في 29 تموز/يوليو المقبل يبلغ المخرج اللبناني جورج نصر ال90 عاماً، وهو ما ستستغله اللجنة المنظّمة لمهرجان طرابلس للأفلام(بين 27 نيسان/أبريل، و4 أيار/ مايو المقبلين) لتكريمه وعرض أفلامه الروائية الطويلة الثلاثة:"إلى أين"(57) "المطلوب رجل واحد"(61) و" الغريب الصغير"(67)، وفي الثاني من أيار/مايو المقبل تكرّمه جامعة الـ"ألبا"وتعرض عنه شريطاً صوّره إثنان من تلاميذه في 57 دقيقة، كما يصدر كتاب عنه في 150 صفحة.

عيش "نصر" مع زوجته( من دون أولاد) في مبنى ملاصق لقصر الحريري في منطقة قريطم – بيروت منذ 44 عاماً، يدرّس مادة السينما في الـ"ألبا" وما زال يطمح لتصوير واحد أو أكثر من السيناريوهات الخمسة الجاهزة في مكتبه، متجاوزاً حاجز السن ومشيراً إلى أنه لو باشر التصوير الآن لعاد بالسن 30 عاماً إلى الوراء. عاتباً على المرجعيات الرسمية التي ملأت منزله بالتقديرات والدروع والأوسمة من دون أي قرش لكي يعيش، شاعراً بالوحدة لأنه عندما يجلس في أي قهوة رصيف لا يعثر على شخص واحد يعرفه، كلهم ماتوا أو سافروا أو غادروا مكان إقامتهم.

يفخر "نصر" في حديثه مع الميادين نت بأن إثنين من أفلامه وصلا إلى مهرجان كان السينمائي الدولي، لكنه يعترض على لقب"أب" السينما اللبنانية وإعتبر أن هناك من يستأهل اللقب أكثر منه خصوصاً المخرج "علي العريس"، وإعتذر لأنه لا يتابع جديد السينما اللبنانية، غير مؤيد لفكرة أن كثرة الأفلام المنتجة تؤسس لصناعة سينمائية مشيراً إلى أن مثل هذه الصناعة تشترط أفلاماً محلية جيدة ومتتابعة حتى تتكون معالم الصناعة، بينما كثرة الصالات لا تخدم في هذا المجال أبداً.

ولم يتردد في القول إنه لم ييأس من البحث عن منتج، معلناً عن رفضه بيع سيناريو بحوزته عنوانه" الأخذ بالثأر" لجهة إنتاجية في هوليوود، لأنه إشترط أن يكون هو المخرج، نافياً أن يكون فكّر في أنه سيبلغ الـ 90 قريباً جداً مشيراً إلى أن علاقته بطلابه ممتازة وهو يطلب منهم أن يعتنوا بالصورة، فيفكروا بالصورة ويكتبوا بالصورة، حتى يحصدوا شريطاً جاذباً في النهاية،

أشار المخرج المخضرم إلى أن الكثير من أفكاره مدوّن لديه، فهو يكتب كل يوم مشاهد سينمائية جديدة ، إمّا حديثة ، أو أنها إستكمال لنصوص سابقة يضيف عليها أو يعدّلها، وتكون معظم جلساته المنزلية هو يكتب وزوجته تقرأ في كتاب جديد، والأهم بالنسبة إليه أن جامعة الـ "ألبا" وفية معه سواء في الحفاظ عليه أستاذاً، وفي تكريمه مخرجاً كبيراً بإنجاز فيلم عنه، وكتاب يرصد فصول حياته المهنية والشخصية.

وإذ يعنيه كثيراً تكريم مهرجان طرابلس له، كونه إبن بلد، أكد المخرج "نصر" أن هناك طاقات سينمائية واعدة جداً بين الطلاب، تجعل الغيور على السينما عندنا يسعد بأننا سنسلّم الراية إلى من يقدّرون ومن يهيمون إندفاعاً في خدمة الفن السابع إنتصاراً لأفلامنا في الغد المنظور..