Beirut
16°
|
Homepage
الحملة بدأت.. رؤوس المخدّرات والعصابات تتدحرج في الضاحية
عبدالله قمح | المصدر: ليبانون ديبايت | الجمعة 24 آذار 2017 - 0:48

ليبانون ديبايت – عبدالله قمح

في مطلع شهر تشرين الأوّل الماضي، قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في أحد المجالس العاشورائية إن "هناك من يريد تدمير مجتمعنا وتدمير كل الخطوط الخلفيّة والبيئة والشباب والشابات الذين هم عماد الوطن والجيش والمقاومة والأمن والمؤسسات". السيد طلب يومها من الدولة أن "تكمل مسؤوليتها وهذا يحتاج لخطّةٍ كاملةٍ متكاملة". أتى ذلك الحديث من باب التنبيه من المخدّرات وتُجّارها الذين وصفهم أنهم "شريحة خائنة لقيم المقاومة ومدمرة لقيمنا ومجتمعنا وعلينا أن نعزلهم اجتماعياً".

كان هذا الكلام بمثابة العماد لمشوار الألف ميل نحو بدء العزل الاجتماعي لتجّار المخدّرات. البداية كانت من خلال رفع درجة التنسيق بين حزب الله والقوى الأمنية من خلال تبادل الملفات والأسماء حول هؤلاء التجّار وأماكن وجودهم، وتالياً مباشرة عمليةً عسكريّة - أمنية واسعة بدأت فعلياً قبل شهرٍ من اليوم وتطوّرت على نحوٍ لافتٍ وبمنحى تصاعديّ لتبلغَ الذورة في الساعات الماضية مع حملة بحثٍ وتوقيفٍ وحواجز ثابتةٍ ومتحركة انتشرت يوم أول من أمس الأربعاء على طول الضاحية وعرضها ووُصِفت بأنّها الأضخم وعلى قدرٍ كبيرٍ من الأهميّة، وعلى معلومات "ليبانون ديبايت" سوف تُستكمل بنفسِ الوتيرة في الأيام القادمة.


وبحسب متابعين جاء كلام السيد في ذلك المجلس العاشورائي بمثابة التأكيد على عدم وجود أيّ غطاء عن تاجرٍ أو مخلٍّ بالأمن، حيث كان خطاب نصرالله العاصف في ذلك اليوم ووصف أنه إشارة تحفيز للقوى الأمنية لإطلاق يدها وهي التي كانت تتذرّع دوماً بـ"وجود حيثيّة أمنيّة ما في الضاحية تصعب مهمتها". لا نخفي سراً إن قلنا إن حزب الله متعاون لأقصى الحدود في مجال إنهاء آفة تُجار المخدرات التي تتخذ من مناطق في الضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع معاقل لها. نشأ هؤلاء على ضفاف الحرمان أساساً ومن الظلم الادعاء أنَّ لحزب الله دوراً في نشوؤهم أو حمايتهم، بل على العكس نشط الحزب في ثمانينات ومطلع تسعينات القرن الماضي في محاولة التخلّص منهم، لكن الواقع كان وما زال إنهم كمنظومة أكبر من الدولة والحزب معاً.

اختير مطلع شهر شباط الماضي كتاريخ للبدء بتنفيذ الخطّة الأمنية وإنهاء حالة هؤلاء بعد الانتهاء من عملية تجميع ملفاتهم. أخذ الجيش اللبناني وتحديداً فوج التدخل الرابع الناشط في الضاحية على عاتقه مهمة المداهمات الأخطر فكانت باكورة التنفيذ في مناطق حارة حريك، برج البراجنة، الليلكي، الرمل العالي وصحراء الشويفات، حيث كان في كلّ مرّةٍ يسوق فيها مطلوبين وكانت النتيجة أنّه تمكّن من تنفيذ أكثر من 10 عمليات دهم نتج عنها توقيف رؤوسٍ خطيرة بالإتجار بالمخدّرات لعل أبرزهم المدعو "ح. المقداد" الذي دُهم يوم الجمعة الماضي في منزله وجرى توقيفه مع كميات من الأسلحة، وبنفس اليوم جرى دهم منزل اللبناني "ف. منذر" (1990) في الرمل العالي وهو يُعتَبر من أكبر الناشطين في مجال ترويج المخدرات بالمنطقة، لكنه تمكّن من الفرار بعد الاشتباك مع عناصر الجيش، واللافت في المداهمة أنه كان يفخّخ باب منزله بعبوتين ناسفتين! لكن المهم الذي تحقّق هو توقيف 5 من أعضاء شبكته هم: "ي.م أبو عاصي (مجند في الجيش مواليد شمسطار 1983) وشقيقه م. (1991)، واللبنانيان ا.ح الذكر (2000)، ع.م العزير (1979) و ح.ش العزير (1998)، كذلك في نفس التاريخ جرى تفكيك عصابة سرقة سيارات ودراجات نارية في حي السلم واعتقال الناشطين فيها وهم: ع.ا امهز، ع.ج امهز، ع اسماعيل امهز.

وقبل يوم، أي في 16 شباط داهمت قوة من الاستقصاء مبنى يستخدم فيه الاتجار بالممنوعات حيث جرى اعتقال المطلوب بـ4 مذكرات عدلية ع.ن المولى، وضبط كميات كبيرة من المواد المخدرة وماكينةً لطحن مادة "السيلفيا" وحبوب كابتاغون وأكياس تحوي كميات من حشيشة الكيف.

ومن بين المداهمات الهامة تلك التي نفّذت في 25 شباط ونتج عنها توقيف المطلوب الخطير ح.ع. زعيتر الشهير بعمليات السلب وفرض الخوات في محلة صحراء الشويفات والمطلوب بموجب 9 وثائق اتصال بجرائم سلبٍ بقوةِ السلاح، وفي التاريخ نفسه أوقفت مفرزة استقصاء جبل لبنان اللبناني ع.ا مرشد المقداد الذي يترأس عصابة فرض خوّات واعتداء على الناس والتحرش بمحصنات والصادرة بحقه أيضاً مذكرة توقيف بجرم قتل سوري بغرض السلب على طريق المطار.

وبحسب معلومات "ليبانون ديبايت" أنه ومنذ 1 شباط 2017 حتى 2 آذار 2017 نفّذت الوحدات العسكرية والأمنية كافّة أكثر من 25 عملية دهم وتوقيف في الضاحية الجنوبية نتج عنها اعتقال 40 شخصاً بجرائم تأليف عصابات سرقة سيارات، وترويج واتجار بمخدرات، وإطلاق نار وترهيب مواطنين وسلب وفرض خوّات.

وشهد ليل أول من أمس الأربعاء انتشاراً أمنياً كثيفاً لقوى الأمن الداخلي الذي وضع حواجز وصفت بالضخمة في مناطق شعبية في الضاحية كمدخل حي السلم - البركات وحي السلم - الكوكودي كذلك حاجز على طريق المطار وآخر ضخم في حارة حريك. وامتازت هذه الحواجز بالشدّة الأمنية، حيث دقّق العناصر بهويات المواطنين ولاحقوا مخالفات السير التي نتج عنها حجز سيارات وتسطيرُ محاضرٍ ضبط ومخالفاتٍ متعددة.

الحملة الأمنية لم تنحصر فقط في الضاحية الجنوبية لبيروت، بل انتقلت إلى منطقة البقاع، حيث اشتدّت قبل أيام عبر إطلاق عملية دهمٍ واسعة انطلقت من حي الشراونة في بعلبك واشتملت على العديد من البلدات وأتت بغايةِ البحث وتفكيك شبكات السرقة والإتجار بالمخدرات. وعلم "ليبانون ديبايت" أنه جرى يومها دهم أحد منازل المطلوب نوح زعيتر دون أنْ يُعْثَر عليه في المنزل.

هذا وأبلغت مصادر أمنية "ليبانون ديبايت"، أن الحملة الأمنية مستمرة وعلى كافة الصُّعد التي لها علاقة بمخالفات السير أو بملاحقة المطلوبين، حيث تتمّ بمشاركة مختلف الأجهزة الأمنيّة.

وبدا لافتاً قيام جهاز المخابرات في الجيش اللبناني بتنفيذ عمليات دهم لمطلوبين خطرين في مجال تجارة المخدرات وسرقة السيارات ضمن عملياتٍ دقيقةٍ ومباغتة، أي عبر الانقضاض على المطلوبين باللباس المدني وسحبهم بهدوء، كذلك كان لافتاً لمراقبين قيام وحدات الجيش اللبناني بتنفيذ مداهمات على مستوى عالٍ من الدّقة والحيطة الأمنيّة وفي مناطق تصنّف على أنها شعبيّة.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
كليب "يُرجح" ما قد تبلغه فرنسا لِميقاتي اليوم! 9 حافي القدمين... نائب سابق يتعرّض لسرقة "من نوع آخر"! (فيديو) 5 بالفيديو: إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في برج حمود 1
واشنطن تكشف دورها في "الضربة الإسرائيلية" على ايران 10 "النكزة الأخيرة"... منشورٌ "ناريّ" للسيّد! 6 حادثة رئاسية فضحت "الثنائي الشيعي" 2
بشأن تعديل قيمة رسوم المعاملات... بيانٌ من الأمن العام! 11 بشار بطل عمليّة نصب كبيرة في طرابلس! (صور) 7 مستجدات فصل بو صعب من التيار! 3
"التيار معجون عجن بالغش"... جعجع يستنكر! (فيديو) 12 عصابة "خطرة" تنشط في طرابلس... بطلتها إمرأة! 8 سيناريو "مُقلق" ينتظر مطار بيروت... إنذار خطير وأيام حاسمة! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر