"ليبانون ديبايت"

على مسافة ساعات من عبور مرسوم دعوة الهيئات الناخبة إلى قصر بعبدا، تبدو جليةً هشاشة الأمور على مستوى صوغ قانون جديد للإنتخابات يُزال عبره لغم "الستين" من الطريق. الهشاشة عينها تنعكس على مستوى البحث في القانون العتيد الذي لم يتجاوز بعد مستوى "الخبراء" المجمّدين لنشاطهم في عطلة نهاية الإسبوع لتعود مع إطلالة الأسبوع الجاري.

"صيغة الرقم 4" (المختلطة الباسيلية بين التأهيل على الأكثري والإقتراع على النسبي) هي المرجحة بنسبة كبيرة لتسلك طريق البحث في الظرف الحالي وسط همس عن دعسة إضافية لتطيير إقتراح الـ13 دائرة المقدم من حكومة الرئيس نجيب ميقاتي السابقة، والتي لا يعلم أحد إذا ما جرى التطرق إليه قبل أيام من قبل الخبراء أم لا كون "لا أحد من السياسيين يريد الإفصاح"، كلهم ساكتون، ما يثير مخاوف لدى تيارات سياسية من إمكانية إسقاط المخطط الثلاث عشري كلياً ما يعد "ضربة قوية" لإمكانية التوافق على أحد أهم الإقتراحات المقبولة التي تحظى بتأييد كتلة كبيرة مقابل أخرى صغيرة تنظر إلى الإقتراحات من نافذة المصلحة وترتاب من النسبية.

الإرتباك واضح من كلام السياسيين، ولغاية اليوم لا شيء معروف. ما تسرب لـ"ليبانون ديبايت" من معلومات يشير إلى مراعاة الصيغة الباسيلية الجديدة للنائب وليد جنبلاط من خلال ضم عاليه والشوف معاً في دائرة إنتخابية واحدة، وعليه يصبح عدد الناخبين الدروز نحو 130.000 ألف مقابل 120.000 ألفاً للمسيحيين ليصبح النائب جنبلاط نداً قوياً يجبر وينجبر على الدخول في تحالفات متداخلة. مطلعون على المراضاة يغمزون أنه ووفقاً لهذا التقويم الجديد، يصبح النائب جنبلاط قادر على إنتاج 13 نائباً براحة.. ويسألون "بماذا أفادنا هذا الأرنب الذي أخرجه باسيل في تغيّر التركيبات يا ترى"؟؟

النائب جنبلاط الذي صرّح في المؤتمر الـ47 لحزبه الإشتراكي أن كتلته كانت يوماً 18 عضواً وغدت 11 متوقعاً أن "تزم" أكثر، يبدو أن "الصيغة الرابعة" ستشرعن التمدّد الجنبلاطي على حساب غيره أكثر من الستين حتى!

وفي المعلومات عن آخر تطورات الإقتراحات الإنتخابية، يتردّد لـ"ليبانون ديبايت" أن هناك قوى سياسية تبحث إمكانية رفع التأهيل من مستوى 10% (وهي الأصوات التي يحتاجها المرشح لكي يتأهل إلى النسبية) إلى نسبة أكبر (15% ربما)، في حين أن قوى أخرى ممثلة تفضل حصر التأهيل بنائبين عن كل قضاء لا أكثر.

على ضفة النسبية لا شيء جديد اللهم سوى تغريد رئيس الجمهورية المستمر خارج سرب تيّاره السياسي، ولا مبالاة تيّار المستقبل بكل ما يقدم. تشير أوساط سياسية مطلعة على جردة قوانين الإنتخابات لـ"ليبانون ديبايت" بوضوح بأن الواقع الحالي "ذاهب نحو الحائط المسدود وبالتالي الإنفجار".. كيف سيكون هذا الإنفجار؟ لا تريد أن تورد تفاصيل لكنها تكتفي بالقول: "ما بعد 20 حزيران هو الإنفجار بحد ذاته".

وفي ضوء تردي الأوضاع الإنتخابية، ثمة من بدأ يهمس بين جدران صالونات السياسية مسوقاً للتمديد التقني الذي هو "رهن الحاجة" الذي لن يستمر أكثر من 3 أشهر، في وقتٍ ترى أوساط أخرى تقول أن الجميع سـ"يلف ويبرم" و "يبرم ويلف" حتى يصل في النهاية إلى الستين فيتم تجميله وتعديله بعد أن تضيع الناس في الإقتراحات المعقدة ليتم إنتاجه مجدداً وإعلانه بإسم ملطف ويطلق له العنان.. غامزةً من نماذج القوانين المختلطة.