Beirut
16°
|
Homepage
خبير استراتيجي يكشف سر الغضب الاسرائيلي من لبنان
المصدر: ليبانون ديبايت | السبت 25 آذار 2017 - 7:05

"ليبانون ديبايت"

رفعت اسرائيل من سقف تهديداتها على لبنان من بوابةِ فتحِ ملف النفط الذي تلوّح به في مجلسها الوزاري من أجل ما تُطلِق عليه "ترسم الحدود البحرية" الذي يحمل في طياته خُطواتٍ عدوانيّة واضحة تُجاه لبنان وثرواته بعد أن أدركت تل أبيب نجاح بيروت في حشد السوق العالميّة وجلبها نحوها على الرغم من كل المآسي التي تصيبنا.

إشارات إسرائيل نحو بيروت التي تحمل بذور الشّر المدعوم من إدارة الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب الذي يبدو أنَّ بنيامين نتنياهو تنفّس الصعداء بعد أنْ جلس الأوّل على كرسي البيت الأبيض تستدعي فهم ما تخطط له إسرائيل خاصّةً وأن تأثيرات خطابها العدواني بدأ يصل إلى منازلنا وسط مخاوفٍ من حصول معركةٍ شبيهةٍ بتلك التي جرت في حرب الـ2006، فكيف لنا أنْ نفهم الخطاب الإسرائيلي المرتفع السقف نحو لبنان؟


العميد المتقاعد والخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية أمين حطيط اعتبر أنّه وقبل الدخول في تفسير الخطاب الإسرائيلي لا بدَّ من الإضاءة على المنطقة الاقتصاديّة اللّبنانيّة، فهناك مناطق لا نزاع عليها، وهي تلك التي قُسّمت إلى عشرة بلوكات، يستعدّ لبنان لتلزيم النفط فيها. من ناحية ثانية، هناك منطقة مساحتها 850 كلم مربّع، تتخذُ شكل المثلّث من وسط البحر إلى الشاطئ اللبناني، وهذا المثلث نتج بسبب حصول خطأ في وضع نقطة البحرية اللبنانيّة التي تتّصل بالمنطقة القبرصيّة - اللبنانيّة - الفلسطينيّة، وعاد لبنان وصحّح هذا الخطأ، فأصبح البحث في نقطتين: الأولى تتمثّل بالخطأ الذي ورد، والثانية في التباطؤ.

ويشير حطيط في حديثٍ خاصّ لـ"ليبانون ديبايت" أن هاتين النقطتين، وربطاً بالداخل، أنشأوا مثلّث مساحته 850 كلم مربّع، وفي هذا الخصوص تريد أن تضع إسرائيل يدها على هذه المساحة اللبنانية. بينما ترفض الخطوة التي قام بها لبنان عبر الأمم المتحّدة أو الولايات المتحدة الاميركيّة لترسيم الحدود بالشكل الصحيح وفقاً لاتفاقيّة أوتاوا، ونتيجة لرفضها هذا، باتت المنطقة المشار إليها مجمّدة". مشيراً إلى أنَّ "للبنان الحق في المثلّث، ولن يتنازل عنه، وإذا حاولت إسرائيل أن تعطّل ذلك، فعلى لبنان أنْ يذهب عندها إمّا بالاتجاه القانونيّ أي عبر الأمم المتحّدة، أو إلى الخيار الميداني، فالمقاومة لن تستأذن أحداً وما تهوّل له إسرائيل لن يحصل في الميدان".

وأضاف: "لقد استغلّت إسرائيل المستجدّات لتضع يدها على تلك المنطقة وتطيح بالحقوق اللبنانيّة، فقامت بتحريك هذا الملف الآن، لأربعة أسباب، السبب الأول، مرتبط بالدعم الأميركي غير المحدود الذي يظهره ترامب لها، إِذ إنه يوافق على كلِّ ما تقوله إسرائيل، إضافةً إلى ذلك، فإن إسرائيل تظنّ أنَّ لبنان لا يملك القوّة العسكريّة الرسميّة لحماية منطقته، كما أنَّ المقاومة مشغولة في سورية، أمّا السبب الثالث فيكمن في انقسام لبنان حول عمل المقاومة وحقّها في التصدّي. لكن النقطة الأهمّ التي تتقدّم على الأسباب كلّها، وتفوقها أهميّة، فتتمثّل في أنّه عندما طلبت إسرائيل من الشركات العالميّة تقديم عروضها بالتنقيب عن النفط في المنطقة الاقتصاديّة في فلسطين المحتلّة، لم يتقدّم سوى ثلاثة شركات لا تتمتّع بالوضع أو المواصفات السليمة، بعكس لبنان الذي بمجرّد أنْ أنهى ملفّاته، وعرضِ وضعهِ على الشركات العالميّة، تقدّم إلى الآن 40 شركة، انطلاقاً من هنا، فإن إسرائيل تسعى لإحداث نوعٍ من البلبلة والضجيج، وخلق جوّ من الحذر والقلق يُظهر أنَّ البيئة غير مستقرّة بهدف منعِ الشركات من التنقيبِ عن النفط اللبنانيّ".

واعتبر حطيط أنَّ "مواقف إسرائيل تصبّ في الخانة "الدعائيّة"، والحرب النفسيّة، التي لن تثني لبنان عن السّير قدماً لاستثمار ثروته الطبيعيّة، ولن تؤخّر المقاومة عن حماية هذه الثروة". مؤكّداً أنَّ "الهدف الأساس لإسرائيل هو تهريب الشركات الأجنبيّة، والضغط على لبنان من أجل بحث الملف عند الأميركيين الموالين لإسرائيل، لكن هذا الأمر لن يسير كما تشتهي إسرائيل، طالما أنَّ هناك قوّة مقاومةٍ قادرةٍ على حماية حقوقه".

وأكد حطيط أنَّ "الحرب الإسرائيليّة على لبنان، مستبعدة حتى هذه اللّحظة، على اعتبار أنّه لو كانت قادرة على القيام بهذه الخطوة، وتحمّل تداعياتها، لما تأخّرت لحدّ اليوم، لكنها في المقابل، قادرةٌ على خوض حربٍ نفسيّةٍ وتهويل لا قيمة لهما، ومع ذلك، هناك من يتأثّر بما تقوم به إسرائيل، وآخرون لا يهتمّون له".

وعن استهداف حزب الله في سوريا، ختم حطيط حديثه لـ"ليبانون ديبايت" باعتبار أنَّ "العمل العدواني الإسرائيلي الأخير على تدمر له ثلاثة أهداف، الهدف الأوّل متّصل مباشرةً بمسار العمليّات العسكريّة وما يحضّر له شرقاً باتجاه دير الزور والرّقة، أمّا الهدف الثاني، فيتمثّل في نيّة إسرائيل كبح اندفاعة الجيش السوري ومنعه من تحقيق إنجازاتٍ جديدة. هذا وأرادت إسرائيل في هدفها الثالث توجّيه رسالةٍ أنّها موجودة في الميدان، وتشكّل لاعباً رئيساً في الملف السّوري، بمعنى أنّ كلّ من يريد أنْ يبحث في حلٍّ سياسيٍّ في المسألة السوريّة، عليه أنْ يراعي مصلحة إسرائيل". مشدّداً أنَّ "إسرائيل قامت بهذه العمليّة العدوانيّة، لأنّها تعلم جيّداً أنَّ عدوانها هذا سيمرّ من غير ردٍّ، كونها ترى أنَّ سورية لا تملك القوّةَ العسكريّة التي تخوّلها الردّ على العدوان".
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
"الإتفاق حصل"... بو صعب سيبلغ بري بهذا الأمر! 9 مرة جديدة... الجيش الإسرائيلي يستهدف بعلبك! (فيديو) 5 طائرة تهبط في مطار بيروت وعليها عبارة "تل أبيب"! 1
"إنجاز هائل" لحزب الله... إعلام إسرائيلي يكشف! 10 رواتب القطاع العام في خطر هذا الشهر! 6 صوت قوي "يوقظ" سكان الجديدة... ماذا حصل عند "ABDO"؟! (فيديو) 2
نائب يودّع العزوبية بعد أسابيع! 11 عملية للحزب في عمق اسرائيل... صقور متفجرة تدك القاعدة العسكرية الأكبر! 7 الرواية الحقيقية لـ "إنفجار دورس"! 3
"بهدف التستر"... الأقمار الصناعية تظهر ما قامت به إيران! 12 الإثنين يوم مفصلي... هل يحمل البشرى؟! 8 أرسل صوراً لـ"القبة الحديدية"... هكذا خدعت طهران جندي إسرائيلي! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر