهى عرضه حتى بدأ عبر الشاشة نفسها عرض مسلسل "الشقيقتان" من بطولة نادين الراسي وهو أيضاً يعود بنا إلى حقبة تاريخية منصرمة تضيء على الصراع الطبقي الذي عاشه اللبنانيون في تلك الفترة.

أوركيديا مسلسل فانتازي تاريخي

وفي المقابل، يجري خلال الفترة الراهنة إعداد مسلسلات من ذات النمط الدرامي ومنها مسلسل أوركيديا الذي يشارك فيه عدد كبير من نجوم الدراما أمثال عابد فهد، باسل خياط، جمال سليمان وسامر المصري، وهو عمل تاريخي يبني قصّته الفانتازية مستنداً إلى حكاية احتلال ملك أشوريا لمملكة أوركيديا.

قناديل العشاق
كذلك يستعد لتصوير مسلسل قناديل العشّاق من بطولة سيرين عبد النور وقيس الشيخ نجيب، ويقدّم هذا العمل أيضاً قصة افتراضية مستوحاة من تاريخ وتراث دمشق، تجري أحداثها سنة 1864.

ولن تتوقف الأعمال التاريخية هنا لكن ما زال العمل جارياً لتصوير مسلسل ثورة الفلاحين الذي تدور أحداثه التاريخية في عام 1860 وهو من بطولة ورد الخال، إيميه صياح وآخرين ليتناول هذا المسلسل عدة خطوط درامية تتراوح بين الدراما الاجتماعية والرومانسية خلال سنوات ماضية من تاريخ لبنان، فضلاً عن مسلسل أدهم بيك لبطله يوسف الخال الذي يعود بنا إلى فترة زمنية تاريخية.

وبذلك نلاحظ أنّ هذا العام يشهد العديد من الأعمال غير المعاصرة بل تدور في حقبة تاريخية ماضية، لكن للتوضيح، هناك بعض الكتّاب والمخرجين الذين يصفون هذه الأعمال بالتاريخية علماً بأنّ الدراما التاريخية محصورة بالأعمال ذات الإسقاطات التاريخية على شخصيات من التاريخ ولا ينطبق توصيف المسلسل التاريخي على مسلسلات اجتماعية وعاطفية تدور في حقبة زمنية منصرمة من التاريخ.