أشاد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في كلمة القاها في القمة العربية، بالاردن وما يملكه من مقومات المستقبل المشرق بقدر ما يمتلك من عناصر ومعالم التاريخ والحضارة"، معتبرا "ان الأردن وسطي عصي على الأنواء المحيطة به". وهنأ الملك عبد الله الثاني على توليه رئاسة القمة العربية الثامنة والعشرين وعلى التنظيم الرفيع والمتميز للقمة.

وعرض ابو الغيط رؤيته للوضع العربي والعمل المشترك والتحديات، وابرز ملامحها: "التوافق العربي على دعم الجامعة العربية وعملها، قدرة الجامعة على أن تكون الجسر بين دولها وأن تكون قائد عمل مشترك مثمر وأن تنجز ملفات اقتصادية واجتماعية وثقافية وفكرية وعلمية إذا ما توفر لها، دعم الدول وتلاقي إراداتها السياسية على ذلك.

وأشار الى "طيور جارحة كثيرة تتربص بالعالم العربي وتريد أن تنهش في جسده، ومنها من يوظف الطائفية والمذهبية على نحو مقيت لتحقيق أغراض سياسية تناقض المصلحة العربية على طول الخط، وهو نهج نرفضه ونتصدى له وندعو الأطراف التي تمارسه لمراجعة حساباتها"، لافتا الى "احاديث عن السعي لترتيب منطقتنا من دون موافقتنا، وبما يخلق أوضاعا جديدة في الشرق الأوسط"، مؤكدا "أهمية مواجهة ذلك بالحفاظ على الدولة الوطنية"، مشيرا الى ان "الوضع العربي الحالي ليس مؤهلا بعد للدخول في أية ترتيبات طويلة الأمد للأمن الإقليمي في ضوء اختلال موازين القوى".

وقال الغيط: "ان إسرائيل ما زالت مصممة على احتلالها لأراضي فلسطين، وهي تسير في غيها دون رادع وتمعن في البناء الاستيطاني والتهويد والاستيلاء على الأرض.. كما أن الانقسام الفلسطيني له تبعاته السلبية"، لافتا الى "جانب ايجابي يتمثل بقرار مجلس الأمن الأخير الذي يدين الاستيطان ويؤيد حل الدولتين".

ودعا القادة العرب إلى "الاستمرار في الدعم لمواجهة الأوضاع الإنسانية التي يعاني منها مدنيون عزل في مناطق الأزمات، والى مكافحة الارهاب بكل ما أوتيت من عناصر القوة"، معتبرا ان "انعقاد القمة وبهذا الحضور والمشاركة اللافتة هو رسالة طمأنة لهذا المواطن العربي القلق على مستقبله، واعادة ثقة بأن المنظومة العربية ما زالت تعمل على كل ما فيها من أوجه القصور، وأن التنسيق العربي والعمل المشترك ما زال هو السبيل الوحيد لمواجهة التحديات".

وأكد "ان عالمنا العربي قادر على اللحاق بعصره، وشبابه راغب في المشاركة في البناء من أجل المستقبل، ومن الضروري أن نفتح أمام هؤلاء الشباب نوافذ الأمل والرجاء، وأن تطرح في مجتمعاتنا عقود اجتماعية جديدة تستنفر طاقاتهم ومواهبهم".

واعرب عن ثقته في "قدرة الشعوب والحكومات العربية على عبور هذا الفصل الخطير في تاريخها الحديث، وهي أشد قوة وأصلب عودا وأمضى عزيمة وأكثر تضامنا ووحدة".