Beirut
16°
|
Homepage
جولات الحمير.. نجاح رغم الصعوبات
المصدر: Safa.ps | الاربعاء 05 نيسان 2017 - 12:31

يركب السياح الجِمال عند أهرامات مصر، ويعتلون ظهور الفيلة في تايلند، وفي بلدة سبسطية شمال مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة يعمل أسطول من 14 حمارًا على توفير جولة سياحية للراغبين بتذوق نكهة الريف الفلسطيني.

"جولات الحمير" هو اسم المشروع الذي بدأه خمسة من الطلبة الجامعيين من بلدة سبسطية، ليكتسب شهرة واسعة في فترة قياسية، ويحقق إقبالًا متزايدًا.

يقول رؤوف حواري وهو طالب في جامعة النجاح لوكالة "صفا" إن فكرة المشروع بدأت بمزحة، وانقلبت إلى مشروع جاد.


ويضيف "بدأ الأمر بنقاش بين مجموعة من الأصدقاء بحثًا عن مشروع يدر علينا دخلاً يساعدنا بتوفير متطلبات دراستنا الجامعية، وكان من ضمن الاقتراحات تنظيم جولات سياحية على الحمير مستفيدين من الطبيعة السياحية لسبسطية".

راقت الفكرة للأصدقاء الخمسة، فأعدوا دراسة جدوى اقتصادية للمشروع، وبناء عليها باشروا جمع المعلومات عن الحمير ومواصفاتها واحتياجاتها، واشتروا مجموعة من الحمير، وبنوا لها حظيرة.

لماذا الحمير؟

وشهدت السنوات الأخيرة ازدهارا لثقافة الجولات السياحية في الريف الفلسطيني، خاصة في فصل الربيع حيث تكتسي الجبال والوديان بحلة خضراء تسر الناظرين.

وبحسب حواري، فإن فريق "جولات الحمير" أراد الاستفادة من هذه الفرصة، والتميز بشيء نوعي، فكان اختيار الحمار لرمزيته للريف الفلسطيني، ولعمل تكامل في جو الرحلة من خلال توفير جو ريفي للسياح.

جولة في أحضان الطبيعة والأماكن الأثرية على ظهور الحمير، مع فطور فلاحي يشمل قلاية البندورة، واللبنة، والزيت والزعتر، وخبز الطابون، والقهوة العربية، هي أجواء أكثر من جاذبة لسياح يهربون من حياة الحضر الصاخبة.

ويلفت حواري إلى أن اختيار الحمير كوسيلة لحمل السياح دفع البعض لأخذ الموضوع على محمل المزاح والسخرية، لكن مع مرور الوقت ثبت أن هذا الاختيار كان موفقاً حيث يشهد الآن إقبالاً كبيرًا، والأعداد بدأت تتزايد، والمشاركون يشجعون غيرهم.

الإقبال على هذه الجولات يشمل كل الفئات، وأكثر المشاركين من طلبة الجامعات، وحديثًا بدأت عائلات تطلب حجز مكان لها مع أطفالها.

وتنظم الجولات بشكل دوري وثابت يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع، لكن ذلك لا يمنع تنظيم جولات خاصة في بقية أيام الأسبوع.

ويبدأ مسار الجولة من منطقة واد الشامي في أعالي سبسطية، ويتجه المسير نحو منطقة المسعودية حيث محطة قطار الحجاز العثمانية، وهي منطقة حرجية جميلة، ومن هناك إلى سهل سبسطية، ومنه إلى المنطقة الأثرية.

وفي منتصف الجولة تكون استراحة يقوم خلالها السياح بإيقاد النار وإعداد الطعام بأيديهم وعلى الحطب، وفي المنطقة الأثرية يعمل اثنان من المرشدين السياحيين ضمن الفريق لتعريف السياح بالأماكن الأثرية.

ثم تبدأ رحلة العودة مروراً بسكة الحجاز وهي منطقة خضراء، ومنها إلى نقطة الانطلاق في واد الشامي.

مجد هدمي من القدس، شارك بالجولة هو وخطيبته، بعد أن علم بهذه الجولات من أحد الأصدقاء.

ويقول لوكالة "صفا": "سبق لي أن شاركت بعدة جولات مشابهة، لكنني تحمست لهذه الجولة بسبب تميزها بركوب الحمير".

ويضيف "كنت أخشى أن تكون الجولة مرهقة، لكن على العكس تماما كانت مريحة جدًا، واستمتعنا كثيرًا بالأجواء الريفية، وكذلك كانوا يقدمون لنا شرحًا عن كل مكان نصل إليه".

أهداف وفوائد

مع انطلاق "جولات الحمير"، حدد الفريق جملة من الأهداف التي تحمل أبعادًا وطنية وبيئية وثقافية مهمة.

ويقول حواري إن هذه الجولات تهدف لتعزيز ثقافة المقاطعة من خلال منع استخدام المنتجات الإسرائيلية، وثقافة المحافظة على البيئة من خلال تنظيف وإزالة مخلفات الطعام، وثقافة الرفق بالحيوان من خلال إرشاد المشاركين للتعامل بلطف مع الحمار.

كما تسعى لتعزيز السياحة الداخلية في منطقة تشتد فيها الحاجة لتعزيز التواجد الفلسطيني.

وتواجه سبسطية تهديدات ومساع إسرائيلية للسيطرة على المنطقة الأثرية فيها، ويأتي هذا المشروع ليزيد من التواجد الفلسطيني في المنطقة، وتعريف الناس بالمخاطر الإسرائيلية المحدقة.

نجاح رغم الصعوبات

لم يكن نجاح المشروع سهلًا، فقد واجه الفريق في بدايته صعوبات وتحديات نجحوا في التغلب على بعضها، لكن بعضها الآخر يحتاج إلى حلول إبداعية وخلاقة للاستمرار والبعد عن النمطية.

وبسبب ضعف الإمكانات، لم يستطع الفريق شراء أكثر من 14 حمارا، وهذا العدد لا يكفي أحيانا لتلبية حجم الطلب، فيضطرون لتأجيل بعض الراغبين إلى الرحلة القادمة.

ويقول حواري: "قد نعمل على زيادة العدد لاحقا، لكن هذا مرهون بمدى نجاح المشروع"، لكنه يقر بأن المؤشرات حتى الآن إيجابية ومشجعة.

ومن أهم الصعوبات التي واجهها الفريق في البداية، ضعف الخبرة في التعامل مع الحمير والعناية بها.

واستطاعوا التغلب على ذلك بمساعدة أحد أعضاء الفريق الذي يدرس الطب البيطري، والذي اكتسب خبرة عملية في التعامل مع الحمير، وفي نفس الوقت ساعد زملاءه في الاعتناء بها، وبات لديهم الآن خبرة جيدة في هذا المجال.

كما يواجهون ضيق الوقت، خاصة وأن جميعهم طلاب جامعيون، ويحاولون التغلب على ذلك بتقسيم العمل فيما بينهم.

ويجتهد أعضاء الفريق في دراسة الكثير من الأفكار لتطوير المشروع والتغلب على العقبات، ومنها طرح مسارات جديدة، وزيادة الطاقم العامل، والجولات المسائية والتخييم لتفادي حرارة الشمس صيفا.

وتبلغ رسوم المشاركة بالجولات 75 شيكلا للشخص الواحد، وهو سعر يبدو مرتفعا في ظل الأوضاع الاقتصادية التي يشكو منها لجميع.

لكن حواري يؤكد أنه السعر مناسب بالنظر لما يحصل عليه المشارك من خدمات، ويضيف: "نشعر أن هذا السعر مجحف بحقنا بسبب التكلفة العالية للاعتناء بالحمير والقيام على احتياجاتها، بالإضافة لتغطية تكاليف المواصلات من وإلى نابلس وتكاليف الفطور".

ويشير إلى أنهم قاموا بدراسة رسوم الاشتراك بالجولات السياحية، والتي تصل إلى 100 و120 شيكلا لجولات تنظم سيرًا على الأقدام.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
كليب "يُرجح" ما قد تبلغه فرنسا لِميقاتي اليوم! 9 "النكزة الأخيرة"... منشورٌ "ناريّ" للسيّد! 5 حادثة رئاسية فضحت "الثنائي الشيعي" 1
واشنطن تكشف دورها في "الضربة الإسرائيلية" على ايران 10 حافي القدمين... نائب سابق يتعرّض لسرقة "من نوع آخر"! (فيديو) 6 مستجدات فصل بو صعب من التيار! 2
بشأن تعديل قيمة رسوم المعاملات... بيانٌ من الأمن العام! 11 بشار بطل عمليّة نصب كبيرة في طرابلس! (صور) 7 بالفيديو: إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في برج حمود 3
"التيار معجون عجن بالغش"... جعجع يستنكر! (فيديو) 12 عصابة "خطرة" تنشط في طرابلس... بطلتها إمرأة! 8 سيناريو "مُقلق" ينتظر مطار بيروت... إنذار خطير وأيام حاسمة! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر