Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
هذا هو يوم الزحف الدرزي الى المختارة
المصدر:
ليبانون ديبايت
|
السبت
11
آذار
2017
-
8:16
ليبانون ديبايت – المحرر السياسي
إستفزّ مشهد زخف مشايخ دروز إلى قصر بعبدا من خارج عباءة زعامة المختارة، رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط الذي بدأ يستشعر بان هناك من يتربص به ويريد تحجيمه داخل بيئته. وعلى الرغم من إدراك "البيك" وغيره أن زعامته غير قابلة للنقاش لكن التوجس يبقى موجوداً أقله من السياق المتبع معه.
الشعور هذا مرده إلى كيفية التعاطي في موضوع قانون الإنتخاب والتعيينات وغيرها مع المختارة، التي يلتمس منها كيدية في مكان ما باتت تستدعي الرد عليها والوقوف في وجهها من بوابة الهجوم الاحترازي. تحل ذكرى اغتيال كمال جنبلاط هذا العام في وضع مختلف عن السنوات التي سبقت. هناك عدة تحديات تطرح على الساحة الدرزية اليوم. طبيعة العلاقة مع النظام في سوريا إزاء الوضع الراهن، العلاقة مع السعودية وتركيا بعد ان غاص البيك كثيراً في رحابها ووصله إلى طريقٍ مسدود في الرهان على هؤلاء إقليمياً، وقضية التوريث وإعلان "تيمور" زعيماً على الجبل، لكن أخطر ما يؤرق "البيك" هو قانون انتخابي جديد يطبخ كي "يحجم" دوره ويُبرز الزعامات الدرزية المناوئة له مع إستشعاره بأن وعبر قانون الانتخاب المُعلّب هناك من يريد دفعه نحو الحائط ما يزيده إصراراً على رفض اي قانون لا يأخذ بهواجس الدروز التي هي حقيقة هواجس جنبلاطية تكرسه الزعيم الأول للجبل.
وعلى عكس ما سبق، فإن ذكرى "المعلم" هذا العام تتسم باهمية وستكون مختلفة إذ لن يكتفي "الوليد" بوضع وردة حمراء على قبر والده، بل سيؤم الدار يوم الأحد في 19 الجاري حشداً غفير من الانصار والمحبين الذين سيتوزعون على الجمعيات والنوادي الثقافية والرياضية والمحازبين والمؤيدين، لكن الأهم هو الإعداد لتأمين حشد ملائم من المشايخ الدروز الذين بطبيعة الحال سيكون وجودهم موجهاً إلى من يحاول إطفاء الطابع الديني الدرزي على شخصيات محددة وسحب أكثريتهم من تأييد النائب جنبلاط، فضلاً عن تركيز "البيك" وإهتمامه على تمثيل الشرائح الطائفية الاخرى الشريكة في الجبل كالمسيحيين وهو يريد عبر ذلك إعطاء بعد وطني لزعامته.
وعلى ما تقول أوساط قريبة من "الإشتراكي" فان ما يجري الاعداد له هو مهرجان جنبلاطي لم يحصل في ذكرى "المعلم" منذ أعوام، يريده "البيك" ان يكون يوماً لتجديد البيعة، ومنصة لتوجيه رسائل سياسية بأنه هو صاحب الكلمة العليا في الجبل وإن كل المحاولات لسحب البساط من تحته مصيرها الفشل وهو ما لم يحدث ايام الحرب ولن يقبل بحدوثه ايام السلم. وتلتمس الأوساط من السياق المتبع، ان هناك من في العهد الجديد يريد تصفية حسابات مع جنبلاط عبر إظهاره بمظهر الضعيف من خلال تعويم شخصيات درزية على حسابه وعدم الأخذ برأيه في المواضيع الداخلية أو حتى إشراكه بتقسيم قالب الجبنة، وهو ما ادى على "فوران جنبلاطي" لا يريد أحد الدخول في أي مطب فيه.
وتأتي هواجس جنبلاط بعد اقتراحات القانون النسبي والتي ستتمظهر ببروز قيادات درزية اخرى على ظهر تمثيل البيك، ما جعله يستنفر كل تحالفاته السابقة والحالية، حيث وضع هواجسه لدى الرئيس بري وقيادات الصف الأول لتتفق معظمها بعدم السير باي قانون لا يوافق عليه جنبلاط. اما الهاجس الثاني لـ"بيك المختارة" فيأتي بعد استقبال الرئيس ميشال عون للوفود الدرزية المتلاحقة والوفود التي ستأتي في الأسبوع المقبل لزيارة الرئيس، ما يوحي بصراع خفي يجري من تحت الطاولة بين بعبدا والمختارة، وكأن الرئيس عون يريد القول لجنبلاط انك لست وحدك في الجبل ولست وحدك من تقرر في قانون الانتخاب ولا عودة لقانون الستين.
وترى أوساط متابعة للملف بأن بوادر التوتر بين جنبلاط وعون قائمة وبدأت تظهر بشكل علني وتتسرب إلى الاقطاب لكن ما يبقيها تحت الطاولة نسبياً هو نية الرئيس بعدم تفجير التركيبة السياسية للحكومة والاجواء الايجابية في البلد، كذلك جنبلاط الذي لديه بمصلحة بالمحافظة على حد ادنى من العلاقة مع بعبدا التي اتى سيدها على بساط تفاهمات على المستوى الوطني.
انطلاقاً مما سبق يمكن القول بان ذكرى اغتيال المعلم ستكون رسالة جنبلاطية بعيد فيها "البيك" التركيز على مرتكزاته وثوابته السياسية الاخيرة والاساسية، ولن يدخل في اي صراع علني حفاظاً على الطريق الذي يحيكه لنجله الذي لا يريد له ان يستلم زعامة المختارة وعلى اكتافه ثقل معارك الوالد، في وقتٍ ينظر إلى الحشد في الـ19 من آذار على انه مبايعة قبل الموعد لـ"تيمور".
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان،
اضغط هنا