Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
علي نصري شمص يفتح أبواب جهنم على مطلوبي البقاع
المصدر:
ليبانون ديبايت
|
السبت
25
آذار
2017
-
7:11
"ليبانون ديبايت"
حزمت الدولة أمرها أخيراً بالاقتصاص من تُجَّارِ المخدّرات الذين عاثوا في الأرض فساداً وحوّلوا مناطقَ لبنانيّة شاسعة إلى مربّعاتٍ أمنيّةٍ ودويلاتٍ، ممنوعٌ حتّى على أفرادٍ دخولها، وبات الشعارُ فيها "الداخل مفقودٌ والخارج مولود". تعاظم شأن هؤلاء الذين نبتوا في ترابٍ طيّبٍ وتغيّروا مع تطوّرِ الطبيعة وأصبحوا على الشكل الذي هم عليه. ضَرَرَهُم غير منحصرٍ في بيئةٍ محدّدةٍ ولا يمكن بما لا يقبل الشّك أن يتمّ ربطهم ببيئةٍ محدّدةٍ يحاولون الاستقواء فيها وعبرها وإظهار أنفسهم بمظهرِ "البدائل"، بل وصل ضَرَرَهُم حدّ تدمير شرائح اجتماعيّة مشكّلة من شبابٍ وشابات، وغدا هؤلاء يمثّلون حالة خطرٍ داخليّةٍ تلامسُ إلى حدٍّ ما خطر أيّ عدوٍ آخر.
تناوب بعضٌ من الضالعين في "عضال المُخدّرات" على الخروج عبر وسائلِ الإعلام مكيلين عبارات التّمجيد للمقاومةِ وسيّدها محاولين تصوير أنفسهم على أنّهم من هذه البيئة، ويَحظَونَ بنسبة تأييدٍ فيها، بيد أنَّ الوقائع تُثبتُ العكس، والمعلومات تصل حدّ تمرير هؤلاء لعبارات الإطراء من بوابة النيّة بلصقِ أنفسهم بجسد حزب الله حفاظاً على أنفسهم!
في مطلع الشهر الجاري خرج من سهل البقاع المدعو علي نصري شمص متفاخراً بسلاحه الـ"ار بي جي" الذي كان يحملهُ على كتفه موجهاً إيّاه إلى صدر الدولة اللبنانية متحديّاً ومبيناً أنّها "غير قادرةٍ على القبض عليه" ما مثّل تحديّاً للدولةِ التي باتت هيبتها عُرضةً للسقوط أمام استفزازاتِ تُجّارِ المخدّرات. حاول "التاجر" الذي لم يَسبِقَ أنْ ظهر اسمهُ من قبل، إعطاء صفة البطولة على نفسه مقدّماً حِرَاكَهُ كنوعٍ من أنواعِ المقاومة بعد أنْ قال: "كما تُصَدِّر إلينا أمريكا وأوروبا إرهاباً نحن نبيعُ لهم مخدرات".
يستدعي هذا الكلام التّوقّف عنده خاصّةً وأنَّ المشار إليه يقدّم نفسه على أنّه تاجر يبيع المخدّرات إلى الولايات المتحدة التي تذرّ الأموال من أجل شن الحروب على هؤلاء الذين تتهمهم بتدمير مجتمعها، فهل المقصود مما ورد عن لسان شخصٍ "غير معروف" استدعاء أيّ تدخّلٍ أميركي في لبنان من بوابة محاربة المخدّرات؟ إزاء هذا الواقع اِلتفتت الدولةُ وأجهزتها ومن خلفهِما حزب الله الذي يستشعر الخطر على بيئته وجسمها من عبث المقامرين في السِّلم الاجتماعي، فتقرّر التّسرِيع بخُطط ملاحقة هؤلاء داخل أوكارهم.
لا مجال للجدل أنَّ حزب الله لم يكن يوماً داعماً أو مستفيداً من الخارجين عن القانون، بل كان له المصلحة الأكبر في إنهاء ظاهرتهم لما تحمله من آثارٍ سلبيّة عليه، ذلك معطوفاً على عدم وجود أيّ غطاءٍ عليهم خلافاً لما يحاول البعض تمريره، بل إنَّ الدلائل تثبت أنّه المُبادِر في المرحلة الأخيرة لحثِّ الدولة على أداء دورها في ملاحقة هؤلاء، وهو يتّخذ لنفسه صفة المساعد بعد الإحراج الذي يتعمّد هؤلاء وضعه فيه.
وتشير معلومات "ليبانون ديبايت" أن الفَلَتَان الأمني الأخير في منطقة البقاع حتّم على الدولة رفع سقفِ التنسيق مع حزب الله من أجل اقتحام "الجزر الأمنية" وفتحها على مِصراعيها خاصّةً بعد أن باتت المنطقة تصنّف ضمن "بؤر الخطر". ولا بدَّ هنا من لفت النظر إلى أن مناطق عدّة في بعلبك - الهرمل باتَ يتحاشى سكانها الخروج من بيوتهم ليلاً خوفاً على حياتهم وممتلكاتهم، ما خلق نوعاً من الرعب فضلاً عن اتّساع رُقعة نُفوذِ بعضِ العشائر في عددٍ من "المافيات" وبات يهدّد الأمن الاجتماعي ككل، ويحتّم على كلّ الجهات التحرّك من بوابة الخطّةِ الأمنية. قبل ذلك كان حزب الله قد اِلتفت إلى هذه الحالة ناصحاً عدداً من وجهاء العشائر بإسقاط أيّ غطاءٍ عن أيِّ متهمٍ أو مجرمٍ أو متورطٍ، حفاظاً على الأمن الاجتماعي في المنطقة لافتاً أنَّ "الدولة ستتدخل قريباً ولن يكون هناك مظلة لأحد" أتى هذا الكلام كي يدقّ ناقوس الخطر، وأثمر لاحقاً عن سقوط مظلاتٍ عشائريّةٍ كانت بالأمس القريب خيماً يتلطى تحتها المطلوبين الكبار.
العملية الأمنية الواسعة والتي بدأت فعلياً منذ شهرٍ، تتطوّر مرحليّاً، كان من نتيجتها حصول مئات عمليات التوقيفِ والمداهماتِ لأشخاصٍ متورطينَ في "مافياتٍ" غير محصورةٍ بالإتجار بالمخدّرات، بل وصلت إلى تلك المتخصّصة بمجالِ سرقةِ السيارات وتهريبٍ وخطفِ الأجانب واللبنانيين، وهذه تُصنَّف ضِمن الدوائرِ الأمنيّة على أنّها ذات حساسيةٍ خاصّةٍ في ظلِّ توافر معلوماتٍ عن تورّط رؤوسِ هذه العصابات مع مجموعاتٍ إرهابيّةٍ، وهذا ما ثَبُتَ من خلالِ تأكيد سَرِقَةِ وبيع سياراتٍ استُخدِمَت في أعمالِ تفجيرٍ في الضاحية الجنوبية وبعلبك سابقاً.
وبحسب المعطياتِ التي توافرت لـ"ليبانون ديبايت" فإنَّ عمليات البحثِ والدَّهمِ نَتجَ عنها من تاريخ الأوّل من شباط وحتّى آخره حصول أكثر من 40 مداهمةٍ لمنازلَ ومناطقَ تُستخدمُ في ترويجِ وبيعِ الممنوعات، وأخرى تابعةً لأعضاءٍ في مافياتِ سرقةِ السيارات والتهريب، نتج عنها توقيف 91 شخصاً بينهم 30 لبنانياً، فيما توزّع الباقي على أشخاصٍ من التابعيّة السوريّة متورطين في ترويج وبيع المخدّرات وتهريب المواطنين من - إلى سوريا، أمّا اللبنانيون فالسواد الأعظم منهم هم من مؤلّفي عصاباتِ سرقةِ السيارات والإتجار بالمخدّرات.
ولعلّ اللافت في العملية الأمنية هي الأرقام المخيفة لأشخاص التابعية السورية الذين جرى توقيفهم تحت خانة إمّا دخول الأراضي اللبنانية خلسةً، أو المشاركة في الممنوعات، حيث تحصي أرقام الفصائل والدوائر والمراكز الأمنية في منطقة بعلبك - الهرمل كافّة التوقيفات في الفترة الممتدة من تاريخ الأوّل من شباط وحتّى العاشر منه أحصى 120 سورياً بينما ارتفع الرقم من تاريخ الحادي عشر من الشهر نفسه وصولاً إلى الثامن والعشرين منه، واشتمل على توقيف 193 سورياً، ليكون العدد الإجمالي نهاية الشهر هو 313 موقوفاً!
ولا تُخفي المصادر الأمنية لـ"ليبانون ديبايت" سراً أن ظهور المدعو علي نصري شمص بهذا الشكل قد استفزّها كاشفةً أنَّ "المداهمات الأخيرة التي جرت في الشراونة ومناطق بعلبكية كان من ضمنها البحث عن شمص وكل شخص متورط معه".
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان،
اضغط هنا