ليبانون ديبايت

لا تزال معركة الكر والفر الإنتخابية تدور رحاها في سوق عكاظ السياسة وعلى الرغم من هدوء الجبهات ودخول البحث في سباتٍ مرحلي نتيجة تخفيض مستوى البحث الإنتخابي لمصلحة الموازنة، لا تزال لعبة شد الحبال من تحت الطاولة موجودة، لكن ثمة مفارقة أنه ورغم الهدوء الحذر هناك محاولات للنقر في الجدار الصلب من خلال جولات مباحثات "طيّارة" تأخذ في الشكل العام مضموناً علها تجد ضالتها.

وبعد ما أورده "ليبانون ديبايت" من تفاصيل حول الإقتراح الجديد لقانون رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل الخامس التي يسعى إلى تقديمه في الساعات أو الأيام المقبلة، هدّد باسيل بالعودة إلى الإقتراح الأرثودوكسي بعد إقتناعه بأن هناك من يسقط الإقتراحات المختلطة التي يقدمها عمداً، إذ يعتبر أن مثل هذه الإقتراحات هي في الحقيقة عبارة عن تنازلات تقدم من التيار الذي جاهر أولاً بتفضيل الارثودوكسي وتراجع لاحقاً لمصلحة إيجاد إتفاق. تهديدات "باسيل" تحاول أوساط تلقفها ومحاولة "الشغل" عليها من باب حث الأطراف على العودة إلى طاولة البحث وإيجاد قانون جديد لتدارك مخاطر القادم من الأيام.

أوساط الرئيس نبيه بري ترى ضرورة لتسريع وتعزيز عجلة البحث مع إقتراب المهل القاتلة التي تحتم إيجاد مسوغات تنهي "مصيبة الستين" الذي يبدو أنه سيعود من النافذة بعد أن أخرج من الباب. وفي إطار محاولة إختراق الجمود الحاصل والإستمرار في روحية البحث وعدم الوصول إلى الملل، يتحرّك وزير المال علي حسن خليل بإيعاز مباشر من الرئيس بري نحو القوى السياسية الأخرى عله يصل إلى إستعادة الزخم القديم في البحث.

ومع سقوط اللجنة الرباعية في فخ المهل التي وضعتها لنفسها لكي تؤمن شبه تفاهم ولم تتمكن من الوصول إلى أي نتيجة قابلة للحياة، يقوم الوزير الخليل ببعض الجهود المنصبة في خانة حث الأطراف على فتح مجال لبحث "قيم ومنتج" وإبعاد التراكمات السلبية الناتجة عن الفترة التفاوضية السابقة التي يجمع الأطراف على فشلها.

وعلم موقع "ليبانون ديبايت" عن حصول إجتماع ثلاثي إقترح أن يكون دائماً هدفه المعلن تحرير سبل البحث في قانون الإنتخاب، ضمّ إلى جانب الوزير الخليل كل من الوزير جبران باسيل ومدير مكتب رئيس الحكومة سعد الحريري نادر الحريري، حيث وصفت مصادر الإجتماع بأنه "الأكثر جديةً بعد سقوط إجتماعات اللجنة الرباعية".

وكون الأطراف التي حضرت الإجتماع كانت ممثلة في اللجنة الرباعية السابقة إلا حزب الله، سُئل المصدر عن أسباب غياب الحزب فبرر ذلك بـ"أنه إجتماع يأتي في إطار الجهود والمساعي التي يقوم بها الوزير الخليل وهو ليس لجنة بل إجتماع خاص وقد وضع حزب الله بصورته وصورة ما تم التداوله فيه".

ورداً على سؤال حول أن هذا الإجتماع هو "إستنساخ للجنة الرباعية"، قال المصدر أن "الأمر مختلف، فالذي كان يبحث في اللجنة الرباعية مختلف عن الذي بحث في الاجتماع الثلاثي" مضيفاً: "لم يدخل المجتمعون بتفاصيل قانون الإنتخاب بل في إعتماد آليات لحث الأطراف على عقد إجتماعات ناجعة وأخذ كل طرف دوره مع حلفائه من أجل توفير حد أدنى من التوافق الأولي والدفع بإتجاه تعزيز العمل على مستوى إيجاد حوافز تؤدي إلى توفير جو حلول هادئ لبحث منتج".

ولا يعتبر هذا الإجتماع يتيماً، بل كان "ليبانون ديبايت" قد نشر سابقاً معلومات عن حصول إجتماعات ثنائية وثلاثية بين قوى عديدة بحثت في موضوع قانون الإنتخاب. وعليه، يأتي الإجتماع الثلاثي المشار إليه أعلاه من ضمن النشاط هذا ومترابط معه، لكن المفارقة فيه أنه بحث في آليات الجهود وليس في موضوع تفاصيل قانون الإنتخاب".

ومن المتوقع أن تستمر هذه الجهود في الأيام القادمة مرحلياً وبوتيرة خفيفة حتى التفرغ من الموازنة وبعدها يشير تقاطع المعلومات إلى أننا ذاهبون نحو توسيع بيكار البحث بشكل متسارع وجدي أكثر.