Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
قضي الأمر.. "طارت الانتخابات"
عبدالله قمح
|
المصدر:
ليبانون ديبايت
|
الاثنين
20
آذار
2017
-
8:21
ليبانون ديبايت - عبدالله قمح
من قال ان الطبقة السياسية عندنا غبيه؟ لا والله فالغبي هو من قال ذلك! حقاً ان لدينا طبقة سياسية بلغت في الذكاء حداً لا بل أنها تجاوزت في مكرها دهاء الثعلب ومعاوية معاً ولو ان هناك معيار في الخداع لكانت دخلت غينس دون عوائق! حقاً نقول أن اركان النظام اللبناني تصدروا المشهد عن جدارة بعد ان رفعوا الاصبع الوسطى بوجه الشعب كله..!
نعم! يستحقون تصفيقاً حاراً على الاخراج الفز لمشهد جلسة الموازنة الاخيرة ومن ضمنها مناقشة اقتراح سلسلة الرتب والرواتب، حقاً أذهلونا بتلك التمثيلة التي تجاوزت بحرفية حياكة عباراتها روايات شكسبير وألف ليلة وليلة معاً.. بلغ فيهم الذكاء درجة الاقناع! حتى اننا صدقنا للوهلة الاولى ان اشاعةً كان هي السبب في نسف جلسة كاملة بينما لم يتردد لاسماع الطبقة الصماء اصواب من صراخ من كان يتظاهر خارحاً..
لعبوها جيداً وحطو "غول" في وسط مرمى الشعب.. أنزلوه إلى الشارع بعد أن طيروا آخر جلسة جاعلين منها صمام التفجير الذي سيخلق ازمة معروفة، بعلمهم ومخطط لها مسبقاً، ولكي يخرجوا ببراءة، رموا الثقل على النائب سامي الجميل كونه الحلقة الاضعف التي تغرد خارج السرب ليس لانه ليس من السرب بل لانه لم يستفد من مصالح ذلك السرب. نزلت "الناس" إلى الشارع تهلل وتطبل لحقوقها. معهم حق وما يفعله الغاضبون هو اقل الايمان للوقوف بوجه طغمة سارقة ماكرة فاسدة، لكن في ظاهر المشهد شيء وفي باطنه شيء آخر. في الظاهر ناس مظلومة خرجت بعد ان كفرت بحالها، وفي الباطن نظام يريد رمي عصيان التمديد لنفسه على شماعة الشعب الغاضب بعد ان ماطلوا وميّعوا كل شيء في سبيل إبتكار أخراجة للوصول إلى هذه اللحظة الحاسمة.
ثلاثة أشهر ومختلف مراجعهم تبحث في قانون الانتخاب، يضمرون في الباطن نوايا اما التمديد او الستين، وفي الظاهر يكشفون عن اسنان بحثهم في القوانين التي وصلت إلى 25 وأكثر ولم يرسوا برّهم على واحد! اخذوا وردوا وتناقشوا ورفعوا السقف وانزلوه ورموا الذرائع على بعضهم حتى وصلنا إلى الخطوط الحمر وعلى مرمى حجر من السقوط في المهل الدستورية. كان لا بد هنا من تركيب آخر مشهد في الفيلم لتكتمل الحجة وتلصق في ظهر الناس خطوة "الأمر الواقع" التي يتذرع من في السلطة انه لا يريدها وإذ فعل فموقفه آتٍ من باب الاكراه.. ولا إكراه في الدين!
لا تخفي أوساط سياسية لـ"ليبانون ديبايت" أن الطبقة الحاكمة بنوابها افتعلوا مشكلة السلسلة في آخر جلسة. ابتزوا الناس بالضرائب والموظفين بالخطر على السلسلة المنتظرة، وفي ساعة تخلٍ على طاولة غداء تقاسموا خبر أكل حقوق الناس وخرجوا على الهواء يعلنون تطيير الجلسة مع الابقاء على الضرائب التي صُوّت عليها في الموازنة، فإرتفع ضغط الشعب ووصل حد الغليان من إستباحة حقوقه بهذا الشكل وبوقاحة!.. رمي الزيت على النار وبلغ الاحتقان الذروة، اين يجب تنفيس الغضب وصرف كل ذلك؟ طبعاً في الساحات!
نزلت المجموعات المحتجة مهددةً بأنها لن تخرج طالما الأمر على هذا الحال. من قال لكم يا كرام ان طبقة سارقة تفقه فن الاعتراض مثلاً؟ لا ابداً على العكس يريدوننا ان نبقى اطول وقت ممكن في الشارع حتى تنتهي المهل ويمرروا قانون التمديد للمجلس ويطيّروا الانتخابات بعد ان وجدوا الحجة المناسبة لكي ينزلوا عن شجرة القوانين التي صعدوا وعلقوا!
نعم.. هي معلومات وليس تحليل ولا تهويل حتى لا يسقط البعض في فخ الفهم الخاطئ. الوضع في ظل كل هذا الغبار أن معلومات تتقاطع لدى أوساط سياسية تظهر ان الطبقة الحاكمة وجدت في الشعب السُلم الذي ستنزل عبره عن شجرة الانتخابات التي صعدتها، على ان تدعم توفير كل عوامل القلق التي تؤدي إلى تأمين ذريعة تأجيل الانتخابات وبالتالي التمديد للمجلس النيابي حتى ان رئيس مجلس النواب نبيه بري لم يخجل من البوح في ذلك صراحة، فالذي يضمره بري هو لسان حال الجميع! تؤكد معطيات هذه الأوساط أن "معركة السلسلة إفتعلت في هذا الظرف من أجل إنتاج أزمة ورميها كقنبلة دخانية بغية اعاقة الرؤية عن ما يحضر له في الكواليس من صفقة التأجيل والتمديد".
الغبي، يقول سياسي يساري بارز في حقل الاعتراض, الذي يصدق أن هذه الطبقة لم تكن تعرف سلفاً كيف سيكون رد فعل الشعب في حال رفعت الضرائب وهي الخبيرة في ذلك! كانوا يعرفون وفعلوا ذلك لتوفير الذرائع التي تخدم مصالحهم وسياساتهم كما فعلوا ويفعلون دائماً، لكنه في الوقت نفسه يلفت "من يدري أن الامور لن تخرج من بين ايديهم وتحت سيطرتهم وتجتاح كل مصالحهم وتسقطها ارضاً؟ من يضمن أن تبقى الناس تسير في اللاوعي تحت هيكلية مصالحهم؟ إنها دعوة لكي ينقلب الناس على مصالح الساسة ويقلبون الخطط رأساً على عقب ويحولون أحلام "طبقة الحرامية" إلى كوابيس تسقط عروشهم وتداس بأقدام الشعب الحي.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان،
اضغط هنا