Beirut
16°
|
Homepage
هديّة ترامب أم هديّة هانتنغتون؟
نبيه البرجي | المصدر: المستقبل | الثلاثاء 28 آذار 2017 - 6:07

«ضع رأسك على الوسادة، وقل... لقد بتنا بحاجة الى حرب عالمية ثالثة»!

قال هذا الكلام، ومنذ اقل من عقدين، المفكر الفرنسي ريجيس دوبريه، غداة اطلاق صمويل هانتنغتون نظرية «صدام الحضارات»، ومع ظهور نظرية فرنسيس فوكوياما حول نهاية التاريخ (وغروب الايديولوجيات بطبيعة الحال).

آنذاك تحدث عن تصدع القيم، وتبعثر الفلسفات، وتفكك المعادلات التي نشأت بعد اللحظة النووية في هيروشيما.


وقال دوبريه «بدا هانتنغتون وكأنه يقول لاميركا لا تكفي قنبلة او قنبلتان لازالة الرعاع من هذا العالم». ماذا كان يعني حين رأى ان الصراع سيكون بين الحضارة (الديانة؟) اليهو ـ مسيحية والحضارة (الديانة؟) الكونفو ـ اسلامية ؟

نتصور لو ان رفيق ارنستو تشي غيفارا في غابات بوليفيا تذكر ما قاله في التسعينات من القرن الماضي لاشار باصبعه الى ابي بكر البغدادي، ومن قبله ابي مصعب الزرقاوي، وقال هذه هدية صمويل هانتنغتون (هدية اميركا) اليكم...

العالم يحكمه اله واحد هو اله اليهود والمسيحيين (من قال انه اله واحد؟)، ولا مكان لاله البوذيين والمسلمين. غريب انه اغفل الهندوس على سبيل المثال...

الذين تابعوا هانتنغتون يعلمون انه عاد واطلق ناقوس الخطر من غزو الهيسبانيك اللاتينيين، بالبشرة السمراء وبالثقافة الرومانسية (اليائسة والعاصفة في آن) للولايات المتحدة. ماذا يفعل دونالد ترامب سوى انه يمسك الان بعصا صاحب «صدام الحضارات» ويدعو الى ازالة الحثالة ليس من اميركا فحسب بل ومن الكرة الارضية ايضاً...


اذا كان الايرانيون يحلمون بامبراطورية قورش، واذا كان الاتراك يحلمون بسلطنة سليمان، ودائماً فوق هذه الخشبة العربية التي مات فيها العقل، ومات فيها الخيال، )ولتحيا رايات القبائل)، يفترض ان يدركوا ان ترامب يقاتل طهران ويتغزل بأنقرة لان اللاعب في الضحايا في لاس فيغاس هو نفسه اللاعب في الضحايا في الشرق الاوسط...

لا ريب ان الايرانيين اكثر حنكة حتى حين يستخدمون الايديولوجيا، بكل آلامها، لاغراض جيوبوليتيكية من الاتراك وحيث رأس الحصان هو رأس السلطان. الى اين دخل العثمانيون وتركوا اثراً فلسفياً او علمياً واحداً؟

روى لنا احمد بهاء الدين انه حين التقى شاه ايران محمد رضا بهلوي، قبل خلعه بطبيعة الحال، قال له «من هنا، اي من ايران، الى مصر لا يوجد بشر». هل يعتقد احد ان رجب طيب اردوغان يقر بوجود كائنات بشرية في سوريا والعراق، بل وفي سائر اقطار المشرق العربي؟

التفاعلات في ايران سياسية، وحيث لا ينفك المحافظون، بالشراسة الايديولوجية اياها، يحاولون الاطباق على الاصلاحيين الذين لهم رؤيتهم، ومفهومهم للدولة الحديثة، وللمجتمع الحديث، لكن الغباء الاميركي، بل الغطرسة الاميركية حدت كثيراً من احتمالات الاصلاح والتحديث في ايران...

المشهد يبدو مختلفاً في تركيا. ثمة رجل، رجل واحد، ودون ان يكون هناك من مكان للمرشد (فتح الله غولن ونجم الدين اربكان)، ولا للشخصية الثانية (من عبدالله غول الى احمد داود اوغلو).

المعلقون الاتراك هم الذين يقولون (مقالة في صحيفة «حرييت» قبل ازاحة رئيس تحريرها). ان المشكلة ليست في انه سيتوج سلطاناً في 16 نيسان المقبل، اي لدى اعلان نتائج الاستفتاء حول نظام الرجل الواحد (والحصان الواحد والراقص الواحد)...

المشكلة في رأي كاتب المقال ان الرئيس التركي لن يتوقف عن لعبة الاصابع المحترقة التي كانت لها تداعياتها الكارثية على الارض التركية، بل انه سيمارس هذه اللعبة مذهبياً واتنياً في الداخل التركي. بالتالي يدفع البلاد الى الانفجار...

الاكثرية السنية (لاحظوا فجائعية المصطلح في ثقافتنا الراهنة) والقومية (الطوارنية) ضد الاقلية العلوية، باستخدام تعبير «الدم الفاسد»، والاقلية الكردية، باستخدام تعبير «غوغائية الاطراف»....

اقليتان هائلتان. لماذا لا تكونان جزءاً عضوياً، ودينامياً، من البنية الحضارية لتركيا؟ هذا سؤال لا يطرح في بلاط اردوغان. قال دونالد ترامب (قبله استاذه صمويل هانتنغتون) بالصراع بين الغيب والغيب، بين التاريخ والتاريخ، هذا الذي يحدث. العرب... فتات!!
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
"سوريا الثورة" تثير البلبلة في البترون! (صور) 9 الحزن يخيم على عائلة الحريري! 5 بو صعب خارج "التيّار" رسميًا! 1
إنتشار عسكري "غربي" في لبنان وحشود إيرانية وروسية وصلت.. عماد رزق: بيروت ستقصف وحرب التحرير بدأت! 10 "رح نحمي بيوتنا" و"الله أكبر سوريا"... غضبٌ عارمٌ وثورة سورية قريباً في البترون! 6 الحقيقة بشأن جريمة باسكال سليمان 2
نائب يتعرض لوعكة صحية! 11 "الرجل الطيب الودود"... الحريري ينعى زوج عمته 7 كلاب بوليسية وانتشار أمني... ماذا يجري في الضاحية؟ 3
إشتباك أميركي - سعودي.. البخاري يعلق مشاركته في الخماسية؟ 12 في جونية... سوريّون يسرقون مخزناً للبزورات! 8 إشكال وجرحى في بلدة لبنانية... ما علاقة "الزوجة الثانية"؟! (فيديو) 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر