"ليبانون ديبايت"

على الرغم من كل الكلام المعسول حول العلاقة التي تربط رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس كتلته النيابية فؤاد السنيورة، لكن الوقائع والتسريبات تكشف عن وجود علّة متولدة من تراكمات حقبة سير "الشيخ سعد" بترشيح العماد ميشال عون وإنتخابه رئيساً لا زالت قائمة.

السنيورة الذي وجهت إليه اصابع الاتهام بشق صف تيار المستقبل وإيجاد حالة ضغط معارضة في الداخل، يبدو من خلال نشاطه الحالي أنه شبه مبتعد عن حراك تيار المستقبل السياسي أو حتى عن قراره ككل لمصلحة الرئيس سعد الحريري الذي أعاد إلى نفسه بريق تياره خاصة في اجتماعات الكتلة الاسبوعية التي تذهب رئاستها إليه بعد ان كانت تؤول إلى السنيورة.

تراكمات فترة إنتخاب العماد ميشال عون تقول أوساط أن السنيورة يسعى لإستثمارها مجدداً لكن هذه المرة في مشروع الإنتخابات النيابية القادمة. ورغم أن شكل القانون لم يتبلور بعد، لكن المطابخ الخاصة بدأت تعد العدة للمل شمل "الزعلانين" في تيار المستقبل وضمهم إلى مشروع لائحة انتخابية ما.

الزعلانين كثر، هؤلاء تقول أوساط أن الرئيس الحريري قد إتخذر قرر الثأر منهم بعد عدم مجاراتهم لخياراته السياسية، وكان أول الغيث إعلان بعضهم عزوفه عن الترشح فيما فضل البعض الآخر الإبتعاد عن الساحة تاركاً المجال لغيره حفاظاً على ماء الوجه، لا سيما أولئك الذين إشتهروا برفع سقف الخطاب بوجه أخصام تيار المستقبل المعروفين.

لا تخفي أوساط سياسية في أحاديث داخلية، أن "الزعلانين" يحضرون أنفسهم لخوض غمار الإنتخابات النيابية بمعزل عن قرار تيار المستقبل. على رأس هؤلاء النائب خالد الضاهر المطرود من اللائحة الزرقاء، هذا الأخير حشد كل طاقاته في منطقة عكّار عاملاً على نسج تحالفات. النائب أحمد فتفت ليس بعيداً عن هذا الجو، حيث يسير على نفس الايقاع في الضنية، وعلى ما تقول مصادر معنية، يقوم بحراك إنتخابي ما، وهذا الأمر ينسحب أيضاً على الرئيس فؤاد السنيورة الذي تتقاطع معلومات حول أنه يحضر لترؤس لائحة إنتخابية بعد إدراكه أن الرئيس الحريري لن يسير به مرشحاً للتيار في صيدا وهو ليس مستعد لاعتزال السياسة، في حين أن المقعد الآخر سيذهب لصالح ابن عمة الشيخ سعد، الأمين العام للتيار أحمد الحريري.

شكل هذا الخيار الإنتخابي في حال سار فيه الرئيس السنيورة وإمكانية حصوله غير معروفة، لكن ما يثير الإنتباه وترجيح حصول هذه الخطوة هو وجود نية سعودية بعدم اختزال التمثيل السني بشخص الرئيس سعد الحريري فقط بل ان هناك توجها للرياض بان تدعم تعددية سنية بعد ادراكها بضعف حالة الحريري.