Beirut
16°
|
Homepage
بيروت كما لم ترونها من قبل.. عمل لـ"مارش" سيثير ضجّة ويغيّر الصّورة!
ريتا الجمّال | المصدر: ليبانون ديبايت | الاربعاء 22 آذار 2017 - 13:42

"ليبانون ديبايت" - ريتا الجمّال:

من الاحياء والشوارع والزواريب التي دمّرتها الاحداث اللبنانيّة، وفرّقت ابنائها، الى خشبة مسرح واحدة، أثبتت أن الطوائف والمذاهب والاحزاب، نجحت في تقسيم اللّبنانيين على الاصعدة كافةً، باستثناء الوجع الذي اقتحم كل بيت، ولا يزال يسكن فيه بالرغم من ارادة أهله. وأظهرت أن ما فرّقته السياسة، جمعه الالم والمعاناة.

"هنا بيروت"، عمل مسرحي جديد، من توقيع جمعيّة "مارش March" التي تعمل تحت شعار "ما تخاف من الحريّة خاف عليها"، والتي تحرص في كل خطوة تقوم بها على اعطاء جرعة أمل لاشخاص أهملت الدولة أوضاعهم، وحقوقهم ونسيت قضاياهم، تتحضّر في 13 نيسان، بذكرى الحرب الاهليّة، لافتتاح مسرحيّة تروي ألف حكاية وحكاية للبنانيين عانوا الكثير من الحرمان ودمّرت أحلامهم.


وللدخول في تفاصيل العمل الذي سيعطي الصورة الحقيقيّة لبيروت كما لم نرها من قبل، قالت رئيسة جمعية "مارش" السيّدة ليا بارودي لموقع "ليبانون ديبايت"، أن "هنا بيروت، هي مسرحيّة، أبطالها 20 شابّاً وفتاة، أتوا من أحياء بيروت المهمّشة مثل الخندق الغميق، طريق الجديدة، الضاحية الجنوبيّة، صبرا... وغيرها، من دون "سيناريو مكتوب" في يدهم، وإنما ليرووا في أول تجربة مسرحيّة لهم قصص حقيقيّة في مضمونها الكثير من الرسائل التي تم استخلاصها بعد معاناة رافقت حياة هؤلاء ووقفت حائلاً أمام أحلام كثيرة كانوا يطمحون الى تحقيقها".

وأشارت بارودي الى ان "الهدف الاساسي من هذه المسرحيّة هو تقريب المسافات بين الشباب، وإشراكهم في المجتمع وسماع أصواتهم التي تعكّرها غصّة الحزن والالم، خصوصاً أننا نؤمن بدور هؤلاء في صناعة مستقبل أفضل للبلد. أما المشاركون في هذا العمل، فهم أشخاص موهوبون يريدون الدخول في مجال التمثيل، والتعبير عن هواجس ومخاوف وغضب يعيش داخلهم لكن من خلال الفن، لا الحرب والعنف".

بارودي ومن خلال "مارش"، التي كان لها تجارب سابقة في خلق مساحات تلاق أهمّها في طرابلس، حيث أقيم مشروع المقهى الثقافي على "خطوط التماس" والمحاور التقليدية، فقرّبت أبناء المناطق المتنازعة الى بعضهم البعض في عمل فريد من نوعه، استطاع نقل المشهد من الدمار الى البناء والازدهار الفكري والنفسي. لكن في المقابل، رأت بارودي أن "تجربة طرابلس تختلف عن الوضع في بيروت، لناحية الاجواء التي كانت سائدة في عاصمة الشمال، والمعارك التي جابت شوارعها، وغيّرت من معالمها، لكن مع ذلك نجحنا يومها في تغيير المشهد، ورسم الصورة الحقيقيّة لطرابلس وشبابها التي شوهّها الاعلام في بعض الاماكن، فتمكنّا من ترميمها، وكسر الاحكام المسبقة التي كانت تُساق بحق شباب المدينة، الذين أظهروا أنهم ليسوا اعداءً، إنما أبناء منطقة واحدة يعيشون المشاكل نفسها من تهميش ومعاناة، وحرمان". مشدّدة على اننا "في 13 نيسان، ذكرى الحرب اللبنانيّة، نريد ومن عاصمة لبنان - بيروت، أن نصرخ "كفى".. كلنا لبنانييّن، نحمل الهوية نفسها، والوجع ذاته".

بدوره، روى المخرج والمؤلّف يحيا جابر تجربته في "هنا بيروت"، فقال لـ"ليبانون ديبايت":"شعرت وللمرّة الاولى، أنني كمؤلف ومخرج مسرحي، أقوم بتطبيق الافكار التي أؤمن بها، في هذه التجربة المميّزة التي منحتني اياها جمعيّة "مارش"، والتي للاسف تعرض قصصاً مأساوية، ومفجعة، لناس مهمّشين، فقراء، محرومين، حتى منبوذين من قبل المجتمع".

ورأى جابر انه "لدى المشاركين في المسرحيّة، إيماناً بالموهبة، وبالتالي بالحلم، الذي يسعون الى تحقيقه، وهذه فرصتهم للخروج الى الضوء، والقفز فوق الجدار، والغاء التهميش والخجل الذي يرافقهم". مشيراً الى ان "ورشة عمل كبيرة حصلت، استغرقت ساعات من التمارين، حيث تناول التدريب علم النفس، ولغة الجسد، والاعداد المطلوب كي يشعر هؤلاء الاشخاص بالامان الجسدي والروحي على خشبة المسرح، حتى يتمكّنوا من إخراج كل ما في داخلهم من وجع، وغضب، ومعاناة".

وقال: "في البدء كان هناك توتّر وريبة، بين الممثلين، لناحية الاختلاف الطائفي والاجتماعي والمذهبي والسياسي، والحساسيّة التي كانت موجودة، لكن مع الوقت والتمرين، أصبحوا ضد قناعاتهم السابقة، بعدما أدركوا ان الوجع والالم الذي يوحّدهم أكبر بكثير من اي التناقضات التي تفرّقهم "، مضيفاً:"ان أهم ما في هذا العمل، أنه يسمّي الاشياء باسمائها، ومن دون خجل، ويطلق صرخات داخليّة وحتى مفردات لم تستعمل سابقاً، تصل في بعض الاحيان الى التحقير، وقد تثير ضجّة أو استغراب، وما بعده طوفان، لذلك فنحن في هذا السياق، ننتظر من الامن العام الرحمة، والصدر الرحب، لايصال الرسالة كما هي، لأن هذه المسرحيّة هي بمثابة علاج لشباب محرومين مهمّشين، لا يريدون سوى ان يكونوا مواطنين وموجودين".

اشارة الى ان "مارش" التي تحمل مشروع "مكتومي القيد"، تتحضّر ايضاً في الثاني من شهر نيسان لاطلاق مهرجان "باب الذهب، يلا نبني سوا" في شارعَي سوريا والمهاجرين. هذه المبادرة التي تطرح قصّة شباب وشابات من طرابلس يعيدون الحياة لكل ما دمّرته سنين الحرب والإهمال، كما تقوم على جمع أكثر من مئة شاب من التبانة وجبل محسن والمناطق حولها، لاعادة ترميم وإصلاح حوالي التسعين محلاً في المنطقتين المذكورتين.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
منصوري يكشف سبب تأخر المصارف بتطبيق القانون 166 9 بعد الإعتداء على محامية وتحرُّك القضاء... إليكم ما فعله الزوج! (فيديو) 5 بعد تغريدة أشعلت المملكة السعودية... وهاب "مُحاصر" بالشائعات! 1
كمينٌ مُركّب لحزب الله... إسرائيل تستخدم ساتر دخاني لسحب الخسائر! 10 إنخفاضٌ في أسعار المحروقات! 6 بلبلة في صفوف قوة الـرضوان والسيّد يتدخل شخصيًا... يا ويلكن ويا سواد ليلكن! 2
إهتمام قطري بآل الحريري 11 "إلغاء تعميم الـ 20 مليون ليرة"... بيان من "الضمان" 7 الساعات القادمة حاسمة... تحرّكات "مفاجئة" تلوح في الأفق! 3
جلسة التمديد تفضح علاقة باسيل بأعضاء كتلته… نائب يتحول إلى ساعي بريد 12 الحلبي يعدّل عطلة عيد الفصح الأرثوذكسي 8 إلى القوات وحلفائها… حان وقت الإستقالة 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر