نظمت اللجنة العلمية في نقابة المهندسين في طرابلس مؤتمر "الأمن السيبراني إلى أين"؟، برعاية وزير الإتصالات الدكتور جمال الجراح ممثلا بالمدير العام للإستثمار والصيانة المهندس باسل الأيوبي.

ألقى باسل الأيوبي كلمة وزير الإتصالات، فقال: "إن معالي وزير الإتصالات يثمن عاليا دعوة النقابة لهذا المؤتمر، وذلك لمناقشة الأمن السيبراني، وأين نحن في لبنان في مواجهة تحديات أمن الإنترنت؟ وإن معالي الوزير يعتبر أن أمن المعلومات والإنترنت بات حاجة ملحة لا تقل أهمية عن أمننا وإستقرارنا الداخلي والإجتماعي، فقد حدد المنتدى الإقتصادي العالمي في العام 2013 أن الهجمات ذات الصلة بالإنترنت كواحدة من أعلى المخاطر العالمية من منظور الاثر والإحتمال، كما نجحت أجهزة الدولة الأمنية بمختلف مؤسساتها بضبط الأمن وتجنيب لبنان ومواطنيه العديد من التهديدات الإرهابية والكوارث المحققة. ويأمل معاليه ان تساهم مثل هذه المؤتمرات وما ينتج عنها من توصيات ومقررات في وضع إستراتيجية وطنية شاملة من أجل ضمان أمن المعلومات في الفضاء السيبراني وحماية لبنان وأمنه الوطني، فالأمن السيبراني يعتمد على مجموعة كبيرة من وسائل قانونية وتقنية لمقاومة الإستخدام غير القانوني للشبكة العنكبوتية ومن أجل حماية نظم المعلومات ووسائل الإتصالات لحماية الوطن والمواطن والمؤسسات من أخطار الفضاء السيبراني".

أضاف: "إن أمن المعلومات موضوع هام ويعتبر ضمن مفهوم الأمن الوطني العام والشامل للدول، وقد بدأت الكثير من الدول تدرك أن التغيرات المتسارعة في التكنولوجيا تؤدي إلى تهديدات ليست بالسهلة لأمن الوطن والمواطن. فقد توقع الخبراء أنه بحلول العام 2020 سيكون هناك 200 مليار أشياء متصلة، فأغلب السيارات والطائرات والمنازل والمدن ستكون متصلة كما سيصبح دمج التكنولوجيا وإعتمادنا عليها أكثر شدة في حياتنا، لكن هذا الإعتماد يجعلنا عرضة للمخاطر اذا فشلت التكنولوجيا أمنيا. ومن أجل مكافحة الهجمات السيبرانية نحن بحاجة إلى تحسين مرونة ومتانة الهياكل الأساسية للمعلومات في القطاعات الإقتصادية الحيوية، وايضا نحن بحاجة إلى زيادة الوعي بمسؤوليات الشركات والأفراد حول تأمين شبكاتها والأجهزة والمعلومات وتقديم الدعم اللازم في هذا المجال، كما يجب علينا بناء القدرات عبر الإدارة العامة والقطاع الخاص من أجل إدارة حالات الطوارئ من الحوادث السيبرانية".

وتابع: "بما أن إنجاز هذه المهمة يحتاج للحصول على افضل الوسائل التكنولوجية، فإننا في دائرة الإستثمار والصيانة في وزارة الإتصالات سنعمل جاهدين للتعاون مع مختلف المؤسسات والهيئات وخاصة هيئة أوجيرو، لنكون في أتم الإستعداد والجهوزية في ما يختص بتأمين الأجهزة والمعدات اللازمة، إذ أن العمل على بناء جدران الحماية بمنع الهجمات الإلكترونية وتقليل تأثير رقابة وإختراقات الحسابات وأنظمة المعلومات الحكومية والخاصة، مسألة في غاية الأهمية فلا يمكن حماية الوطن والأمن الوطني بمفهومه الشمولي والإقتصاد الوطني والمؤسسات المصرفية ومعلومات الدولة بدون ذلك".

وقال: "كما أن المؤتمر الخامس للمتخصصين في امن الفضاء السيبراني وسلامته، والذي عقد في بيروت في نهاية العام الماضي، اوصى بأمور عديدة منها إعادة تعميم التنظيم التشريعي لإستخدام وحماية أمن الفضاء السيبراني على الدول العربية الأعضاء في جامعة الدول العربية لإبداء ما لديها من ملاحظات ومقترحات، آملين أن تساهم توصيات هذا المؤتمر في دعمها".

وختم: "آمل أن يخرج مؤتمركم هذا بتوصيات مهمة وفاعلة نقدمها للدولة ومؤسساتها ونعمل على تنفيذها، فعلينا أن نكون على قدر المسؤولية في مواجهة هذه المخاطر في الوقت الذي ما زال كثيرون لا يدركون حجمها، فإن أردنا في لبنان أن نكون من رواد الثورة الرقمية في العالم العربي، فيجب علينا أن ندرك حجم الأعباء التي ستقع على كاهلنا، آملين أن نكون على مستوى هذه التحديات".