ليبانون ديبايت – عبدالله قمح

قبل فترة قريبة، كشف "ليبانون ديبايت" بأن قسم المعلوماتية في وزارة التربية يطلب من المدارس تزويده بمعلومات تفصيلية متعلقة بالطلاب وهو ما رفع من منسوب الحذر لدى عشرات المدارس خاصة في ظل عدم تعاون الاهل ازاء هذه المطالب. هذا الامر لا يبدو انه منحصر في اطار واحد بل ان ما يتردد لـ"ليبانون ديبايت" يؤكد ان ثمة مؤسسات معروفة على سبيل المثال تطلب معلومات دقيقة عن موظفيها، لكن ان يصل الامر الى مواقف السيارات فهذا امر يجب التوقف عنده.

قبل ايام، وصلت إلى "ليبانون ديبايت" معلومات عن قيام مواقف السيارات الكائنة ضمن منطقة الوسط التجاري الخاضعة لادارة شركة "سوليدير" المملوكة من آل الحريري بطلب من المشتركين فيها أوراق ثبوتية لا علاقة لموضوع الاشتراك بالموقف بها حيث طلب هؤلاء صورة لدفتر تسجيل السيارة واسم الشخص الذي يقودها وفي حال لم تكن مسجلة باسمه فيفترض الحصول على معلومات حول اسم مالكها الاساسي ورقم هاتفه. الطلب، على ما تواتر لـ"ليبانون ديبايت" اصاب المشتركين بالذهول واثار تساؤلاتهم عن السبب خاصة ان القرار اتى بعد فترة قصيرة من توقيف ناشط بالمجال الارهابي كان يعمل في احدى غرف "الكونترول" الخاصة بالامن في سوليدير!

المطالب تلك يقول مطلعون انها مختصة فقط بالموظفين المشتركين في الموقف ولا تنسحب على الزوار الذين يقومون بإيقاف سياراتهم لعدة ساعات وهو ما فتح باب التساؤل اكثر، وكون الاشارات تذهب دائماً نحو وقوف جهات امنية خلف الطلب، سأل "ليبانون ديبايت" مصادر أمنية عن ما يتردد حيث "نفت علمها بوجود اي طلب رسمي مقدم من اي جهة امنية حول الحصول على مثل هكذا معلومات" مؤكدةً ان الاجهزة الامنية "لا تعمل بهذا الشكل وفي حال ارادت معلومات تحصل عليها بما ينص عليه القانون وليس من تحته" كاشفةً ان الامر "يخضع للشركة التي يجب سؤالها عن سبب طلبها الحصول على هذه الوثائق".

"ليش انت شو خصك".. بهذا الجواب ردّ الموظف المسؤول عن مواقف شركة "سوليدير" في بيروت على إتصال "ليبانون ديبايت" وعند تكرار السؤال عليه اعاد واجاب.. "اي انت شو خصك وإذا كنت صحفي"؟؟ ويبدو أن الموظف قد لقن جيداً اسلوب تعالي موظفي شركة "سوليدير" على التساؤلات وعلى قوانين الدولة، وبعد جدال وأخذ ورد بينا وبينه وبعد تهديده بالتواصل مع إدارته، اجاب الموظف بشكل مقتضب ان "الموضوع خاص ومرتبط بالشركة" مبرراً طلب الوثائق والمعلومات تلك بـ"إمكانية حصول سرقة او تعرض احدى السيارات المتوقفة لحادث".. "كيف بنا ان نعرف صاحبها؟" يجيب المسؤول دون الاخذ بعين الاعتبار ان الشخص الذي اوقف سيارته مشترك ولديه رقم وسيارته معروفة وسيعود عند نهاية الدوام لقيادتها مجدداً!

تبريرات الموظف الذي رفض الافصاح عن اسمه باي شكل من الاشكال لم تكن مكان واقعية ابداً خاصة بعد سؤاله عن سبب عدم طلب نفس المعلومات من غير الموظفين المشتركين في الموقف فأجاب بإغلاق سماعة الهاتف في وجهنا وهو ابلغ جواب صادر عن شركة لا تفقه حتى باعتماد ادنى معايير اختيار الموظفين الخلوقين القادرين للاجابةعن تساؤلات الناس!

الالتباس الذي يقف خلف ما تقوم به مواقف السيارات في "سوليدير" يقودنا للتواصل مع بلدية بيروت التي ورغم اتصالاتنا المتكررة على الرقم الموجود على موقعها الالكتروني لم نصل إلى ابعد من سماع المجيب الصوتي يكرّر التعليمات طالباً منا تدوين رقم 320 لتقديم شكوى او315 لتحويلنا إلى المحافظة، فيما هذه الاخيرة آثرت عدم الرد على الاتصالات لتضعنا في غموض من مسار بات متبعاً من قبل الشركات القابضة في البلاد!

ما الحاجة لـ"سوليدير" بوثائق ومعلومات حول الموظفين الثابتين في الوسط التجاري؟ حجة الشركة لا تنطلي على احد كذلك اسبابها المتناقضة التي اوردها الموظف.