"ليبانون ديبايت"

بتاريخ 8 آذار 2017، صدر المرسوم رقم 305، الذي قضى بتعيين العميد الركن جوزف عون قائداً للجيش وترقيته إلى رتبة عماد، بعد توقيعه من قبل رئيس الجمهورية بعد أن أودع موقعاً من رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، ووزير المال علي حسن خليل، ووزير الدفاع يعقوب الصراف، فأتى هذا القرار موجباً بعد فراغٍ طويلٍ في رئاسة الجمهورية، والتداعيات السلبيّة التي رافقتهُ وطالت مؤسسات الدولةِ كافّة.

استتبع قرار تعيين قائد الجيش بفتح الباب أمام كرّ سبحة البحث في التشكيلات العسكرية التي يرفضُ رجالُ السياسة الابتعادِ عنها، بل حشرِ أنفهم فيها، والتي تعكس دوماً نفوذهم، وما كان يعرقل ولادتها في الفتراتِ السَّابقة هو عدم نيلهم الحُصص التي يريدون. مديرية المخابرات، التي تدورُ حولها الكثير من التساؤلات اليوم عليها التركيز الرئيس، وتشير أوساطٌ معنيّةٌ لموقعِ "ليبانون ديبايت"، إلى "وجودِ تسريباتٍ كثيرةٍ سواءٌ في الإعلام أو لدى الأطراف السياسيّة، أن تغييراً سيطرأ عليها لخلافةِ العميد الركن كميل ضاهر المشهود له بكفاءته وسجلّه المليء بالإنجازات.

وما يمكن تأكيده لـ"ليبانون ديبايت"، هو وجود اتصالاتٍ سياسيّةٍ واسعةٍ تتعلّق بموقعِ مدير المخابرات دون تبيانِ ما إذا كانت تهدف إلى إجراء تغييرٍ في المديريّة أو تثبيتِ وجودِ العميد كميل ضاهر، الذي ترجّحه أوساط عدّة وذلك لأنَّ ضاهر من نفس الدورة التي تخرّج منها قائد الجيش أي "1985" فلا مشكلة في وجوده إلى جانب قائد الجيش عون ولا يتسبّب هذا الأمر بـ"مشكلةٍ تقنيةٍ" انطلاقاً من أنَّ العرفَ العسكريّ المُتّبَع في قيادة الجيش، ينصّ على أن يكون الضباط في التشكيلة التي تُعيّن بعد تعيين القائد من دورات أحدث، أمّا أصحاب الأقدميّة منهم فيوضعون بعهدة قائد الجيش حتّى بلوغ سن التقاعد كي لا يقدّم ضابط أكثر خدمة التحية لضابط أقلّ منه خدمة.

أمّا في الحديثِ عن تعيين مديرٍ جديد لمديريّة المخابرات، فدون ذلك البحث عقابات تنطلق من اعتبارات عدّة، منها يرتبط بقائدِ الجيش، وأخرى تتعلّق بالرتبِ وفترةِ الخدمة المطلوب توافرها عند الضابط الذي سيتولّى قيادة المخابرات". وعلى ما يتردّد لـ"ليبانون ديبايت" ثمّة حديث إنّه يفضّل أن يكون المدير الجديد من دورة أحدث من الدورة التي تخرّج منها القائد عون (أي دورة 1985) والأفضليّة هنا تُعطى لأبناءِ دورة الـ86.

وفي مقابلِ هذا الطّرح، يتردّد في بعض الصالونات السياسية دفعٌ باتجاه تسميةِ عميدين لشغل المنصب وللمفارقة أنَّ أحدهم من دورة الـ1985 أمّا الثاني فخريج دورة الـ83.
وتختم الأوساط: "أنَّ المعلومات هذه تبقى مجرّد ترجيحاتٍ، يُصارُ في بعض الأحيان إلى تسريبها بهدفِ حرقِ الأسماء أو إلقاء الضوءَ عليها، بيد أنَّ المؤشرات توحي إلى الآن بضبابيّةٍ تامّةٍ حول مصيرِ العميد ضاهر وخلفه، وسط تكتّمٍ شديدٍ من قِبَلِ مُخابراتِ الجيش".